• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

الفراشة (قصة قصيرة)

الفراشة (قصة قصيرة)
فاطمة بلحاج


تاريخ الإضافة: 28/3/2022 ميلادي - 24/8/1443 هجري

الزيارات: 4961

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الفراشة

(قصة قصيرة)

 

فراشة تُحلِّق قرب النافذة، حطَّتْ على الزجاج، رمقتها مبتسمة وهي تقول بصوت خافت: أنت وحدك من جاء لتودعي... يا لك من صديقة وفية! عودي إلى مزرعة جدي، لا تلحقي بي، لكن الفراشة ظلت على الزجاج ساكنة.

 

نظرت من نافذة القطار نظرةَ وداعٍ ممزوج بمشاعر من الفرح والحزن، هذه أول مرة تغادر بلدتها إلى المدينة.

 

تركت خلفها مزرعة جدها المزهرة بالورد والنباتات المختلفة، وأشجار اللوز والزيتون، تركت خلفها حياة هادئة كانت قد تعودت عليها.

 

لقد عبرت مسافة ما بعد النصف من الثلاثين، كانت توزِّع النظرات والابتسامات على النساء اللاتي يسألنها من حين لآخر: ماذا تنتظرين يا فريدة؟! من هن في مثل عمرك سار لهن أولاد! فترد بابتسامة قائلة: قريبًا إن شاء الله، سأدعوكن للحفلة، فتقول زوجة عمِّها: عن أي حفلة؟ في عمرك إذا جاء العريس تحملين حقيبتك وتغادرين معه، نحن لا نقيم حفلات الزفاف لفتاة في الأربعين! فترد في كبرياء: لكنني لم أبلغ الأربعين بعد، أنا في الثامنة والثلاثين، فتتهكَّم زوجة عمِّها قائلة: وماذا بقي للأربعين؟!

 

ذات مساء، دخلت غرفتها، أغلقت عليها، جلست على السرير، اجتاحتها عاصفة من الأفكار والتساؤلات، لماذا هي هنا؟ لمَ ظلت في البلدة بعد سفر والديها وإخوتها إلى أوربا ووفاة جدها؟ ماذا لديها هنا غير الأزهار والأشجار التي زرعها جدُّها تسقيها وتعتني بها؟ ولا شيء آخر، هذه الأشجار سيعتني بها عمُّها.

 

قامت إلى المرآة، نظرت إلى وجهها الشاحب، تفحَّصَتْ ملامحها بدقة، بدا لها أنها ما زالت صبية تستحق حياةً تليقُ بقلبها.

 

لقد تعبت من نظرات الشفقة، إنها فتاة مختلفة، متعلمة، رسَّامة، لها أكثر من مائتين لوحة فنية تحكي فصول حكاية بلدتها وأحلامها.

 

ستسافر إلى المدينة عند خالتها، ستقيم مَعْرِضًا للوحاتها، وستبدأ حياة أخرى رفقة أحلامها.

 

تحرك القطار، لكن الفراشة لم تتحرك، ظلت ملتصقة بزجاج النافذة، أخذتها غفوة، أغمضت عينيها، حدث اهتزاز بالقطار، استفاقت مذعورة، صرخ الجميع، يا الله.. ثم ساد الصمت، الكل يترقب، العيون شاخصة، تحدق من زجاج النوافذ.

 

مدَّتْ يدها نحو النافذة، وضعت سبابتها على الزجاج حيث تحط الفراشة، طارت الفراشة تُحلِّق في الهواء مبتعدة، خرج القطار عن مساره، تعالت الصيحات.

 

فتحت عينيها، قامت متثاقلة، نظرت من حولها، بعض الركاب ملقى على الأرض خارج القطار، والبعض الآخر عالق داخله، اللوحات تطايرت في الهواء، والأمنيات وحدها كالفراشة ما زالت تُحلِّق في السماء!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة