الصراحة القاتلة (قصة واقعية)

الصراحة القاتلة

(قصة واقعية)

أتى إلى عيادة أحد أساتذة أمراض المخ يشتكي له من اهتزاز في أطراف ابنه عند امتدادها، طلب منه تصوير المخ بأشعة مقطعية، فتبين وجود كيس صغير بسيط بين ثنايا نسيج المخ، ليس منه أية مضاعفات، ويحتاج فقط لمتابعته فحسب؛ حتى لا يحدث ضمور في خلايا المخ، لكن يبدو أن ضيق وقت هذا الطبيب جعله يلخص المضمون بأن ابنه يعاني من ضمور بالمخ فعلًا.

هنا لملم الأب أوراق ولده تاركًا طبيبه، وبداخله شعور يقتله؛ فابنه من الآن قد شق طريقًا بمفرده بين الناس إلى العته أو إلى الموت، أيهما أقرب.

في المساء تواصل مع أحد الصيادلة عله يجد أملًا في علمه، حكى له ما قاله طبيبه، رد الصيدلي مستنكرًا: أهذا الطفل يعاني من ضمور بالمخ على حالته هذه؟! إنه يلهو ويلعب، ويضحك ويحزن، ويتبع التعليمات، وغير ذلك من أفعال الأطفال العادية، حاول أن تراجع طبيبك.

في اليوم التالي ذهب إلى طبيبه ثانية ليجد كلامه كما كان بالأمس، وإذ بحديدة في يديه يشق بها رأس الطبيب، فتسيل منه الدماء، ويحدث الهرج.

مرت شهور عدة، ثم أتى الرجل إلى عيادتي المتواضعة بابنه عصر هذا اليوم، أخبرته بأنه يعاني من تضخم بالطحال، ويحتاج إلى بعض الفحوصات الطبية المعملية، فحكى لي ما قلته سابقًا، ثم لملم أوراق ولده من جديد.