• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة


علامة باركود

في الشتاء (قصيدة)

في الشتاء (قصيدة)
د. سعد مردف


تاريخ الإضافة: 21/12/2020 ميلادي - 6/5/1442 هجري

الزيارات: 4576

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

في الشتاء


هَجَمَ الشتَاءُ على قُرًى، وقِفَارِ
بثلوجِه، والبَردِ، والأمْطَارِ
يَعْوِي إذَا مَا الليلُ أخفَى نجمَهُ،
ويِئنُّ خَلفَ البَابِ، والأسْتَارِ
والريحُ يُعْوِلُ في السُّقوفِ كقَائدٍ
ضربَ الطبولَ لجيشهِ الجَرَّارِ
وسَرَتْ إلى القمَرِ البعِيدِ بُرودةٌ
فأوى إلى غَيمِ السَّماءِ السَّارِي
فكأنَهُ فِي الأفْقِ طِفْلٌ عابِثٌ
غطَّتْ يدَاهُ وجهَهُ المُتوَارِي
وجلسْتُ أنظرُ مَوقِدِي مُتَأَمِّلًا
وَالجمْرُ ينفُثُ أَلْسُنًا مِنْ نَارِ
وأصُوغُ أبيَاتَ القَريضِ لعلَّنِي
أُصْلي الشتاءَ بدافئِ الأشعارِ
وهناكَ في الشجَر الوَرِيفِ تجَمَّعتْ
فوقَ الغصُونِ جَواثمُ الأطيارِ
سكتَتْ كما الأغصانِ بينَ فروعِها
وتَجَمَّدَتْ فِي الدَّوحِ كالأحجارِ
وعلى الرَّصيفِ تكوَّرتْ من بردِهَاّ
قططُ الشوارعِ في الرصيفِ العَارِي
ضمَّتْ بأطرَافِ الكُوَى أجسَادَها
لمْ تُلْفِ مِنْ بيْتٍ لهَا، أو دارِ
لمْ يَبْقَ مِنْ حَيٍّ يَطوفُ بشَدْوِهِ
إلا شَريدُ البُومِ في الأوكَارِ
عَطَفَتْ عليه الريحُ في عَزْفٍ لهَا
فتناجيَا في النَّوحِ بالأوتارِ
ونظَرْتُ منْ خَلْفِ الزجاجِ فَرابَنِي
شبَحٌ لإنسانٍ علَى أطْمَارِ
قد كَانَ شيخًا في العَراءِ تناوشَتْ
منْهُ الحياةُ مَواطِنَ الأسْرارِ
تركتْهُ شيئًا لا يميلُ لجَنبهِ
إلا على بؤسٍ، وفي أضْرارِ
فَخَرَجْتُ في جَهْدٍ إليْهِ يَهزُّني
عطفٌ لَهُ مُتَوكئًا بجِدَارِ
وضمَمتُهُ، ولفَفتُهُ فِي مِعطَفِي
كرُفَاتِ ثَلْجٍ ضُمَّ تحْتَ إزارِ
أدْنَيتُهُ مِنْ مَوقِدِي فكأنَّني
أطلقْتُ فيهِ الرُّوحَ بعدَ إسَارِ
وغَذَوْتُهُ، فسَرَى إلى جَنَباتِه
ماءُ الحَيَاةِ، وعادَ غيرَ مُضَارِ
فصْلُ الشتاءِ إذا النفُوسُ تكافلَتْ
لمْ يُشْقِها بالبرْدِ، والإقتَارِ
والناسُ مِنْ دُونِ القلُوبِ رَحيمَةً
فَهُمُ الشتاءُ، ومَكمَنُ الإعسَارِ





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة