وحش النفايات: قصيدة في إدارة النفايات الصلبة وحماية البيئة

وَحشُ النفَايات

وَحشُ النفَاياتِ بينَ النَّاسِ قَدْ جَلَسَا

فَأَطْعَمُوهُ فَزَادَ الوَزنَ ثمَّ قَسَا

كُلُّ الأَمَاكِنِ تَخشَى من مَخَالِبِهِ

تَرجُوهُ يُبعِدُهَا لَكِنَّهُ غَرَسَا

الأرضُ ثَكلَى وَالأشجارُ بَاكيةٌ

فَالوحشُ يَخنُقُها مُذ ضَيَّقَ النَّفَسَا

مَواردُ الأرضِ خَافَت حِينَ هَدَّدَهَا

بِالأمسِ صَاحَ عَلى الدنيَا وَمَا خَرَسَا

الكَائناتُ غَزَاهَا فِي مَواطِنِهَا

يَجرِي عَلى الأرضِ حَتَّى يَسبِقَ الفَرَسَا

العِلمُ مُنشَغِلٌ حَتَّى يُرَوِّضَهُ

يُعيدُ للأرضِ وَجهًا ضَاحِكًا عَبَسَا

يَا وَيلَنَا كَيفَ نَنجُو مِنْ مَخالِبِهِ

وَنُنقِذُ الأرضَ مِمَّنْ جَاءَ مُفتَرِسَا

مَنْ لِلنفَاياتِ مَن لِلوحشِ فِي زَمَنٍ

جَالَت وُحُوشٌ بِوَجهِ الأرضِ فَالتَبَسَا

حُسنُ الإِدارَةِ وَالتدبيرِ مَا فَتِئَا

يُعطِي المَشُورَةَ بَل يُعطِي لَنَا قَبَسَا

عَوامِلٌ خَمسَةٌ مَن عَاشَ يُتقِنُها

يُؤدبُ الوَحشَ كي يَأتِيَهِ مُلتَمِسَا

قَلِّلْ وَكَرِّرْ وَدَوِّرْ كَي تُؤَدِّبَهُ

وَاستَخلِص الخَيرَ واطمُرْ كلَّ مَا يئِسَا

الشُّكرُ لِلعِلمِ وَالعُقبَى لِكَوكَبِنَا

امشُوا مَع العِلمِ عَهدُ الحرِّ مَا نَكَسَا

ابدَأْ بتخفيضِ ما تَرمِي وقلِّلهُ

اجعَلْ عَلى النفسِ مِمَّا تَشتَرِي عَسَسَا

فَالوَحشُ يَأكلُ مِن خَيراتِ كَوكَبِنَا

فَجَوِّعُوهُ وَلا تَكْسُوهُ مَا لَبِسَا

احملْ إلى السوقِ كِيسًا وَاحدًا أبدًا

رَفِيقُكَ الكِيسُ يَا حَظَّ الذي حَرَسَا

أصابَ مَن كَرَّرَ استخدامَ آنيةٍ

وَحشُ النفَاياتِ فِي التَّكرَارِ قَد حُبِسَا

فَكَرِّروا مَا استطعتُمْ فِي مَنازِلِكُم

وَاستَعمِلوهُ مِرارًا طَالَمَا سَلُسَا

وَدَوِّرُوا مَا تَبَقَّى مِنْ مَعادِنِكم

كَم يَنفَعُ النَّاسَ تَدويرُ الذي نَجَسَا

كُلُّ المَعادِنِ وَالأوراقِ قَاطِبَةً

اِعْمَلْ بِتَدويرِهَا بَل كُلُّ مَا هَجَسَا

واستَخْرِجوا مِنْهُ خَاماتٍ مُنَوَّعةً

فَفيهِ مَصدَرُ طَاقاتٍ بِغَيرِ أَسَى

ثُمَّ اطمروا بَعدَهَا مِنْ لَم يَعُدْ أَبَدًا

ذَا قِيمَةٍ تُرتَجَا مِن بعد ما خَنَسَا

يَا رَبِّ هَيِّئْ لَنا مِن أَمرِنَا رَشَدًا

كَنزُ النفاياتِ مَا أغلاهُ لُو لُمِسَا

أضف تعليقك:	إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد
الاسم
البريد الإلكتروني	(لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق	رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي