• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة


علامة باركود

رحلة إلى غار حراء (قصيدة)

رحلة إلى غار حراء (قصيدة)
عبدالله بن عبده نعمان العواضي


تاريخ الإضافة: 27/8/2019 ميلادي - 25/12/1440 هجري

الزيارات: 5261

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رحلة إلى غار حراء


سافرتُ من زمني بطيفِ خيالي
وعبَرتُ أجيالاً إلى أجيالِ
وتركتُ عصري وامتطيت خواطري
ونداءَ أشواقي وحرَّ سؤالي
ونزلتُ مكةَ والضلالُ يلفُّها
والليلُ يَطويها بدونِ هلالِ
والجهلُ حاكمُها وصاحبُ أمرها
والقائدُ الأعلى لسوءِ فِعالِ
والشركُ حلَّ على شغاف فؤادها
حتى انحنتْ نُسُكًا إلى تمثالِ
وإذا الوجودُ عليه سيما تائقٍ
لِفكاكهِ من قبضةِ الأغلالِ
ومحمدٌ ناءٍ عن القوم الأُلى
يتحنَّفون إلى جهاتِ ضلالِ
عافَ البقا والكفرُ ينشرُ ظلَّه
في مكةَ الحيرى بغير زوالِ
فهفا إلى الجبل القصيِّ وغارِهِ
فعَلَا عن الضُلَّال والجُهَّالِ
وهناك ألفَى أُنسَه ونعيمَه
ورقى إلى آفاق كل جمالِ
روَّى هنالك روحَه وسما بها
وجنَى بوحدته صفاءَ البالِ
والصمتُ يتلو كلّ يوم عِبرةً
ومحمدٌ يُصغي بغير مَلالِ
عَبرَ الحياةَ بفكره متأملاً
فرأى الضلالَ يعمُّ كلَّ مجالِ
والأرضُ تقبع تحت ليلٍ دامسٍ
فمتى يشعُّ الفجر بالإقبالِ؟
وأطلَّ يبصر تحته أمَّ القرى
والليلُ فيها واسعُ السربالِ
أنَّى يجيْ يومٌ يعانقها الهدى
وتفوزُ من صدأ الشقا بصقالِ
وتفارقُ الحزنَ المقيم ببابها
وتحطُّ عنها وطأةَ الأثقالِ
وحراءُ ما زالتْ جوانبه ترى
فيضَ الخواطر في سما الآمالِ
مرَّ الزمانُ وقد أُعدَّ محمدٌ
وتهيأتْ دنياه لاستقبالِ
وهنا بدا نورُ السماء ميممًا
غارَ النبيِّ فهلَّ خيرُ هلالِ
جبريلُ أقبل بالبشائر وانتهى
ظمأُ الحياة بعذْبه السلسالِ
في ليلة مكسوة بفجاءةٍ
ناداه جبريلٌ بلا إمهالِ
اقرأْ، فقال محمدٌ لنجيِّه
لا أستطيعُ فليس ذاك مجالي
قال النبيُّ فضَمّني وأعاد لي
أمرَ القراءة ثم قلتُ مقالي
ضَمٌّ به وجدَ الرسولُ مشقةً
لكنها أفضتْ لخير مآلِ
حتى تلا جبريلُ اقرأ باسمِ مَن
خلقَ الأنامَ تبارك المتعالي
ورقى السماءَ رسولُها مِن بعد أنْ
أوحى إلى المختار بالإرسال
عاد النبيُّ إلى خديجة مثقَلاً
بالخوف والإجهاد والتسآل
نَصَبٌ على الجسد الطَّهور ومثلُه
في النفس والتفكير والآمال
نادى بتزميلٍ يخفِّف روعَه
ويزيل عنه برودةَ الأهوالِ
أفضى إلى فُضلى النساء بسرِّه
وروى لها النبأَ السنيَّ العالي
إني على نفسي أخاف بأن أرى
أمراً يجيء بمحنة ونكال
لكنّ زوجته الكريمة زانها
عقلٌ حصيف مشرقُ الأفعال
ما ولولتْ أو أنكرتْ أو ثبّطتْ
بل أذهبتْ وهجَ العنا بظِلالِ
وروتْ تباشير السلامة للذي
عمَّ الورى بمحاسن الأعمال
والله لن تُخزَى حبيبُ فأنت في
هذي الحياة معطَّرٌ بخِلال
تَقري الضيوفَ وللأقارب واصلٌ
ولأنت تحمل من بُليْ بكَلال
أما اليتامى كم مسحت دموعهم
وبذلت للفقرا من الأموال
والله لن تخزى فسيرتُك التي
طابت سيفضي طيبُها لكمال
سكنَ الفؤادُ وطارَ خوفُ محمدٍ
واستبشرتْ آماله بمنال
ومضت خديجةُ كي تزيد وثوقَه
نحو ابن نوفلَ ذي المحلِّ العالي
قالت له اسمعْ ما يقول محمد
فلأنت للعافي محطُّ رحال
فحكى الرسول له حديثَ حرائه
وروى هنالك قصةَ الإنزال
ملكَ السرورُ مع التعجب والمُنى
قلبَ ابن نوفلَ مِن سنا الأحوال
قد جاء جبريلٌ إليك بوحيه
يا (ليتني جذعًا) ليوم نِزال
يا ليتني أبقى لنصرك حينما
تَنفيك عنها عصبةُ الضُلّال
أوَ مخرجِيَّ همُ؟ فقال مسلِّيًا
هذي –بُنيَّ- طريقةُ الأمثال
نزل القضاءُ فمات مُخبرُ أحمدٍ
بمآله وبصحة الإرسال
وبدا صباحٌ للنبوة مشرقٌ
وتواترَ الإيحاءُ في الإقبال
وتبسّمَ الكونُ العبوسُ وأشرقتْ
شمسُ السرور وحلَّ خيرُ نوال
وتطهّرتْ بالنور مكةُ واكتستْ
ثوبَ الجمال ففاقَ كلَّ جمال
وسما حراءُ على الزمان وأصبحتْ
ذِكراه فوق مفاخر وجَلال
وهنا لويتُ عنانَ حرفيَ بعدما
أسرى إلى أم القرى بخيال
وأتيتُ عصري بعد رحلة خاطري
وحمدت نعمة بهجة الترحالِ





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة