• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

قراءةٌ أولى لرواية (عائشة في غرفة التشريح)

نور سعدون


تاريخ الإضافة: 27/10/2007 ميلادي - 15/10/1428 هجري

الزيارات: 10559

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
عائشةُ -لمن لايعرفها- إنسانةٌ عاشت في رواية الدكتور (محمد الحضيف) بجدارة.

تضفي مفرداتُ رواية (عائشة في غرفة التشريح) صخبًا حقيقيًا في نفس قارئها امتدادًا للصخب في أحداثها، التي تعد خطًّا جديدًا يحلق في آفاقه على غير عادته في رواياته ذات النبرة الهادئة مع قوة حبكتها وثبات موقفها..
كذلك فاجأ الكاتب الحضيف قُرّاءَه بعنصر الدعابة الذي خدم الهدف في عدة مواضع.. دبج به أسلوبه الساخر ليغدو الحَرْفُ والبطلةُ أكثر صلابة؛ فمفردات الحزن قد تعطي هشاشة للشخصية الأساسية في الرواية.

هاجمت عائشةُ -مهاجمة صارخة وبقناعة تامة- الخطَّ اللبرالي الذي كثيرًا ما هاجمها وناوأ مجتمعها وعقيدتها..والذي ينظر للمرأة على أنها (مجرد شيء).
بدا أمام عنادها كفقاعة الزَّبَد التي انتفخت.. لتنفجر وتعود إلى أصلها (أخفّ من الهباء)..

غدت عائشة رمزًا عنيدًا من رموز مبارزة اللبرالية العقيمة، فمع محاولات الاضطهاد لم تنكسر.. ومع محاولات الصدود لم تنْزَوِ، ولم تتحطم!..كانت تُثبِت عبر أجزاء حياتها حقيقة "ما لا يقتلني يقويني".

تصدت لها عائشة بما تملك من أبجديات، ثبتت كثيرًا أمام محاولات الصد والثني والسخرية؛ ومع الألم الذي انطوى عليه خافقُها في لحظاتٍ ما.. إلا أنها هي التي ربحت الجولات ((فإنهم يألمون كما تألمون)).
كما آمنت برسالتها كطبيبة [يسلمك روحه.. تحافظ عليها، يأتمنك على جسده.. لا تخونه] ونافحت.

هكذا هي عائشة.. عائشة بطلة حقيقية تستحق العيش في قلب كلّ منافح عن رسالته.. وفي كيان كل فرد في المجتمع؛ لأن عائشة كنقطة الصابون التي تنتشر لتُزيحَ مساحاتٍ شاسعةً من الخبث عن محيطها.
عائشة تضخ في المحيطين قدرًا هائلا من الثبات، يهوِّن أمامهم العيشَ في سبيل الإيمان، ويشد من أزر المكافحة.
عائشة التي لاتنكفئ على نفسها صاغرةً حائرة أمام خطأ يُرتكب!!
عائشة هي حالة الرفض لمرضِ الصمت الخائر لإنسانٍ يُنتهك..

رواية عائشة وضعت مشرطها بمهارة على مواضعَ عدةٍ من جسد المجتمع؛ فعلى سبيل التمثيل:
- تلقي الشائعات بالقبول ونفخها، وقدمت أسلوبًا في تعاطيها، وهو السكوت عن الخطأ باسم (ابعِد عن الشر) حتى يتضخم الخطأ على حساب المجتمع نفسه:
- أنا قلبي يوجعني يا عائشة، الموضوع يكبر، والناس ما لهم إلا الظاهر. المثل يقول: "ابعد عن الشر وغني له"..!

- محاولات تقويض دعائم نجاح إنسان بتهمة (النجاح):
"جارتهم.. وهي امرأة متعلمة، كثيراً ما تفخر بأن زوجها رجل الأعمال، يملك مركزاً طبياً، كل العاملات فيه من النساء. قالت لوالدتها مرّة، على مسمع جمع من نساء، كن مجتمعات عندها.. في إحدى المناسبات: إن آخر شيء كانت تتوقعه، هو أن (تفرط) أم أحمد بأخلاق ابنتها عائشة، وتسمح لها بدخول كلية الطب. كاد كلام المرأة يصيبها بيأس. هل هذا رأيها، أم موقف سببه الغيرة؛ لأنها قبلت في كلية الطب، ولم تقبل ابنتها. كانت تتوقع.. بحكم نشاط زوجها التجاري.. الذي له علاقة بطبيعة دراسة الطب، أن تكون أكثر إدراكاً من غيرها، لحاجة المرأة، لامرأة مثلها، تتولى علاجها. "قليل من الناس من يتخلى عن هواه وحظ نفسه، ويتجرد لذات المبدأ".. همست لنفسها".

- البطء في حلّ مشكلة الاختلاط في المجال الطبي مع أن ذلك ممكن:
"أمها الرافضة الخائفة، خصصت لها غرفة خاصة في البيت. الوالد المتردد، صار يطوف على المكتبات، يوفر لها الكتب والمراجع. أما شقيقها أحمد، الذي كان كلُّ ما تفعله وتحلم به أختُه، محلَّ استهزاء وسخرية منه.. أصبح مصدراً رئيساً لدعمٍ لم تكن تتوقعُه.
أحمد صار متابعاً منتظماً لمنتديات الإنترنت. لا يمر يوم أو يومان، إلا ويزود عائشة بأوراق، طبعها من بعض منتديات الإنترنت، بعضها يتكلم عن أهمية دعم عمل المرأة في القطاع الصحي، لتخدم بنات جنسها، وأخرى عن وجوب توفير بيئة مناسبة للطالبات في الكليات الطبية، والعاملات في القطاع الصحي.."

أشارت الرواية إلى بعض الأخطاء التي تحدث في المرافق الطبية؛ يتضح جانب منه حين يناقش ناصر -والد عائشة- الطبيب:
"- دكتور.. هذا مستشفى حكومي، ومن حق المواطن أن يلقى احتراماً، وخدمة صحيحة. التخلف.. ليس التزام الإنسان بما يؤمن به، بل معاملة الناس بهذه الطريقة". 

إنّه هنا يقف صادعًا مستخدمًا أدوات المشاعر النفسية لبني البشر، متوصلاً بالقارئ إلى قناعته الذاتية، ولعلّ الرواية هذه نقطة تحول في (مدرسته)! بما يخدم المرحلة؛ إذ سيضخ (فيما أتمناه) في أقلام كثير من الأدباء حبرًا من النوع (الجريء في الحق)..يعتلي به جبل الرماة ليرمي.. نكاية وانتصارًا للحق فقط!

لا شك أن الكاتب سيُتهم بالمباشرة والأسلوب الوعظي، ولكن البينة على من ادعى، فما دُوِّن في الرواية مواقفُ وقناعاتٌ لشخوصها، فلقد سلكت الرواية مسلكَ الأديب في رسالته إذ تتسلل لقناعاته وتقدم معالجتها بشكل مفرط في الذكاء، وهذا ما حدث هنا؛ نسيج متقن من عناصر الزمان والمكان والحالة النفسية والتوجه والخلفية الثقافية أدت دورها بشكل فني ذكي.

ولم تكن البطلة شخصية أسطورية مفرطة في المثالية، وإنما يعتريها النقص؛ حينما تعلقت بأمل خافت -ومصائب قوم عن قوم فوائد- فمصابُ عائشة جلّى أمام القارئ حقيقةَ المفارقة الاجتماعية التي تمثلت في خطأ (شهاب الدين) الذي خان نضالُه نضالها.. وكذّب في لحظة الصفر براءتها وكفاحها واللجج التي خاضتها (حقيقةً لا ادعاء)
فلقد كان نضالها حقيقيًا في الميدان.. في حين كان نضالُه خلفَ شاشة الحاسوب.. وحسب!

شهاب الدين رسب في الامتحان، فكشف عن خللٍ عند من يقول بلا فعل، أرسل من خلاله الكاتبُ رسالةَ عتاب لمجتمع ناضلت فيه (الطبيبةُ عائشة) ولأجل صالحه.. فتبرأ منها!

عائشة الطبيبة.. وعائشة الهيئة، وعائشة المستقيمة، وهي الرسالة والهم.

عائشة التي وقفت بكل احترام في مجال عملها لتبعث من هناك رسالةَ وفاء لدينٍ كرّمها، وكذلك لوطنٍ عاش فيها.. لا لتجرّح، ولكن لتشرّح؛ بمشرط الصدق، وبمنطق الحق واقعًا لم يُنصَف لتأخذ الجائزة مع مرتبة الشرف الأولى.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- رائع
نبيل الحـربي - السعودية 03-11-2014 08:56 AM

كاتب أكثر من رائع

1- رؤية جميلة
نايف الرشدان - السعودية 13-11-2007 12:13 AM
سردية رائعة وقراءة متميزة

شكرا للمبدعين ، الكاتب المبدع والناقد الحصيف
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة