• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة


علامة باركود

دموع في القرن الإفريقي

دموع في القرن الإفريقي
د. سعد مردف


تاريخ الإضافة: 6/11/2018 ميلادي - 26/2/1440 هجري

الزيارات: 4419

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دمُوعٌ في القَرنِ الإفريقِي [1]

 

أخشَى أن يسرقَكَ الموتْ

كم ينهشُنِي

هذا ا الموت

هذا الفاغرُ فاهُ بلا عينينْ

كالتِّنينْ

يسمَعُ أنَّاتِ الأطفالِ بلا أُذنينْ

يَعْصِفُ

يقصفُ كلَّ فؤادٍ دون زناد

دون حِدادْ

وهو يصول بلا كفَّين

وأنا أنظرُ في عينيكَ الذابلتَينِ الجائعتينِ

بقلب فَتاهْ

تسكُنُ في قَرن الموتَى

في غارِ الجوعْ

دون فُتاتْ

دون دبيبٍ للإنسان

دون حياهْ

ويدي أقصرُ حينَ تئنَّ

حين تصَعدُ في العَتماتِ مِن الأنَّاتْ

أقصرُ من كلِّ الأعشاب

وكلِّ غلالٍ رحَلتْ خلف الأقدارْ

أقصرُ من ساعات العمرْ

يا أنْسي ...

يا مُقلةَ عينٍ ذرفَتْ

كلَّ بحورِ الحزنْ

تجْرعُ في العتماتِ الغبنْ

تمضغُ من وهن الأعوادِ

سَراب الوهْنْ

وأنا الغَرْثى أكتُمُ في جسدِي

أنَّاتِ لُهاثْ

وأُغَنِّي للزمنِ الناحلِ

بعضَ شجَنْ

أخشى هذا الموتَ يُحَوِّم

حولَ خيامِ الجوع

كالمجنونِ بغيرِ قناع

دُون وداعْ

أخشَى أن أُفجعَ فيك

ويأكلني

إن سِرتَ وأبعدْتَ خطاكَ

وأنا المسكونةُ

حتى العمقْ

برفيف ثيابكْ

ولذيذ لعابكْ

وبآهات الليلِ تقطِّرُها

في جنحِ الليلْ

فتذبحُني

يا قرَّةَ عيني تقصِمُني

من نار عذابكْ

وجهُكَ هذا الغائمُ خَلْفَ سرابِ جدارْ

يذْوي مثلَ ورودِ خريفٍ إفريقيٍّ

يهوي مثلَ هباءٍ فوقَ النارْ

ماذا أبقى فيه البُؤسُ

غيرَ خيالٍ يأخُذُ من أشباحِ الليلْ

حلمَ نهارْ

صبحَ فرارْ

يكتمُ أنفاسَ الأحزانِ، وينسجُ دُنيَا

من أسرارْ

ذات قرارْ

يصنعُ من لحظاتِ التيه طريقًا

من أنوارْ

وجهُك يكتبُ في لوحاتِ الخوفْ

سفرًا نحوَ المدنِ الخُضْرِ

يرسُمُ في الأفق المغبَرِّ

صفيرَ قطارْ

وأنا مثلُك أَحلمُ في الأسحارْ

أحلمُ كلَّ غروبٍ

كلَّ طلوعٍ

أنِّي بين فَراشِ الأرضِ

وأنَّكَ ...

رغم نُحُولِك أقوى من حزنٍ ودموعْ

أقوى من ألحادٍ تعوِي

تلقِفُ كلَّ مساء

ألفَ رضيعْ

وعيونُكَ تلكَ الملأى

بالأمطارْ

أغزرُ من راحات المزنْ

أقدرُ أن تنبتَ في أرض الموتَى

ألفَ ربيع

لكنِّي

يا حبَّةَ قلبِي

أخشى أن تمضيَ في ذاتِ صباحْ

تذهبُ مثلَ القطرِ

بغير رجوعٍ

أخشى أن يأكلكَ الجوعْ

أخشى ...

أن يجتاحَ طفولتَك العطْشى.



[1] في مشهد مؤثِّر لواقع الجوع، والحرمان بالقرن الإفريقي تقع عين الشاعر على صورة طفلة من الصومال لا تتجاوز الثامنة وهي تضمُّ أخاها الصغير الذي يتضوَّر جوعًا، وقد وهن وتهالك، فنطق الشاعر على لسان الصغيرة محاولًا الإمساك بنشيج العواطف في المشهد المأساوي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة