• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

جمع المؤتلف والمختلف

جمع المؤتلف والمختلف
د. شيماء توفيق


تاريخ الإضافة: 21/11/2021 ميلادي - 15/4/1443 هجري

الزيارات: 3221

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

جمع المؤتلف والمختلف


ذكر "ابن أبي الإصبع" في كتابه "تحرير التحبير" بابًا وسمه بـ(جمع المؤتلفة والمختلفة)[1]، وقد افتتح هذا الباب بعدم موافقة تفسيره هذا النوع من البديع تفسير السابقين، فقد فسروه بما لا يليق به، وكذلك شواهدهم التي أتوا بها استشهادًا عليه لا تليق به أيضًا، وفسره هو بـ" أن يريد الشاعر التسوية بين ممدوحين، فيأتي بمعان مؤتلفة في مدحهما، ويروم بعد ذلك ترجيح أحدهما على الآخر بزيادة فضل لا ينقص بها مدح الآخر، فيأتي لأجل الترجيح بمعان تخالف معاني التسوية"[2]، وبِناءً على ما ذكره يكون كلامه ليس من جمع المؤتلفة والمختلفة، ولكنه يمكن أن يطلق عليه "الترجيح"، فقد أراد المساواة في المدح بين طرفين بمعان مؤتلفة، ثم رام بعد ذلك تفضيل أحد الطرفين بزيادة فضل لا تقدح في الطرف الآخر، ولا تقلل من مدحه، فهذا لا يسمى جمع مؤتلفة ومختلفة، ولكنه قد يقصد بالمؤتلفة هنا تساوي الطرفين الممدوحين في الفضل، والمختلفة ترجيح أحدهما على الآخر بزيادة في الفضل لا تكون للآخر، ولا تقدح في فضله، فهذا مثل الجمع والتفريق، ثم أتى بشاهد للبحتري ساوى فيه بين الطرفين، ولم يقصد فيه ترجيح أحدهما على الآخر، وهذا يدل على اضطراب المصطلح عند "ابن أبي الإصبع"، فإنه قال: بالترجيح، ثم رجع فقال: بالتسوية، ثم رجع فقال: "ومن جمع المختلف والمؤتلف ضرب يأتي الشاعر فيه بأسماء مؤتلفة ثم يصفها بصفات مختلفة"[3]، ثم استشهد بقوله:

للهِ ليلتنا إذ صاحباي بها
بدرٌ وبدرٌ سماوي وأرضيُّ
إذ الهوى والهواءُ الطلقُ معتدلٌ
هذا وهذا ربيعي طبيعيُّ
بتنا جميعًا وكلٌّ في السماعِ وفي
شربِ المدامِ حجازيٌّ عراقيُّ
أُسقى وأَسقي نديمًا غاب
ثالثنا فالدورُ منا يمينيٌّ يساريُّ

 

وهذه الأبيات استشهد بها "ابن منقذ"[4] على التطريز[5]، ولكنها من التوشيع، أما جمع المؤتلف والمختلف، فهو يصدق على ما ذكره "أبو هلال العسكري"، وهو "أن يجمع في كلام قصير أشياءَ كثيرة مختلفة أو متفقة؛ كقول الله تعالى: ﴿ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ ﴾ [الأعراف: 133]، وقوله عزَّ اسمُه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ﴾ [النحل: 90][6]، فالآية الكريمة ترقت في الأمر بالمحاسن، فالإحسان أعلى رتبة ومنزلة من العدل الواجب المأمور به شرعًا، وإيتاء ذي القربى من المأمورات التي يُغفل عنها، والتي أمر القرآن الكريم بها في أكثر من موضع: ﴿ وَآتِ ‌ذَا ‌الْقُرْبى حَقَّهُ ﴾ [الإسراء:26]، ﴿ فَآتِ ‌ذَا ‌الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ﴾ [الروم:38]، وذكر المفعول الثاني (حقه) لتقريره في النفس وتوكيده، وتنبيه السامع إلى ما يجب عليه نحو ذوي قرابته من إعطائهم أنصبتهم التي أوجبها الشرع لهم وقرَّرها، و(العدل والإحسان والإيتاء) أمور مؤتلفة، وكذلك (الفحشاء والمنكر والبغي)، ولكن الجمع بينها في سياق واحد جمع للمؤتلف والمختلف، وهذا الجمع لا بد أن يكون لغرض ومغزى، وإلا فما الفائدة منه؟ وكذلك الجمع بين المختلفات في قوله: ﴿ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ وَالْجَرادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفادِعَ وَالدَّمَ آياتٍ مُفَصَّلاتٍ ﴾ [الأعراف:133]، جمُعت أنواع العذاب المختلفة في كونها آيات مُفَصَّلات مبينات.

 

ينبغي أن ينظر في هذه الآيات والشواهد التي اجتمع فيها المؤتلف والمختلف، وأن يتفطن للمناسبة للجمع بينها في سياق واحد، كما ينبغي إعادة النظر في مصطلحات البديع التي وردت في كتاب "تحرير التحبير"، فكثير منها يحتاج إلى تحرير وتنقية.



[1] تحرير التحبير ص 344.

[2] السابق ص 344.

[3] السابق ص346.

[4] البديع في نقد الشعر؛ مجد الدين أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الكناني الكلبي؛ تح: د. أحمد أحمد بدوي، د. حامد عبدالمجيد، مراجعة: أ. إبراهيم مصطفى، ص64، الجمهورية العربية المتحدة - وزارة الثقافة والإرشاد القومي - الإقليم الجنوبي - الإدارة العامة للثقافة.

[5]‌‌ التطريز "هو أن تأتي في الأبيات مواضع متقابلة، فجيء في القصيدة أو في القطعة كأنه طراز"، السابق ص 264.

[6] الصناعتين؛ أبو هلال الحسن بن عبدالله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري؛ تح: علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم، ص401، المكتبة العنصرية – بيروت 1419 هـ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة