شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد

علامة باركود

حديث النفس (قصيدة)

حديث النفس (قصيدة)

عبدالله بن محمد بن مسعد

تاريخ الإضافة: 21/11/2021 ميلادي - 15/4/1443 هجري

الزيارات: 4895

حديث النفس

إيه يا نفسُ فإنَّا في سفر

ينقضي العمر ولا يُقضى الوطر

حدثيني عن زمانٍ قد مضى

لم يزل في خاطري منه الأثر

عن زمانٍ في الشُّمَيسي عشتُه

ذِكره يبقى حديثًا كالسِّير

كيف أنساه وفيه مولدي

لست بالناسي وإن طال العمر

في بيوت الطين كنا جيرةً

وافترقنا تلك أحوال البشر

تحفظ الأيام في طياتها

طيبةً تبدو على تلك الأُسر

هل يدوم الوصلُ في الدنيا وهل

تُظهر الأيام ما قد يندثر

حدثيني يوم كنتُ لاهيًا

لا أبالي الحظ جاد أم عثر

كل شيء في حياتي رائقٌ

عيشها صفوٌ وقد غاب الكدر

قد طرقتُ كل لهوٍ حاضرٍ

معْ لِداتي ليس يأتينا الضجر

إن رضينا لم نزل في بهجةٍ

أو سخطنا كل شيء يُغتفر

يومنا يمضي فننسى ما مضى

نحمل الود ونُدني من حضر

نحسب الأيام تمضي هكذا

لم نكن ندري بأحوالٍ أُخر

معْ بزوع الشمس نُحيي يومنا

لم ينل من ليلنا طول السهر

أُنسنا الحيُّ الذي نسكنه

ليس يعنينا من الدنيا خبر

في دروب الحي نُمضي وقتنا

نمكث الساعات لا نخشى الخطر

نألف الأشياء في أرجائه

الزوايا شاهداتٌ والجُدُر

لم ندع في أرضه من موطئٍ

دون أن تجري الخُطا أو تستقر

ثم صرنا بعد عشرٍ فتيةً

قد نما الإدراك فينا واشتهر

كم جلسنا وقت عصرٍ وحدنا

ننسج الآمال من شتى الصور

نبتغي حظًا وعيشًا وافرًا

دون أن ندري تصاريف القدر

بعضنا يُبدي شعورًا ظاهرًا

يأمل الفوز سريعًا والظفر

والذي في حيرةٍ من أمره

لم يكن يقوى على جلب الفِكَر

ثم صرنا بعد عشرٍ رفقةً

سعيُنا جِدٌّ ولا نرضى الخور

زاد فينا الفهم للدنيا كما

أضحت الأيام تُعطينا العبر

فابتدأنا في بناءٍ شاده

عزم إنسانٍ بعون المقتدر

كل فردٍ في سبيلٍ رامه

يقطع الأيام مثل من غبر

نحمد الله على أفضاله

ما غرسنا قد جنيناه ثمر

تلك أيامٌ تولت وانقضت

مثل ظلٍّ طال حينًا وانحسر

في طريق العمر نمضي كلنا

قد قضى بعضٌ وبعضٌ ينتظر

أضف تعليقك:	إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد
الاسم
البريد الإلكتروني	(لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق	رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا

في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة

سجل بريدك