• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

سلام لعينيك البعيدتين

سلام لعينيك البعيدتين
دحان القباتلي


تاريخ الإضافة: 22/3/2022 ميلادي - 18/8/1443 هجري

الزيارات: 4103

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلامٌ لعينيك البعيدتين

 

وعاد الشتاء، وكأنه عاد من سفر، وعاد معه خوفي القديم عليك والقلقُ.

لا أنسى أنَّ تقلبات الجوِّ تؤذي بُنيتكَ الرقيقة يا قرة العين.

 

أخاف عليك من البرد، كما تخافُ أُمٌّ رؤومٌ على فِلْذة كبدها المُدلل من الماء البارد، تتوضأُ به ويُبلِّلُ يديكَ ووجهكَ الوضَّاء.

 

أخاف عليك من العملِ في أجواء الصقيع التي تُمرض، أرتجفُ وأبتئسُ، وأخاف عليك من الغُربة، من الوحدة، من الضجر، ومن ضيق الصدر.

 

أخافُ عليك من أن لا تجد صديقًا تسردُ له تفاصيل يومك، أو تخبره أنك مُتعب وقد جافاك النوم، أخاف عليك!

 

يا حبي الكبير، أخاف عليك من حُزنِ الدنيا، وعاديات الدهر، ومفاجآت الليالي، ومن سفيهٍ نيَّتُهُ كسرُ خاطرك.

 

لو تعلمُ- يا سيدي- كيف أتظاهرُ في غيابكَ بالاكتفاء حتى لا تلحظني العيون الفضولية والنفوس المتطفِّلة!

 

لو كنتَ تعلمُ كم أحبكَ- يا سيدي- لرأيتَ قتلي أن تكونَ بعيدًا، أخاف عليك!

 

ألا يكفيك قلبي لتكون بخيرٍ وعافيةٍ، فأرسل لك عيني تحرسك، وفؤادي يحومُ حولك، يتفقَّدك، يؤنسك، يهدهدك، يربتُ على كتفك ويدثركَ؟!

 

يا سيدي، أخاف عليكَ من أتفه الأشياء وأصغرها.

أنتَ في فؤادي، وفي مسمعي، وفي خاطري أنت والأضلعِ.

أنتَ في حناياي يجري هواك، وروحكَ في الكون تسري معي.

ويبزُغُ هدوء الفجر، وتعانقُ أنفاسه ذرَّات كياني، وأتذكرك.

ويحَ قلبي! وهل نسيتكَ لحظة حتى يُذكِّرني بك شيء؟!

 

ولي- يا ماء العين- مع الفجر حكاياتٌ عذبة، رقيقة، رقراقة، فنحن أصدقاء ويجمعنا ألقُ اللغة الشجية، لا تفهمها إلا خيوط الشمس الذهبية، الشمس التي ودَّعَتكَ أنت، وجاءت تزورني تحملُ أخباركَ الحلوة لي، فينتعش فؤادي، وتطيب نفسي، وينشرح صدري.

 

يا لحظات السعادة التي لم تأتِ بعد، ليتك تختصرين طريقكِ لتُزهري حياتنا، وتلوِّنيها بأطياف الحبِّ والتفاؤل والفرح، فالقلبُ كسير، والعمرُ قصير.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة