• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

حفلة زفاف (قصة قصيرة)

حفلة زفاف (قصة قصيرة)
د. طارق أبو الخير


تاريخ الإضافة: 21/11/2021 ميلادي - 15/4/1443 هجري

الزيارات: 34554

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حفلة زفاف

(قصة قصيرة)

 

ذات يوم زارني أحد الأصدقاء حاملًا إليَّ إحدى الصحف الصغيرة المطرزة بكلمات تستعرض الأنساب، تطوي بين سطورها البراقة دعوة للاحتفال بعُرس في إحدى القاعات الشهيرة المخصصة لذلك، شكرت تقديري منه حتى غادر.

 

في اليوم المحدد أحفيت ما طال من شعر وجهي، ثم اكتسيت أحد أثوابي المفضلة بعدما أصابها مطر خفيفٌ من حاوية العطر المفضل لدي، ثم انطلقت بصحبة زوجتي وابني قاصدين تلبية الدعوة كغرض ضامر في صدري، واحتساب إحدى نوبات النزهة لزوجتي كغرض واضح للخروج.

 

ما إن امتطت قدماي درجات سُلَّم القاعة حتى التقيت أحد أشقاء العروس تخفي ملامح وجهه قليلًا من القلق المغلف بابتسامة الترحاب بضيوفه، حتى حضر موكب العرس بالسيارة البراقة المرصعة بالورود والزينة، يَصحبها صخب الموسيقا الصادرة منها والمختلطة بزغاريد النساء، مع كثير من ألعاب الشباب النارية التي ترسم ورودًا مضيئة تتفتح في ليل السماء المظلم من بعيد.

 

عندها انطلقت أبواق مزامير الفرقة الموسيقية؛ كي تنبه الجمع بوصول العروسين مصطحبة الكل إلى ساحة الاحتفال.

 

اخترت إحدى مناضد القاعة، فجلست في مقتبلها فرحًا بهذا المجال الذي يملأه البهجة وتقذف أطرافه السرور.

 

مضت دقائق قبل أن تنام أذناي متجاهلة تلك الأغاني الداعية لرقص المراهقين، والأخرى الباعثة لروح المودة بين الزوجين الجدد، لكنَّ عينيَّ بَقِيَتَا ناظرة إلى ما حولها.

 

إنه والد العريس قد ملأَت الفرحة قلبه حتى فضَحته عيناه بلمعانها، وهو يشهد يوم عرس ابنه الحبيب، تكاد مقدمة بطنه الممتدة بعوامل الزمن الذي عاشه أن تتراقص لتحيا لحظة من صِبَا قد فاته ثم عاد إليه من جديد ها هنا.

 

ها هي أم العروس تتزين بقبلة ابنتها على يديها، ثم تنغمس رأسها في أحضان من أصبحت سيدة الحفل، آه من هذا الزمان الذي يمضي فجأة، فكأنها غمضة عين ما بين ألَمِ فِراقها عن جسدها بولادتها، وألم فراقها عن مسكنها بعرسها.

 

رأيت تلك السيدة التي كانت تود أن يكون العريس من نصيب ابنتها جاءت لتنظر بعينيها نظرات جانبية سفلية، يصحبها ضمُّ فمها واعوجاجه بين الحين والآخر، مستنكرة ما تراه أمامها من دلال قد بدا بين طرفي حبل الزواج المنعقد.

 

أتى رجل السياسة المحنك لتستبق الخطوات إلى لقائه عامة الناس وهو في زهوة تنطلق أمامها ابتسامة فاقع لونها تسرُّ الناظرين، ظل يبحث عن كل رجل وطفل ليصافحه بحرارة، حتى تظهر ملامح التواضع والتلاحم مع أنصاره.

 

ثم تلاه رجل العلم وأستاذ الجامعة بكبريائه المعهود، فامتدت الأقدام خطوة واحدة ممن كان يقف صدفة بجوار باب القاعة مرحبةً بقدومه حتى اختار مجلسًا بعيدًا.

 

حاولت أن أرقُب لحظات التجاهل المتبادلة بينهما، إلا أنها كانت لحظات مدروسة ومستترة من الجانبين.

 

حضر رجل المال والأعمال لتتهافت عليه الأيادي التي تطلب المصافحة، بينما قد سلكت قدماه طريقها إلى رجل السياسة حتى رأيت تقديرًا متبادلًا وحذرًا بينهما.

 

مللتُ من كثرة مراقبتهم، وإذ برجل بسيط مُسن أخفت عمامته تجاعيد جبهته، بينما فضحته ملامح عينيه، وتقارب فكَّيه، وهو منبهر بتلك الأضواء وذاك المسرح وتلك الأغاني، ويكأنه يذكر يوم عرسه جالسًا على أريكة خشبية يلتقي فوق رأسه سعف جريد النخل الذي تَم تثبيته بجانبي الأريكة، يرتبط فيها بعض الزينة، ومستمعًا إلى دق الطبل وتصفيق اليدين والتغني.

 

كانت أضواء القاعة متقلبة ترتبط مع نغمات ألحان الأغاني السريعة، غير أنني لاحظت ضوءًا كالقمر ثابتًا يأتي من بعيد في وجه فتاة جميلة، وقتها استيقظت أذناي كي تعوض اختطاف بصري لأجد ابني بجانبي ينقل لي رسالة أمه بجواره أن كفانا هذا، ولنذهب إلى بيتنا السعيد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة