• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / قصص ومسرحيات للأطفال


علامة باركود

نحيلة تبحث عن فكرة (قصة للأطفال)

نحيلة تبحث عن فكرة (قصة للأطفال)
أحمد بلقاسم


تاريخ الإضافة: 19/2/2023 ميلادي - 28/7/1444 هجري

الزيارات: 4941

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نُحَيْلة تبحث عن فكرة

 

مع إشراقة يوم جديد من أيام الربيع الجميلة، غادرت نحيلة غرفتها وحلَّقت في السماء الصافية جذلانة منتشية بأريج الزهور الفوَّاح، قاصدة صديقتها زهرة الأقحوان.

 

• مرحبًا مرحبًا بأمِّ العسل، أراك في غاية النشاط والسعادة هذا الصباح.

قالت أمُّ الجمال لنحيلة التي حطَّت بين أحضان بتلاتها، وانهمكت في سرور تمتصُّ الرحيق بشهيَّةٍ منقطعة النظير.

 

ردَّت نحيلة بابتسامة حلوة:

• شكرًا جزيلًا صديقتي العزيزة.

 

• لعلَّ وفرة وجودة رحيقي أسعدتك؟

 

• صحيح أن رحيقك اللذيذ والكثير يسعدني؛ لكنْ ثمة سبب آخر جعلني أفضح نشاطي وسعادتي هذا اليوم.

 

• رجاء أخبريني لعلي أستفيد منه أنا أيضًا، فأزداد سعادةً ونشاطًا مثلك.

 

• كلُّ ما في الأمر، أنني عقدت العزم على أن أكتب قصةً قصيرةً للأطفال.

 

• تكتبين قصَّةً قصيرةً للأطفال!

 

• هل وجدت فيما قلته ما يثير العجب؟

 

• وهل تعرفين شروط كتابة القصة؟

 

• طبعًا طبعًا ما عقدت العزم على كتابة القصة حتى تعرفت شروط كتابتها.

 

• ما هي؟

 

• لكتابة قصة قصيرة، يجب أن يُحدِّد الكاتب أولًا وقبل كلِّ شيءٍ الفكرة التي يرغب أن يوصلها للقارئ.

 

• فقط؟

 

• لا، بل هناك شروط أخرى لا تقلُّ أهميةً عن الفكرة.

 

• ما هي؟

 

• تحديد زمان ومكان القصة.

 

• فقط؟

 

• لا، بل هناك شروط أخرى، وهي شخصيات القصة والحبكة والنهاية، فضلًا عن الأسلوب بما فيه من حوار ووصف، وهو الذي بفضله يستطيع القارئ أن يُميِّز بين إبداعات كاتب وآخر.

 

• الآن أصبحت أعرف مثلك عناصر كتابة قصة قصيرة للأطفال.

 

• هذه العناصر ليست حكرًا على قصص الأطفال؛ بل هي قواسم مشتركة بين قصص الأطفال والكِبار.

 

• شكرًا جزيلًا على الإفادة.

 

• لا شكر على واجب.

 

• متى تبدئين الكتابة يا صديقتي؟

 

• عندما أعثر على فكرة جيِّدة تروق الأطفال.

 

• كيف وأين ستعثرين عليها؟

 

• سمعت أُمِّي تقول لأختي: في حالة ما إذا وقعت في ورطة ما، استعملي رأسك قبل كلِّ شيء؛ لأنه مستودع لكثير من الأفكار، فاختاري منها ما يساعدك على الخروج من ورطتك.

 

• أفهم من كلام أُمِّك أن رأس أختك هو وعاء للأفكار.

 

• هذا ما فهمته أنا أيضًا، ومع ذلك فأنا حائرة.

 

• لمَ الحيرة وقد عرفت مصدر الأفكار؟

 

• لأنني أعدم الوسيلة التي تمكنني من أخذ فكرة جيدة منه، والتي هي عنصر أساسي في القصَّة التي أنوي كتابتها للأطفال.

 

• ما دامت أُمُّك تعرف أين تقبع الأفكار في رأس أختك، فهي ستساعدك على جني ما تحتاجينه منها لإنجاز مشروعك.

في رمشة عين طارت نحيلة صوب خلية النحل؛ حيث وجدت أمَّها في انتظارها.

 

• لقد تأخَّرْتِ كثيرًا في العودة يا نُحَيْلتي العزيزة، هل سافرتِ بعيدًا؟

قالت أمُّ نحيلة وهي تحتضنها بحرارة.

 

• لم أبتعد كثيرًا يا أمَّاه، إنما استغرقت في الحديث مع أمِّ الجمال وقتًا طويلًا.

 

• من تكون صاحبة هذا الاسم الجميل؟

 

• إنها زهرة الأقحوان التي تقطن في الغابة المجاورة، وهي صديقة وفِيَّة لي.

 

• فيمَ كنتما تتجاذبان أطراف الحديث؟

 

• لقد بُحْتُ لها بسرِّي في كتابة قصَّة للأطفال، وذكرت لها بشيء من التفصيل الشروط الأساسية التي يجب أن تتوفر في كتابة القصة القصيرة؛ لكنها خيَّبت ظنِّي فيها عندما طلبتُ منها أن تدُلَّني على طريقة يسيرة للحصول على فكرة ما لأضمِّنها قصتي.

 

• فماذا قالت لك؟

 

• قالت لي: إن أمَّك أدرى بالمكان الذي تقبع فيه أفكار أختك؛ ومِنْ ثَمَّ هي مَنْ ستدُلُّك كيف تقطفين ما تشائين منها، هل هذا صحيح أُمِّي؟

 

• نعم؟

 

• لا أخفيك سرًّا أُمِّي لقد اختلست النظر إلى أختي نحولة وهي نائمة، فلم أرَ ولا فكرة واحدة فوقه.

 

ضحكت الأُمُّ ملء فمها، ثمَّ ضمت نحيلة إلى صدرها، وقالت لها:

• أفكار أختك يا صغيرتي لا تحملها فوق رأسها، وإنما تضعها داخله.

 

استبدَّ القَلَق بنحيلة، واشتعلت نارُ الحيرة بين جناحيها وقالت:

• يستحيل عليَّ أخذ أية فكرة من رأس نحُّولة؛ لأنها لن تسمح لأيٍّ كان بأن يعبث برأسها؛ ليحدث فيه ثَقْبًا ويستخرج منه أفكارها، الحقُّ معها، أنا بدوري لن أسمح لأي أحد أن يلمس ولو شعرة من رأسي، فأحرى ألَّا يثقبه.

 

ابتسمت الأم ابتسامة عريضة وربَّتَتْ على كتف نحيلة، وقالت لها:

• لا داعي للحيرة والقلق يا عزيزتي.

 

• كيف لا أقلق يا أُمِّي وقد أفشل في تحقيق مشروعي القصصي، وقد تعذَّر عليَّ الحصول على الفكرة التي بدونها تكون القصَّةُ عملًا أجوف.

 

• اطمئني صغيرتي، سيكون ملك أناملك كمٌّ هائلٌ من الأفكار من غير حاجة إلى أفكار أختك نحُّولة.

 

طارت نحيلة فرحًا وقبَّلت أُمَّها قُبْلةً أحلى من العسل الذي يفرزه بطنُها، وقالت لها:

• كلامُك هذا يا أمي قد أثلج صدري، هلَّا أخبرتني كيف سأكون أنا أيضًا ذات أفكار نظير شقيقتي؟

 

• في اليوم الماطر هل تخرجين بحثًا عن الرحيق؟

 

• لا، بل أفضل الاختباء في الخلية.

 

• لماذا؟

 

• لأنه سبق لي أن حاولت الطيران وسقوط المطر، فلم أفلح في ذلك.

 

• هذا يعني أنك استفدتِ من تجربتك السابقة، وأصبحَتْ لديك فكرةٌ أن الجو الماطر لا يصلح للتحليق، وهكذا دواليك كلما مررت بتجربة سواء كانت تجربة خاصة بك أو بغيرك اكتسبت فكرة، أو اتخذت منها موقفًا، فإن كانت نتيجتها جميلة وطيبة استفدت من أسباب نجاحها، وإن كانت نتيجتها خبيثة لا جدوى فيها استشعرت خطرها وتفاديت أسباب تكرارها.

 

• شكرًا جزيلًا أُمِّي الحبيبة، فهمت الآن كيف أحصل على الفكرة الجيِّدة التي سأضمِّنها قِصَّتي، سأبحث عمَّا يفيد الأطفال في الحياة، وأقدمه لهم في قالب قصصي جميل بأسلوب مرح شائق وممتع، انطلاقًا من مخزون تجاربي وتجارب غيري في الحياة

 

• جميل يا شاطرة، هلَّا أطلعتني على بعض من دُرَر أفكارك التي تنوين بثَّها في نفوس الناشئة؟

 

• الشجاعة مثلًا، حلاوة الإيمان بالله، ولذَّة ثمار الكدِّ والجدِّ في العمل، وجمال القيم النبيلة كحبِّ الوطن والتواضُع والصِّدْق واجتناب الرذائل؛ كالغشِّ والأنانية والغيبة وغيرها.

فاض قلب الأمُّ فرحًا بما سمعته من صغيرتها، ودعت لها بالتوفيق في إنجاز مشروعها القصصي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة