• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

هاجر (قصة)

هاجر (قصة)
محمد صادق عبدالعال


تاريخ الإضافة: 7/11/2018 ميلادي - 27/2/1440 هجري

الزيارات: 8280

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

هاجر


على غير عادة الهواجر استيقظَتْ مُبكِّرًا "هاجر"، تستنشق أنفاسَ جدِّها الساجر بشُرْفة البيت حاضرة النهر الصادر، وله أريكة من خشب الورد، منقوش عليها من السرد ما يُسعِد القارئ، والشمس حينها لم تزل رقيقةً بيضاءَ لا حُمْرةَ فيها ولا جَمرة، فلما انكبَّتْ على يديه تُقبِّلُها، أعرض عنها؛ فابتأست، وأبدت حزنًا وكآبة، وسيَّرتْ إليه من البكاء سحابةً، سَرعان ما انقشعت حين أمطرَها بصباح الخير يا هاجر.

 

• صباح السعد يا جدِّي.

 

• أي سعد وقد ألفيتِ قلبًا لجدِّكَ في أتون من الوَجْد!

 

• لهفي على قلب نبضه من نبضي، فصباح الورد يا جدِّي.

 

• لك الورد وأريجه، ولجدِّك الشوك يُدمي جسده المضنى قبالة العمر.

 

• إذًا فهي "ورقاء الأيك ثانيةً قد وَشت بما لم يجرِ، فلأعذبنَّها عذابًا، أو لأحبسَنَّها، فلا تغدو مع الطير.

 

• مهلًا يا هاجر، فورقاء الأيك لها يومان لم تأتِ.

 

• يومان لم تأتِ؟!

 

• وأخشى أن تكون قد بَطرت معيشتها أو وقعت في شَرك من الشركِ.

 

• ومن لها غيرنا وقد أكرمنا نُزُلها؛ فصارت منَّا كواحدة لها السُّكْنى والعيش في الرغد! تفاءل الخير يا جدي - بإذن الله قد تأتي - وإن لم توافينا بنبأ عظيم، حقَّ عليها العقاب ردعًا لغَيبةٍ بغير عُذْر.

 

• والنهر والشمس يجريان في فلك العيون؛ كُلٌّ تُخالطه الظُّنون، وريب المنون، والموج الهادر في شغل بملاحقة الشطآن، فمرَّة يُلاطِفها، ومرة يُعنِّفها، وثالثة يستكين بين جنبات المقل؛ فتربِّت على كتفيه، وعند رأسه المشتعل، وتقول وهي تحنو وعيناها ترنو لما ترنو إليه حبيبتاه:

• أبتاه - يا جدَّ العرب - ما بكَ؟! صدرك مكتئب! أنفاسُك تَصعد في السماء، كأن بك عِلَّة تُخفيها، ولا تُبديها، فَفرِّج عنَّا وعنك، ما أتعسَ الضَّنْكَ!

 

• ما رأيك لو تقْصُص قصة؟ فلك زمانٌ لم تسرد سردًا، في الحكي إزاحة هَمٍّ عن ذات الصدر، حدِّثني عن عصاك ذات المآرب، وحفيدك قليل العزائم الذي توارى بظلِّكَ، أو "يوم أن أحدث الصمت صوتًا"، ونهضت فاطمة تملأ السِّقاء من كل أنهار العرب، أو عن رائعة الإسقاط والرمز في "العمر الثاني لحبَّة قَمْحٍ".

 

• جدِّي، لا تصمُتْ فصَمْتُكَ موت، جدي لا تصمت فصمتُك موت ... أوَلستَ الناقل قول "عتاهية" في زمن المجد:

واصبِر على غِيرِ الزَّمان فإنَّما = فَرَجُ الشدائد مثل حَلِّ عِقالِ

ويأتيه الموج كما يأتي الشطآن يُعنِّفها؛ جبل كالطود لا يَعييه من السوس النخرُ.

 

• جدُّكِ يا هاجر قد قصَّ حتى سئِمَ القصَّ، جدُّك منبوذٌ في زمن الحكي، جدُّك مَدعوٌّ لمهزلة كبرى يتساوى فيها السمين مع الغَثِّ، جدُّك مُتَّهمٌ بالقوقعة بمحارة بحر، جدُّك مفازةٌ مسالكُها قَفْرُ.

• جدُّك...

• جدُّك...

• فانتظري ورقاء الأيك قد تأتيك بتغريدة وألف قص، ولا تنسَي أن تقيمي الضُّحى قبل حمأة شمس الظهر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة