• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

شعر عمر أبو ريشة: ناحية بلاغية

شعر عمر أبو ريشة: ناحية بلاغية
سعيد المرتضى سعدي


تاريخ الإضافة: 4/7/2022 ميلادي - 4/12/1443 هجري

الزيارات: 8818

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شعر عمر أبو ريشة: ناحية بلاغية


عمر بن شافع بن الشيخ مصطفى أبو ريشة، المعروف بــعمر أبو ريشة، اسمٌ تلألأ في سماء الأدب العربي الحديث...اسمٌ يُفتخر به على من عاصره من الشعراء والأدباء، كان من كِبار شعراء وأدباء العصر الحديث، وله قَلَمٌ سيَّال في ديوان الشعر العربي، وقَدَمٌ راسِخٌ في الأدب العربي، فكان شاعر الحب والوجدان، شاعر السياسة الجريئة، شاعر الكلمة الأنُوف، وهو الإنسان الشاعر الأديب الدبلوماسي الذي سرَتْ في دمه وخاطره المحبَّةُ والعاطفةُ للوطن وللإنسان عامة، وللتاريخ السوري والعربي خاصة، وعبَّر في أعماله وشعره بأرقى وأبدع الصور والكلمات والمعاني.

 

وُلِدَ سنة 1910م في منبج بسوريا، وهي البلدة التي أنجبت الشاعر البحتري، والشاعر أبا فراس الحمداني، وُلد في عائلة ينحدر سلولُه من الموالي من آل حيار، وهم من الفضول انتسابًا إلى فضل بن ربيعة من طيِّئ.

 

اضطُرّ الشاعر في آخر حياته إلى التقاعد بأمراض في القلب، فلزم الفراشَ على أثرها مدة سبعة أشهر في مستشفى الملك فيصل بالرياض، حتى مات عام 1990م ودُفن في حلب.


وللشاعر عمر أبو ريشة مؤلفات كثيرة ودواوين جمَّة، كلُّها معروفة لدى الجميع، شهد بها التاريخ الأدبي، وازدهرت بها المكاتب العربية، ومن أشهرها: ديوان شعر، ديوان عمر أبو ريشة، ديوان مختارات، ديوان من وحي المرأة، ديوان بالإنجليزية بعنوان " ROVING ALONG " وغيرها.

 

وحياة الشاعر العملية مشحونة بمناصب رائعة وأوسمة فخرية، وانتُخِبَ عضوًا مراسلًا لمجْمَع اللغة العربية في دمشق، وعُيِّنَ عضوًا في الأكاديمية البرازيلية للآداب كاريوكا، وعُيِّنَ عضوًا للمَجْمَع الهندي للثقافة العالمية، ومنحتْه الجامعةُ العالمية بالتعاون مع الطاولة المستديرة لجامعة الآداب في العالم في توكسون أريزونا، ونال وِسامَ الاستحقاق اللبناني من الدرجة الأولى من الرئيس اللبناني إلياس الهراوي.


شعر عمر أبو ريشة: ناحية بلاغية

ديوان أبو ريشة مملوء بالقصائد التي تحمل الصور الفنية والبلاغية ما يجمع إلى ملاحة اللفظ وفصاحته، وطرافة المعنى وجماله، وما يشهد ببراعة الشاعر وفطنته، وبرهافة حسِّه ولطافته، ووجدنا في صفحات ديوانه كثيرًا من الأمثال التي تُومئ إلى الفن البلاغي من التشبيه والاستعارة، والكناية والاستطراد، والطباق والمقابلة، والمبالغة والجناس، وغير ذلك، ونأتي بذكر أهمها:

التشبيه:

نجد في ديوانه شبَّه الشاعر بلاد الأمة العربية بالضأن الذي يتقلب على يد جزار خوفًا، وهو يقطعه ويقسمه ولا يستطيع منعه، كذلك الأعداء من مشارق الأرض ومغاربها تكالبوا على بلاد الأمة العربية وهجموا عليها وخرَّبوها، فأنشد الشاعر:

وَطَنٌ أذابَ على هَواهُ شَبابَهُ
وحَبَاهُ بالمأْثُورِ مِنْ أشْعارِهِ
المجْدُ يَخْجَلُ أنْ يجيلَ الطَّرْفَ في
ما هدَّم الجُبَناءُ مِنْ أسْوارِهِ
فَكَأَنَّه مِنْ نِيْلِه لفُراتِهِ
حَمَلٌ تَجاذَبَه يدا جزَّارهِ[1]

 

وفي الأبيات التالية وصف الشاعر للمعركة ببراعة التصوير، وحسن الصياغة، وجمال النغم، وشبَّه أنواع الصور في المعركة كأنه رأها بالعين:

فتلاحَمَ الجَيْشانِ فانْ
دَلَعَ اللَّظَى والهَوْلُ أرْعَدْ
هذا يَفِرُّ وذا يَكِرْ
رُ وذا يكبُّ وذاك يَصْعَدْ
والموتُ يأكُلُ كُلَّ ما
تُلْقِمه يَدُ الطَّعْنِ المسدَّدْ[2]

 

وفي هذه الأبيات التالية صوَّر الشاعر الأصدقاء بعد غياب صديقهم وهم ما يزالون يتلاقون على جلسات خلا مكانُه فيها، لكن حضوره في نفوسهم يجعلهم يظنون أنه ربما يأتي عن قريب؛ فيتركون له مكانًا فارغًا ليجلس به، وعند العودة إلى الواقع تذكَّر أن هذا الصديق قد فارق الحياة، ولا عودة له على الإطلاق، فإن ذلك يبعث في نفوسهم الألم والحزن والتحسُّر على فِراقِه، فأتى الشاعرُ بتلك الصورة المؤلمة:

إنَّما لم تَزَلْ رِفاقُ ليالي
هِ كِرامًا على عُهُودِ ودادِه
تَجْمَعُ الْكَأْسُ شَمْلَهُمْ فيُخَلُّو
نَ فَراغَ اتِّكائه واسْتَنادِه
كُلَّما مَرَّ ذِكْرُهُ قَلَبُوا الكَأْ
سَ عَلَى الْأَرْضِ حَسْرةً لافْتِقادِه

 

ومن أروع لوحات الشاعر تصويره مشهدَ الغروب، تتجلى روعة غروب الشمس وإبداع الخالق في ذلك، فنحن- بشر- في هذه اللوحة أمام شمسٍ تموت فيكون مأتمها الحزين عويلًا في الآفاق، وأما الشفق ولونه الأحمر فهو دمٌ يعصب ذوائب الروابي المحزونة، وهذا التشبيه الرائع يوجد في الأبيات التالية:

مأْتمُ الشَّمْسِ ضَجَّ في كَبِد الأُفْ
قِ وأهْوَى بِطَعْنَةٍ نَجلاءِ
عصبتْ أرْؤس الروابي الحزانى
بعصابٍ من جامدات الدِّماء
فأطلَّتْ مِنْ خِدْرِها غادةُ اللي
ل وتاهَتْ في مَيْسةِ الخُيَلاءِ
وأكبَّتْ تحلُّ ذاك العصاب
الأرجواني باليدِ السَّمْراءِ
وذؤاباتُ شَعْرِها تَتَرامى
في فسيحِ الآفاقِ والأرْجاءِ
وعيونُ السَّماءِ تَرْنُو إليها
مِنْ شُقُوقِ الملاءةِ السَّوْداءِ
فإذا الكونُ لُجَّةٌ من جلالٍ
فجَّرَتْها أنامِلُ الظَّلْماء[3]

 

والاستعارة:

ومن السلسلة الفنية نجد الاستعارة في شعر أبو ريشة؛ إذ إنه وصف الجبل بصفات إنسانية وهو من الطبيعة الصامتة، وصور الشاعر ارتفاعه وعلوَّه عن سطح الأرض بإنسان يغفو وقد وضع رأسه في أحضان النجم، وهذه الصورة تدل على شموخ الجبل ورفعته، فوصف الشاعر هكذا:

معاذَ خِلال الكِبْر ما كُنْتُ حاقِدًا
ولا غاضِبًا إنْ عابَ مَسْراي عائبُ
فكم جَبَل يغفُو على النَّجْمِ خَدُّهُ
وأذْيالُهُ للسَّائماتِ مَلاعِبُ
نَظَرْتُ إلى الدُّنْيا فلم ألْفَ عندها
كبيرًا أداري أو صغيرًا أعاتِبُ[4]

 

وصور الشاعر نهر النيل بإنسان قد تزوَّج، وكان في هذه الليلة محتضنًا عروسه، وتأتي هذه الصورة توظيفًا لأساطير الفراعنة القدماء، فكانوا يخشون غرق المدينة، ويظنون أن الغرق يأتي من النهر فهو غاضب، فيزفون إليه فتاة جميلة ليهدأ، فأنشد الشاعر:

ليلة نامَ النيلُ مُفْترًّا
محتضنًا حَسْناءَه البِكْر

 

الموت كان يشكل هاجسًا لدى الشاعر أبو ريشة، وقد صوَّره في أشكال عدة تمثيلًا بالمنهزم والمنتصر، والرضا به وعدم الخوف منه، وصوَّر الموت بإنسان له علاقة بالشاعر وتجدَّد بينهما موعد، فيذهب للقائه بكل حفاوة، وقال الشاعر:

بيني وبين الموت مي
عادٌ أحَثُّ له ركابي[5]
فقلت لها خلِّي سبيلي فإنني
أرى الموتَ لا تَخفى عليه دُروبي

 

وصف الشاعر بصور معركة بدر بشكل عام هائل، ووصف وفاة الرسول صلى الله عليه وعلي آله وسلم حينما ودَّع عالم الدنيا بصورة جيدة، فإذا كانت الأرض والسماء تتغرد وتتغنى في المولد الشريف من قبلُ، فأتى بصور مقابلة شعرية بأن تكون الأرض والسماء عيونًا تذرف دمعات حارة لوفاة سيد الأنبياء صلى الله عليه وعلى آله وسلم! وصور صورة المسجد الباكي بكاء اليتيم اللطيم!

 

كُلُّ حَيٍّ رَهْنُ الفَناءِ وتَبْقَى
آيةُ اللهِ فَوْقَ طَوْق الفَناءِ
يا نجيَّ الخُلودِ تلْكَ سَرايا
كَ على كُلِّ رَبْوةِ غَنَّاءِ
حملت صَبْوة الشآم وفضَّت
ها أريجًا على فَمِ الزَّوْراء
وشجَّتْها غرناطة فشَفَتْ مِنْ
ها فؤادَ الصّبيَّةِ الحَسْناء

 

وهكذا وصف شاعرنا أبو ريشة فأبدع وتمكَّن في التشبيه والكناية والاستعارة!!



[1] حماة الضيم، ديوان عمر أبو ريشة،دارالعودة،بيروت، 1971م، ص16.

[2] المرجع نفسه، جان دارك، ص170

[3] المرجع نفسه، شاعر وشاعر، ص576.

[4] جبل، ديوان عمر أبو ريشة،دارالعودة،بيروت، 1971م، ص190.

[5] المرجع نفسه، فدائي، ص28.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة