• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

ادفع الثمن يا بني

ادفع الثمن يا بني
داليا رفيق بركات


تاريخ الإضافة: 4/7/2022 ميلادي - 4/12/1443 هجري

الزيارات: 3401

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ادفع الثمن يا بني

 

في هذا الشهر العظيم وفي هدوء ليله الدامس، تجلِس هذه الأم في بيتها القريب من المسجد، تسمع أصوات المصلين تشق سكون الليل، يقولون آمين بكل قوة خلف الإمام، ليحرِّك صوتهم الكثير من المشاعر بداخلها، فها هم المسلمون مجتمعون على إمام واحدٍ في ليالي واحدة، وفي مسجد واحد، وفي صفوف واحدة، كلٌّ منها بجانب الآخر، لا يفرِّق بينهم شيء بقدر ما تجمع بينهم أشياءُ.

 

تُغمض تلك الأمُّ عينيها وهي ترى في مُخيلتها أولادَها يقفون مع هذا الجمع العظيم بقلوبهم وأرواحهم قبل أجسادهم، يشعرون رغم حداثه أعمارهم أنهم لبنةٌ في أُمة عظيمة، ويعلمون أن المسجد بدايةً بناءُ تلك اللبنة، فيتسابقون إليه ويحرِصون على الوجود فيه دائمًا، ولكن لحظة من فضلكم، ما هذا؟

 

لم تدُم مُخيلة الأم طويلًا حين اصطدمت عيناها بابنها وهو جالسٌ أمامها على هاتفه الجوال لا يعبأ بمن حوله، فتبعثرت كلُّ أحلام الأم، وبدأ الصدام مع الواقع، قالت الأم: هيَّا يا بني الجَمْعُ في انتظارك، هيَّا قُمْ معهم، وقِفْ بين الصفوف ماذا تنتظر!

 

ردَّ الابن بكل هدوءٍ: لا أريد.

ردَّت الأم: هيَّا يا بني، هيَّا قُمْ؟

قال الابن: لا أريد فعلًا، لن أقوم.

 

قالت الأم وهي تحاول الحفاظ على هدوئها: لماذا لا يريد أن تقوم؟

 

تردَّد الولد قليلًا، ثم قال: بصراحة أنا لا أستمتع بالصلاة، لا أجد فيها متعةً، فلماذا أُصليها؟

 

ابتسمت الأم قائلةً: ومن قال لك يا بني أنك تصلي لكي تستمتع؟ مَن أخبرك بهذا؟

 

قال الابن: لم يخبرني أحدٌ، ولكنه إحساسي، ردت الأم: يا بني اعلَم أنك تصلي تعبدًا لله واستجابةً لأمره، ورغبةً في قُربه، وطمعًا في ثوابه لا لتستمتع؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56].

 

فهذا هو الأصل أننا نعبُد الله وإن لم نجد متعة العبادة، نظر إليها الابن قائلًا: ولكن.....

 

قاطعته الأم قائلة: انظُر، الطاعات قد تخالف هواك، وأنا أعلم أن هذا أمرٌ صعب؟!

 

هزَّ الابن رأسه وكأنها أفصَحت عما بداخله، فأكملت قائلة: الأمر يحتاج إلى مجاهدة وصبرٍ، فأن تقوم من مقامك هذا لتصلي وتترك ما تشاهده، تحتاج إلى مخالفة هواك، أن تقوم الليل وأنت ترغب في النوم تحتاج إلى مخالفة هواك، أن تخرج مِن مالك صدقةً وأنت تُحب المال تحتاج إلى مخالفه هواك، أن تترك طعامك وشرابك وما تشتهي نفسُك تحتاج إلى مخالفة هواك.

 

همَّ الولد بالكلام فقاطعتْه الأم قائلة: انتظر قليلًا، قلْ لي: هل يعني هذا أنك لا تستطيع الاستمتاع بالصلاة؟

 

رد الابن: لا أعلَم، قالت الأم: بلى، تستطيع ولكن عليك دفع الثمن.

 

هل تعلم الثمن؟ هزَّ الولد رأسه نافيًا، أكملت الأم: الثمن يا بني هو الإخلاص والثبات ومجاهدة النفس والعلم، فالإخلاص أن يجعل عبادتك لله وحده، والثبات أن تستمر عليها وتصبِر على ذلك، وجهاد نفسك أن تقاوِمَها كلما دعتك للكسل، والعلم أن تتعلم مكانة الصلاة في الإسلام وعظمتها، قال بعض السلف: كابدتُ نفسي على قيام الليل عشرين سنة، ثم تلذَّذت به عشرين سنة.

 

فانظُر إلى الثمن إنه عشرون سنة، وأنت لا تتحمل شهرًا وتريد الاستمتاع، هيَّا يا بني هيَّا هداك الله، قُمْ فقد أوشكوا على الانتهاء هيَّا.

 

وإلي هنا انتهى حوار الأم مع ابنها، ولكن لم ينتهِ دورُ الأم، فقد أدركت أن أمامها الكثير لتقوم به حتى تصل إلى ما كانت تحلُم به، ودُمتم طيبين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة