• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

القارئ والكاتب

القارئ والكاتب
أمل بنت عبدالله


تاريخ الإضافة: 25/12/2022 ميلادي - 1/6/1444 هجري

الزيارات: 2782

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

القارئ والكاتب

 

يعتقد كثير من القُرَّاء بأن الكاتب عندما يمتلك ناصية الكلمة، فهو حُرٌّ في كتابة ما يشاء وما يريد من مشاعر وأحاسيسَ ومواقف.

 

ولا يدركون بأن الكاتب لا يكتب سوى ما يماثل جزءًا ضئيلًا من مواقفه واتجاهه وأفكاره في الحياة، والباقي مُلك خاص له، ولا يحق مطالبته بأكثر مما يريد إيصاله.

 

فقد تطالبه بالمزيد من الإبداع، فتحد من رؤيته وقدرته تجاه العالم والأشياء، فهو لا يكون مبرمجًا على التفاعل مع كل حدث ورؤية، وكلِّ ما استُشكل من قضايا الحياة.

 

فتعبئة الإحساس ليست مسؤولية تقع على عاتق الكاتب وحده، فالقارئ مطالب باستشفاف دواعي اللحظة الشعورية التي تركت أثرها على الكاتب والقارئ معًا.

 

الوقوف عند الحد الذي يسمح به الإبداع للكاتب، فله نقطة يقف عندها ولا يتجاوز حدودها، نقطة تفصل ما بين عملية الإبداع، وحرية الكاتب الشخصية؛ اندماجه في الحياة، تفاعله معها، المشاركة في قضاياها وغيرها مما يقع على عاتقه.

 

فالإبداع وإن كان جزءًا من شخصية الكاتب، ويسلب قدرًا من حريته، لكنه يحتفظ بشيء من خصوصيته وقدراته، يفصل ما بين أموره الخاصة وقضاياه العامة.

 

وهنا تنبيه للكاتب المبتدئ؛ فقد يقع من حيث لا يدري في وهم الإبداع، ويظن أنه يحسن الرؤية والتصرف بعرض أفكاره الخاصة، ومشاريعه الذاتية للملأ؛ ظنًّا منه أنه يقدِّم عملًا إبداعيًّا، بينما في الحقيقة وقع في فخ شِباك الكتابة، وأصبح عقله مفتوحًا أمامها يخوض في قضاياه الخاصة.

 

كلُّ كاتب يقدم وصفته المجانية عن الحياة، قد نتفق معها‍ ونختلف تبعًا لميولنا وحدسنا في التقاط حس اللحظة، وتنامي الشعور وفق مبادئ ثقافية ودينية، يخضع لها مزاج القوالب التي تُشكِّل وعينا.

 

فما يقدمه الكاتب في بعض الأحيان لا يتجاوز مراحل الخيال الأولية التي تطفو على سطح العقل؛ لتمتص تجربة الكاتب وخبراته، تنطلق من روحه تجاه ما قرأه وسمعه من أفكار ورؤًى، تشكَّلت في أعماقه، وترادفت مع حصيلته الثقافية وبنائه الفكري.

 

يحرص الكاتب على أن تكون تجربته الإبداعية وفق نموذج محدد داخل عقله، يرتبط بمفاهيمه، ويتشكَّل مع معتقداته، فكل وصفة قرائية لها دوافعها، وتظل مرادف لتجربة الناصِّ، تحدد الأطر النظرية التي بنى عليها أفكاره.

 

تقرأ كتابًا لتقرأ الحياة، فالكلمات وصف لمعانٍ تختبئ خلفها الحياة التي صنعها لك المؤلف.

 

فمهمة بعض الكتب إحداث ربكة وتشويش لدى القارئ، يقع من خلالها في مزيد من الحيرة والقلق، وتُضاعِف من فتوره وحماسه تجاه الحياة.

 

عندما يتعمق الكاتب في أناه الداخلية، وذاتيته المفرطة البعيدة عن أي إحساس بالمسؤولية نحو ما يكتب، تنتقل عدوى هذه الآفة إلى القارئ، ويصبح مشلولَ الإرادة أمام كثافة الكلمات التي تتناثر من حوله دون ضوابط وقيود، فيتغذى العقل على كمية الوهم، التي تُضعِف إنجازه وتقوده تدريجيًّا للانسحاب من معاركه أمام الحياة، ليصبح وقودًا يشعل بها الكاتب أوهامه وخيالاته.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة