• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

الخطابة في العصر الجاهلي

محمود حسن عمر


تاريخ الإضافة: 23/9/2017 ميلادي - 2/1/1439 هجري

الزيارات: 74033

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الخطابة في العصر الجاهلي


الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحْبه، ومَن تَبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين.

أمَّا بعدُ:

فلقد كانت حياة العرب قبل الإسلام حياةً جاهلية همجيَّة، تقوم على العصبيَّات، وأعمال النَّهب والسَّلْب والإغارة، ولا أدلَّ على ذلك مِن قوْل جعفر بن أبي طالب للنجاشي ملك الحبشة، عندما هاجَر المسلمون إليه؛ فرارًا من بطْش كفار قريش: أيها الملك، كنا قومًا على الشِّرْك؛ نعبد الأوثان، ونأكل الميتة، ونُسيء الجوار، ونستحلُّ المحارم - بعضُنا من بعض - في سَفْك الدماء وغيرها، لا نحلُّ شيئًا ولا نحرِّمه.

 

والتفاخُر بالأحساب والأنساب كان من أهمِّ الأشياء التي كانت مُعتمدةً لَدَيهم؛ إذ كان لكل قبيلةٍ شاعر يَحكي مآثرهم، ويعدِّد شمائلهم، ويهجو الأعداء، ويمدح الحُلفاء، ويذكر كيف انتصروا في الحروب، وكيف نكَّلوا بأعدائهم، كذلك وُجِد بجانب الشاعر الخطيبُ الذي كان يذهب في الوفادات والأسواق؛ ليلقي خُطبه، ويُظهر مكانة قبيلته، ويُفاخر بها في الحرب والإغارة، والكرَم والشجاعة، وقِرَى الضيف، ولقد تعدَّدت ألوان الخُطب في الجاهلية، فوُجِدت الخطب الدينيَّة، والحماسية، وخُطب الوفادة، والمصالحات، وخُطب المناظرات والمنافرات، والوصايا.

"والخُطْبة: فُعْلة بمعنى مفعولة، كنُسخة ومنسوخة، مأخوذة من الخطاب، وهو: القوْل الذي يفهمه المخاطب، وقيل لِمَن يتصدَّر لأمر الخطابة: خطيب القوم؛ لأنه المتكلم عنهم، القادر على توصيل المعاني لمُستمعيه في أجمل بيان؛ لبلاغته وفصاحته"؛ انظر خزانة الأدب؛ للبغدادي بتصرُّف.

 

يقول الدكتور ياسر صفوت حشيش في "كتابه آفاق النثر الفني في العصر الجاهلي": "يعدُّ فنُّ الخطابة التوْءَم الأدبي للشعر عند العرب، وإذا كان الأدب ينقسم إلى شعر ونثرٍ، فإن الخطابة تأتي في مقدِّمة هرمِ الإبداع النثري عند العرب، ولقد برَعوا في النثر براعتَهم في الشعر، واحتفوا بخطبائهم احتفاءَهم بالشعراء، وأحلُّوا خطباءَهم ذات المكانة الأدبية والاجتماعية والسياسية السامية التي ارتَقى إليها الشعراء منذ قديم التاريخ العربي، ولَم تأتِ المكانة من فراغٍ البتَّة؛ إذ كان في حياة العرب الجاهلية - من الأحداث السياسية والمناسبات الاجتماعية والأدبية - ما يدفعهم دفعًا إلى إجادة هذا الفنِّ الفريد".

 

وفي الجاهلية غلَب على العرب - كما يقول الألوسي- نازعُ الأَنَفة والتفاخُر بالأحساب، والمحافظة على شرفهم، وعُلو مَجدهم وسؤددهم.....، وكانوا أحوجَ الناس إلى ما يستنهض هِمَمهم، ويوقِظ أعينهم، ويُقيم قاعِدهم، ويُشجِّع جَبانهم، ويشدُّ جَنانهم، ويُثير أشجانهم، ويستوقد نيرانَهم....، وكلُّ ذلك من مقاصد الخطب، فكانوا أحوجَ إليها بعد الشعر...، وهم أقوم الناس قيلاً، وأفصحهم لسانًا، وأوضحهم بيانًا...؛ ولذلك كَثُرتْ فيهم الخُطب والخطباء، حتى كان لكلِّ قبيلة من قبائلهم خطيبٌ كما كان لكلِّ قبيلة شاعر.

يقول الدكتور علي الجندي: "ولقد كَثُرت ضروب القول في الخطبة الجاهلية، وكان للخطابة في حياتهم أثرٌ وازدهار، حتى لَم تدعْ بابًا من أبواب القول إلاَّ ولَجَتْه ترغيبًا وترهيبًا، فتفتَّقت أذهان الخطباء، وتحرَّكت مشاعرهم في أبوب الحرب والإغارة، والسِّلْم والسفارة، والوصايا والنُّصح، والتهنئة والتعزية".

 

يقول الدكتور ياسر صفوت حشيش: "ولقد كانت خُطبهم - على بلاغتها الراقية في العديد من مواطن القوْل - ارتجالاً على البديهة؛ مما يشهد للعرب بما حَبَاهم الله به من قوَّة المَلَكة البيانيَّة العقلية واللسانية والوجدانية، ومِن ثَمَّ فإننا نجد الجاحظ - وهو يحدِّثنا عن بلاغة الخطابة بين الخطيب الفارسي والخطيب العربي - يؤكِّد هذا المعنى قائلاً: "وكلُّ معنى للعجم، فإنما هو عن طول فكرةٍ، وعن اجتهاد رأْي، وطول خلوة، وعن مشاورة ومعاوَنة، وعن طول التفكُّر ودراسة الكتب، وحكاية الثاني عِلْمَ الأوَّل، وزيادة الثالث في عِلْم الثاني، حتى اجتمعتْ ثمارُ تلك الفِكَر عند آخِرهم، وكل شيء للعرب، فإنما هو بديهة وارتجال، وكأنه إلهامٌ، وليستْ هناك مُعاناة ولا مُكابدة، ولا إجالة فِكْرٍ ولا استعانة، وإنما هو أن يصرفَ وهمَه إلى الكلام....، فتأتيه المعاني إرسالاً، وتنثال الألفاظ انثيالاً، ثم لا يقيِّده على نفسه، ولا يدرِّسه أحدًا من وَلَده، وكانوا أُمِّيين لا يكتبون، ومطبوعين لا يتكلفون، وكان الكلام الجيد عندهم أظهرَ وأكثر، وهم عليه أقدرُ، وله أقهرُ، وكلُّ واحد في نفسه أنطق، ومكانه من البيان أرْفعُ، وخطباؤهم للكلام أوجد، والكلام عليهم أسهل، وهو عليهم أيسرُ من أن يَفتقروا إلى تحفُّظٍ، ويحتاجوا إلى تدارُسٍ، وليس هم كمَن حَفِظ عِلْمَ غيره، واحتذَى على كلام مَن كان قبله، فلم يَحفظوا إلاَّ ما علِقَ بقلوبهم، والْتحَم بصدورهم، واتَّصل بعقولهم، من غير تكلُّفٍ ولا قصْد، ولا تحفُّظ ولا طلب.

 

وإنَّ شيئًا - هذا الذي في أيدينا جزءٌ منه - لبالمقدار الذي لا يعلمه إلاَّ من أحاطَ بقطر السحاب وعدد التراب، وهو الله الذي يُحيط بما كان، والعالِم بما سيكون، ونحن - أبقاك الله - إذا دعينا للعرب أصناف البلاغة؛ من القصيد والإرجاز، ومن المنثور والإسجاع، ومن المزدوج وما لا يزدوج، فمعنا العِلم أنَّ ذلك لهم شاهدٌ صادق من الديباجة الكريمة، والرونق العجيب، والسَّبك والنحت، الذي لا يستطيع أشْعرُ الناس اليوم - ولا أرفعهم في البيان - أن يقولَ مثل ذلك إلاَّ في اليسير، والنبذ القليل"؛ انظر: "البيان والتبيين".

يقول الدكتور محمد غنيمي هلال في كتابه "النقد الأدبي": "ولقد كانت الخطابة ولا تزال فنًّا أدبيًّا كالشعر؛ حيث توجَّهت إلى إثارة المشاعر الوجدانيَّة، واعتنتْ بإيقاظ العقول وإنارتها".

وبذلك تجسَّدت في الشخصية العربية الجاهلية كلُّ مقومات الخطيب البليغ المفوَّه، ولَمْ يترك العربي مجالاً من مجالات الحياة المتفرِّعة، إلاَّ وطرَقه في خُطبه التي لا تنقطع في الحياة العربية، وكما يقول الدكتور ياسر: "تأصَّلت الظاهرة العربية في أوْسع مدًى لها في العصر الجاهلي؛ حتى صار الأدب حِرفةَ القوم وعِلْمهم، بل ماء الحياة الذي بغيره لا يكون لهم في الحياة وجودٌ.

 

ومن أشهر الخُطباء في الجاهلية:

• قس بن ساعدة الإيادي.

• دويد بن زيد.

• مرثد الخير الحميري.

• الربيع بن ضبيع الفزاري.

• ذو الإصبع العدواني.

• أكثم بن صيفي التميمي.

• عمرو بن كلثوم.

• الحارث بن كعب المذحجي.

• سحبان وائل.

• زهير بن جناب بن هبل الحميري.

• قيس بن زهير العبسي.

• أبو الطمحان القيني.

• الأوس بن حارثة.

• قيس بن عاصم المنقرس.

• نعيم بن ثعلبة الكناني.

• عطارد بن حاجب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة