• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

أحلام منتهية الصلاحية

أحلام منتهية الصلاحية
محمد صادق عبدالعال


تاريخ الإضافة: 10/11/2021 ميلادي - 4/4/1443 هجري

الزيارات: 3360

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أحلام منتهية الصلاحية

( قصة قصيرة )


كثيرًا ما آثرَ السفر أصيلًا، ومستقره أيُّ مقعد يلي نافذة الحافلة؛ لكيلا يفوته ذلك المشهد الجنائزي المهيب لنجم الشمس إذا هوى ببحر الغروب، والسحائب الأرجوانية من حولها كأنها صهاريج من نار ودخان يبتئسان ويبكيان عقيقًا في مراسم التشييع، فضلًا عن الأشجار الشرقية التي تمر عن يمينه إذا هو قادم، وعن شماله حين يؤوب، كم وارت عن عينيه ألسنة لهب حارقة لتلك المليكة ذودًا عن وجهه الغض، وأرخت عليه من سدول الظل ستائر من سندس خضر! ولطالما شاطرته أيام أتراح وأفراح فأسر لها ببعض من أحلامه وشجونه التي انزلقت في قواديس الحياة، وطواحين الزمن القاهر فوق رقاب الخلق.

 

في تلك المرة كان سلطان النوم أدعى أن يُجاب؛ لِما له من غلبة على جسد أضناه العمل فانصاع غير متأهب لعراك معه، وظنًّا منه أن المشهد سوف يعاد قريبًا إن قدر الله له حياة، وما إن أدلى برأسه المثقلة حتى كانت أحلامه القديمة التي أسرها في "منديل" صبرِهِ قد خرجت عن بكرة أبيها خروجًا غير معتاد، وقد انتثرت بسماء عمره الغاربة كغروب تلك التي آثر النوم عليها، فانبهر بها انبهارَ مَن ما زال يتطلع أو يتقلع في وهج الصبا، وراح يصفها صفًّا ويرتبها صعودًا زمنيًّا منذ كان في ثانويته يتوق لمجموع يؤهله لمزاولة رسالة الطب، وقد تصاعد به الحلم ليرى ذلك الطبيب الألمعي البارع والمشار إليه بالبنان، وأن سعيه ورقيه سوف يُرَى في حياة أبيه وهو يتفاخر به بين الناس؛ يضحك ساخرًا من انتهاء صلاحية ذلك الحلم الكبير والذي ترتب على فقده انهيار أمنيات كبرى.

 

وأخريات كانت في تطلعاته وتوقعاته لمنصب سياسي أو اجتماعي يجعلانه في مقدمة المقاعد الرسمية في أي محفل أو منتدى، أو ليقضي حوائج من لا يجدون بين الناس نصيرًا، وآخر ذلك الذي تحسر لأجله طويلًا بفقدان أمه؛ إذ حلم يومًا بأن يهديها حجةً أو عمرةً لبيت الله الحرام، لكن القضاء بالرحيل كان أسبق إليها وأسرع، فضلًا عن ذلك أحلام ذهبت وبهتت بالتقادم والتراكم، فصارت كعملات معدنية قديمة ممنوعة من الصرف، لكن لها بريق الأصالة، وما عاد لأكثرها من انتظار أو توقعات وقوع فقد أمسك بعنق الخمسين، وقد زال عن وجهه ريق الشباب فرقَّ جلده ونما لشعر رأسه المشيب يقارب الاشتهاب، فيشرع في البكاء، لكن صوتًا مزعجًا يصدر عن الحافلة ليرهب الركاب جميعًا، فسارع لجمعها بشكل عشوائي بعدما كانت مرتبة ترتيبًا زمنيًّا، وأعادها لكنفه المطبق عليها، ثم آب ليبصر ذلك الجار في المقعد الموازي له، فإذا هو شيخ كبير يبتسم في هدوء ويضرب على ركبتيه.

 

قدر الله وما شاء فعل!

 

بعض الدهشة تنتابه: هل كان هذا الجار بمعية أحلامي، أو أنه كان بثًّا مباشرًا لركاب الحافلة؟!

 

يمدد بعينيه ناظرًا للسماء التي كانت بعهد تشييع لموكب الغروب الدامي، فإذا هي بحلتها السوداء الليلية انتظارًا لانبثاق النجوم عن مواقعها.

 

يتمتم: سبحان من له الدوام.

 

الجار: سبحانه، سبحانه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة