غاب نجم الهدى (مرثية)

غاب نجم الهدى

مرثية في حق الراحل: شيخ الشيوخ العلامة المحدث أبي أويس محمد بن الأمين الحسني الإدريسي العمراني التطواني الشهير بأبي خبزة رحمه الله.

أصاب رزءٌ ذوي علم وعرفانِ فالقلب مكتئب ذاوٍ بأحزانِ وأظلم الأفق في خضراء معرفة إذ غاب نجم الهدى في قطر تطوانِ بل غاب في المغرب الأقصى أبو سرج مضيئة للورى في كل عمرانِ غداة قيل مضى شيخ الحديث إلى إلهه في جمادى شهرها الثانيِ مضى إلى ربه نجل الأمين أبو أويس ذو العلم والتقوى وشكرانِ العالم الحبر ذو الإسناد متصل إسناده عن ذوي علم وبرهانِ شيخ الشيوخ وراعي العلم خادمه داعي الهدى حافظ دينًا بأحصانِ مصابه المفجع الأدهى به حزنت بنوه في العلم أو من أهل إيمانِ من لم يكن طالبًا للعلم يأخذه من نبعه فهو في وعظ بتبيانِ يا زائر المغرب الأقصى وساكنه قد غادر الشيخ في لحد وأكفانِ تسل بالصبر واسأل من موارثه من التلاميذ ذا فضل سلوانِ واطلب من الغر من ينبوعه وردوا إذا استجزت أسانيدًا بأقرانِ يا قاصدًا قطر تطوانٍ على نهم للعلم فاتك تحصيل بإبَّانِ فعد مكانك أدراجًا على ندمٍ واردد رويدك آبالًا بأعطانِ من لم يزره فقد فاتته منقبة وباء من داء تسويف بخِذلانِ أيا أبا خبزة يا خاتمًا نخبًا ذوي العلوم الألى بانوا بأزمانِ ذوي الحديث ذوي التحقيق في خبر فأنت آخرهم من أهل عرفانِ خمسون عامًا من التبليغ حافلة بمسجد الحي للقاصي وللداني وبعدها قد جعلت الدار معتكفًا كهفًا أوى ركنه من كل لهفانِ عكفت فيه على التأليف ملتقطًا لآلئ العلم قد أزرت بمرجانِ بين العبادة والأقلام أو كتبٍ تطوف دومًا ولا تلهوا ببهتانِ حتى أتاك من الرحمن في أجلٍ داعٍ أجبت بتسليم وإذعانِ فحزت في آخر الأعمار في زمن عمت بليته ختمًا بإحسانِ خلفت فيه لأهل العلم قاطبةً والناس إرثًا بلا حكرٍ وكتمانِ هذا (جرابك) في الأحداث ممتلئ نوادر العلم أخبارًا بأوطان وسيرة المصطفى أهديتها (شذرا تٍ) عاطرات لدى حل وإظعان كذا (الدلائل في تحريم) مقربة ممن يصلي لدى قبر ببطلانِ وللأديب بـ(قرطاس ورونقه) سبى بسحر بيانٍ لُب نشوانِ وشعرك السحر أخَّاذ بأفئدة كلَّلت من دره أقراط آذانِ وفي الحديث وفي التفسير كم كتب فسرت ملتبسا من آي قرآنِ كنت المُجلِّي لدى التحقيق في أثر ومرجع البحث في أقطار بلدانِ يا راحلًا وله في قلب أسرته علمًا ومقربة حزن لفقدانِ من للحديث وللتصحيح عن سند؟ أجزت فيها ذوي علم بإتقانِ تراث أمتنا المخطوط تتقنه فهل لكم فيه من حاك وأقرانِ؟ فقت ابنَ مقلة في خط ترصعه مثل الجواهر في جيد وعقيانِ من للقريض؟ فكم أقرضت قافية راقت تذكرنا أشعار حسانِ والزهد في هذه الدنيا على شظف فضلته عاريًا من كل فتانِ عليك من ربنا الغفار في جدث من فضل رحمته أمطار غفرانِ سقى ضريحك في الأموات متسعًا وطفُ سحاب من الرحمان هتانِ وشفع الله فيك الذكر مصطحبًا بالصوم والعلم في روح وريحانِ وكنت في جنة الفردوس وارثها جوار أحمدَ مشمولًا برضوانِ آمين يا من يجيب العبد سائله يا باقيا بعد هذا العالَم الفاني

الشاعر: إبراهيم مزوز السباعي المزوضي الشيشاوي

حرر في حي فضراگوم إقليم ورزازات المغرب

بتاريخ: 8 جمادى الثانية 1441 هجرية / 3 فبراير 2020 ميلاية