• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

تقنية الزمن السردي في رواية رجال في الشمس

تقنية الزمن السردي في رواية رجال في الشمس
أ. محمد عمر طبازه


تاريخ الإضافة: 7/9/2022 ميلادي - 10/2/1444 هجري

الزيارات: 7433

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تقنية الزَّمن السَّردي في رواية "رجال في الشَّمس"

 

تتشابك التقنيات السرديَّة في الكتابة الرِّوائيَّة لتُجلِّي الأحداث وتصنعها وتُنمِّيها بصورة تجعل العمل الرِّوائي غايةً في الإبداع، ولعلَّ من أهم هذه التقنيات تقنية الزَّمن في العمل الرِّوائي والذي ظهر في رواية "رجال في الشَّمْس" كتقنية بنائيَّة كسائر الرِّوايات، وبالنَّظَر إلى رواية "رجال في الشَّمْس" لغسَّان كنفاني يمكن تناول الزَّمن من ثلاثة اتجاهات، بدءًا من زمن التَّصنيف؛ حيث صُنِّفت الرِّواية وطُبِعت أوَّلَ مرَّةٍ عام 1963م في بيروت؛ أي: بعد مرور الأحداث التي اشتملت عليها بما يُقارب الخمسة أعوام، ثم الاتجاه الثَّاني في زمن الرِّواية يكون في زمن الأحداث التي تناولتها الرِّواية، حيث تناولت أحداثًا تبعت زمن النَّكْبة عام 1948م وما حصل مع أبناء الشَّعْب الفلسطيني من ضياع وتشرُّد وهجرة في سبيل البحث عن أمْنِهم وبعضٍ من المال ليتمكَّنوا من الحياة.

 

أمَّا الاتِّجاه الثالث في الزَّمن الذي يتعلَّق بزمن القص، فنجد الزَّمَن في رواية "رجال في الشَّمْس" من خلال أحداث الرِّواية سار بخطٍّ زمني متصاعد متنامٍ بصورة عامَّة؛ إذ كانت الأحداث تنمو مع تصاعد الزَّمَن في القصِّ، بدءًا من أحوال الشَّخصيَّات التي وصلت البصرة وهم (أبو قيس وأسعد ومروان) بوصف الرِّواية حالهم قبل الوصول إلى البصرة، فأبو قيس الرَّجُل الكبير في السِّن الذي يحلم ببيت يؤويه مع أبنائه وشجيرات من الزَّيتون يزرعها ويُعلِّم أبناءه، ومروان الذي وجد نفسه أمام مسؤوليَّة جديدة بعد أن ترك أخوه زكريا أهلَه وأوقَفَ المال عن أهله فأصبح مجبرًا على ترك المدرسة وبدء العمل، وهذا أسعد الذي يحلم بالمال وهو مطارد، فكلُّ هذه الشَّخصيَّات وجدوا أنفسَهم أمام همٍّ يدفعهم إلى الرحيل للوصول إلى الطُّمَأْنينة والخلاص.

 

ويستمرُّ الزَّمن بالتَّصاعُد بتتابُع الأحداث التي جمعت الشَّخصيَّات الثلاث في البصرة، فمن هناك تبدأ الشخصيات بالبحث عن سمسار يوصلهم إلى الكويت ليلتقوا أخيرًا بأبي الخيزران ويعقدوا معه اتفاقًا ليُهرِّبهم داخل خزَّان شاحنته ليعبروا الحدود، فيستطيع العبور أبو الخيزران بهم في المرَّة الأولى؛ لكن في المرَّة الثَّانية ينشغل أبو الخيزران في الحديث مع موظَّفي الجمارك وما يلبث أن يعود إلى شاحنته مسرعًا ومبتعدًا عن الحدود ليخرجهم من الخزَّان، ليجدهم قد فارقوا الحياة ويُقرِّر إلقاءهم في مكبِّ النِّفايات متسائلًا، لِم لمْ يدقُّوا الخزَّان؟

 

وقد تخلَّل هذا الزَّمنَ المتصاعد بعض من تقنيات الزَّمن- مثل الاسترجاع- التي تُوقِف وتُبطِئ السَّرْد، وقد بدا ذلك واضحًا في الرِّواية عندما استرجع غسَّان في روايته عبر شخصيَّة أبي قيس الذي استذكر وهو في البصرة جملة الأستاذ سليم عن نهر دجلة والفرات ومشاهدته في المدرسة، وعندما طلب منه المختار الخطابة، وعندما نصحه صديقه سعد بالسَّفَر إلى الكويت ليتمكَّن من إعالة أسرته.

 

وبدا الاسترجاع في شخصيَّة أسعد وقت تذكُّره كيف خدعه أبو العبد عندما هرَّبه من عمَّان إلى العراق وطلب منه المشي حول منطقة الإتشفور ليلقاه هناك، وكذلك تذكَّره لحظة إعطائه المال من عمِّه ليساعده على السَّفَر.

 

أمَّا شخصيَّة مروان فقد ظهرت تقنية الاسترجاع عندما استذكر زيارته لوالده قبل سفره عند شقيقة زوجة أبيه.

 

وقد ظهرت تقنيات أخرى في زمن الرِّواية؛ كالحوار الذي يُبطِّئ زمنها، كما في حوار أبي الخيزران مع موظَّفي الجمارك عن بطولاته مع الرَّاقصة كواكب أثناء توقيعه لورق المرور، في وقت كانت الشَّخصيَّات أكثر ما يكون بحاجتها لهذا الوقت، وكذلك حوار أبي الخيزران مع الشَّخصيَّات الثلاث ليتفقوا على التَّهريب ومبلغ المال وكيفيَّة دخولهم للكويت.

 

واعتمد السَّارد تقنيات أخرى تُساعد على تسريع الأحداث، كالخلاصة التي ظهرت في رواية "رجال في الشَّمْس" عند التقاء مروان مع أبيه، فبرغم تركه لهم بقي مروان محبًّا لأبيه، وكذلك تقنية الحذف التي ظهرت في الرِّواية باستخدام عبارات مثل: (وفي صباح اليوم التَّالي).

 

وقد استخدم الكاتب تقنية الوصف في الرِّواية كما وصف السَّيارة التي تنقل الشَّخصيَّات وهدير محرّكها ووصف ساحة الجمارك والطريق وغيرها من الموصوفات التي تجلَّت في الرِّواية.

 

وظهرت تقنية الاستباق في الرِّواية كما حصل مع أبي قيس حين توقَّع أن يجد أشجارًا في الكويت عند الوصول؛ لكنَّه سرعان ما تذكَّر قول صديقه بعدم وجودها.

 

فنجد الرَّاوي استخدم هذه التَّقنيات الزَّمنيَّة كلها ليتابع تطوُّر الأحداث عبر الزَّمن السَّردي للرِّواية مستكملًا أحداثها إلى نهايتها بقوله: (لِم لمْ يدقُّوا الخزَّان؟).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة