• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / مع الشعراء


علامة باركود

مختارات من قصيدة (عنوان الحكم)

مختارات من قصيدة (عنوان الحكم)
د. محمد بن علي بن جميل المطري


تاريخ الإضافة: 11/3/2023 ميلادي - 18/8/1444 هجري

الزيارات: 3181

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مختارات من قصيدة (عُنوان الحِكَم)

 

أبو الفتح علي بن محمد البُسْتي الكاتِب، له نَظْم في غاية الجودة، توفي رحمه الله في بُخارى سنة 401 هـ، ومن أشهر قصائده قصيدة "عنوان الحكم"، عدد أبياتها 63 بيتًا، وهذه 26 بيتًا مختارة منها:

زيادةُ المرءِ في دُنياه نُقصانُ
ورِبْحُه غيرَ مَحْضِ الخيرِ خُسْرانُ[1]
وكُلُّ وِجْدَانِ حظٍّ لا ثَباتَ له
فإنَّ معناه في التحقيق فِقْدانُ[2]
يا عامرًا لخَرابِ الدَّارِ مجتهدًا
بالله هل لخرابِ العُمْر عُمْرانُ[3]
ويا حريصًا على الأموالِ تجمعُها
أَنَسِيتَ أنَّ سرورَ المالِ أحزانُ[4]
أحْسِنْ إذا كان إمكانٌ ومَقْدِرةٌ
فلن يَدومَ على الإحسانِ إمكانُ
أحْسِنْ إلى الناسِ تَسْتعبِدْ قلوبَهُمُ
فطالما استَعْبَدَ الإنسانَ إحسانُ
وكُن على الدَّهرِ مِعْوانًا لذِي أَمَلٍ
يرجو نَداك فإنَّ الحُرَّ مِعْوانُ[5]
مَنْ جادَ بالمالِ مالَ الناسُ قاطِبةً
إليه والمالُ للإنسانِ فَتَّانُ
يا خادمَ الجِسمِ كم تَشقى بِخِدمتِه
أتَطلُبُ الرِّبْحَ فيما فيه خُسْرانُ[6]
أَقبِل على النَّفْسِ واستَكْمِل فضائلَها
فأنتَ بالنَّفسِ لا بالجسمِ إنسانُ[7]
واشْدُدْ يديك بحبلِ الله[8] مُعتصِمًا
فإنَّه الرُّكْنُ إن خانَتْكَ أَرْكانُ
مَنِ استعانَ بغير اللهِ في طلبٍ
فإنَّ ناصِرَه عَجْزٌ وخِذْلانُ
لا تحسَبِ الناسَ طبعًا واحدًا فلَهُم
غرائِزٌ لستَ تُحْصِيهنَّ ألوانُ[9]
مَنْ سالَمَ الناسَ يَسْلَمْ من غوائِلِهم
وعاشَ وهْو قَريرُ العَينِ جَذْلانُ[10]
مَنْ يَزْرعِ الشَّرَّ يَحْصُدْ في عواقِبِه
ندامةً ولِحَصْدِ الزَّرْعِ إبَّانُ[11]
كُنْ رَيِّقَ البِشْرِ إنَّ الحُرَّ هِمَّتُه
صحيفةٌ وعليها البِشْرُ عُنْوانُ[12]
ورافِقِ الرِّفْقَ في كلِّ الأمورِ فلَم
ينْدَم رفيقٌ ولم يَذْمُمْهُ إنسانُ
دَعِ التكاسُلَ في الخيراتِ تَطْلُبُها
فليس يَسْعَدُ بالخيراتِ كَسلانُ
ولِلأُمورِ مواقِيتٌ مُقدَّرةٌ
وكلُّ أمرٍ له حَدٌّ ومِيزانُ[13]
وذو القَناعةِ راضٍ من مَعِيشتِهِ
وصاحبُ الحِرصِ إن أثْرى فغضبانُ
لا تَحسَبنَّ سُرورًا دائمًا أبدًا
مَنْ سَرَّه زمَنٌ ساءَتْهُ أزْمانُ
إذا جَفَاك خليلٌ كُنتَ تألَفُه
فاطلُبْ سِواهُ فكلُّ الناسِ إخوانُ
وإنْ نَبَتْ[14] بِك أوطانٌ نشَأتَ بها
فارحَلْ فكلُّ بلادِ اللهِ أوطانُ
لا تَغترِرْ بشبابٍ رائقٍ نَضِرٍ
فكم تقدَّم قبلَ الشِّيبِ شُبَّانُ[15]
ويا أخا الشَّيبِ لو ناصَحتَ نفسَكَ لم
يكن لِمثلِكَ في اللَّذَّاتِ إمعانُ[16]
وكُلُّ كَسْرٍ فإنَّ الدِّينَ يَجْبُرُهُ
وما لِكَسْرِ قناةِ الدِّينِ جُبرانُ[17]


[1] أي: الزيادة من متاع الدنيا إن شغل الإنسان عن طاعة الله خسران ونقص من حظِّه في آخرته، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المنافقون: 9].

[2] أي: كُلُّ ما يحصله الإنسان من متاع دُنْياه لا يثبت معه، فهو في الحقيقة فاقدٌ له عاجلًا أو آجلًا.

[3] أي: يا مجتهدًا في عمارة الدنيا وهي فانية، هل لضياع عمرك عُمران؟! كلا، ما مضى من العمر لا يرجع.

[4] أي: أنسيت أن سرور المال هموم وأحزان: في جمعه، وحفظه، وتصريفه، ومسؤولياته، وفقده؟!

[5] أي: أعِنْ بمالك مَنْ يرجو كرمك وعطاءك، فالحُرُّ إنَّ وسَّع الله رزقه يعين الناس على شدائد الدُّنْيا بمعروفه.

[6] أي: أيها المجتهد في خدمة جسده بالملذَّات والشهوات المُحرَّمة، عجبًا لك تطلب الربح فيما فيه خسران!

[7] أي: احرص على تزكية نفسك بالإيمان والعمل الصالح وترك المُحرَّمات، فالنفس أنفس من الجسد، وهي الباقية بعد الموت في البرزخ، فالموت هو مفارقة الروح الجسد، وتبقى الروح إلى أن يعيدها الله إلى الجسد يوم القيامة، ولا يعني هذا ترك الاعتناء بالجسد بالمباحات، قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ﴾ [القصص: 77]، ومن دعاء المؤمنين: ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201].

[8] حبل الله هو القرآن الكريم، فاعتصم به بتعلُّمه وتدبُّره والعمل به واتِّباعه؛ فإنَّه يهدي للتي هي أقوم.

[9] يعني: الناس طبائعهم مختلفة، فينبغي أن تراعي طبائعهم في معاشرتهم ومعاملتهم.

[10] جذلان: فرحان، قال الله سبحانه: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾ [الفرقان: 63].

[11] إبَّان: وقت محدَّد، فالله يُمهل ولا يُهمِل، كما قال الله عز وجل: ﴿ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ﴾ [الرعد: 38].

[12] البِشْر: طلاقة الوجه، والصحيفة: الوجه؛ أي: كن مبتسمًا بشوشًا، ولا تكن عبوسًا مقطب الجبين.

[13] أي: الأمور لها أوقات مقدرة، وموازين دقيقة، فلا تستعجل حصول الأشياء قبل وقتها، ففي العجلة الندامة، قال الله تعالى: ﴿ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 3].

[14] أي: إن حصل لك فيها جفاء من أهلها أو لم يناسبك هواؤها وطعامها.

[15] أكثر ما يكون الموت في سِنِّ الشباب والقوة، وقلَّ من يصل إلى سِنِّ الشيخوخة، فكبار السِّنِّ هم القلة الذين بقوا بعد موت أقرانهم الذين ماتوا في طفولتهم أو في شبابهم.

[16] الشَّيب ينهى العاقل عن المبالغة في طلب الدنيا، فهو دليل اقتراب أجله، كفى الشَّيبُ والإسلامُ للمرء ناهيًا.

[17] القناة: الرمح، والمعنى: مصيبة الدِّين بترك الفرائض واقتراف الآثام أعظمُ من مصائب الدنيا الفانية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة