• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

سر الحجر

سر الحجر
السيد شعبان جادو


تاريخ الإضافة: 6/8/2017 ميلادي - 13/11/1438 هجري

الزيارات: 3717

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سر الحجر

 

المرور من هذا المكان يُثيرُ في نفسه الخوفَ، تنتابه حالةٌ من الذعر، يا له مِن حَجَر يتَّشِح بكثير من الأسرار، ثَمة رسوماتٌ لا يستطيع التعرُّف عليها، الخيوطُ متقاطعةٌ، الأشكال التي عليه تدلُّ على شيء ما، أي يدٍ فعلت هذا بحجرٍ وضع في مكان ناءٍ!

 

الصغار يصعدون فوقه يلعبون في عفوية، النسوة التي أصابت أرحامَهن الملوحةُ أو ضربهن العقم، تأتين إلى هنا، قِيلت حكاياتٌ لا تحصى، الحجر هذا جاء مع النيل، حمله جنِيٌّ يتبعه تمساحٌ، البعض لم يُصدِّق، الأكثرون تحاشَوا المرور بجواره، إنه مسحورٌ، يضيء في الظلام، تخرج منه أشعةٌ ملوَّنة، تسكنه جنيَّة النهر، لعينَيْها جمال آسِر، ولقوامِها الممشوق تدلُّل، شَعرُها الأصفر الذي تغازله نسائمُ الهواء له فتنةٌ، استلبت عقلَه، هام بها، يقف كل ليلة خلف شجرة السنط العجوز ينظر إليها، ولأنها من الجنِّ عرفَتْه، أخذت تعابثه، تظهر كل آونة بشكل مختلف، أحبها، وكثير من الحب جنون!

 

كانت حارسة الحجر، قُيِّدت به لا تغادره، المارد ربط قلبَها بالحجر، بلغت من العمر عقودًا لا تُعَد، قيل: منذ ما يقارب ألف عام وهي هنا، ثمة حبٌّ يُبدِيه للحجر، البشر والحجر سواء، جديلتانِ من شِعرٍ التفَّتا، تعشقته، أما هو، فلا سبيل إليها، في الليلة الفائتة غازَل القمرُ وجهَ الحجر، أبان عن رمزٍ أخفاه المارد، به إشارةٌ عابرة، الحجر يحمل خارطة تؤدي إلى ممر تحت النهر، وآخر عبر السهل، أما الأول، فقد أشار إلى امتداد الصحراء، وأما الآخر، فالشيخ الأخضر يحمله إلى البقعةِ المباركة في جانب الوادي الأيمن.

 

أبانت عن جمال فاتنٍ، لم تكن جنيَّة مثلما أشيع عنها.

أخبرته: إنها فتاة فرت من هول إيزابيلا الشريرة، حاولت أن تقتلها، أوصَتْ بمن يلقيها في البحر، وهل يعقل أن تعيش امرأةٌ ألفَ عام؟

في ذعرٍ فرَّ هاربًا، وعند شجرة السنط أصابَتْه إغماءة، مسحَتْ بيدَيْها على رأسه، هذه نهايتي أن أمس بشرًا سويًّا!

آن لها أن تتكلم، ألف عام وعام تكفي لأن تتحدث!

 

السر وجب عليَّ أن أبوح لك به، الحجر مخزن أسرار بني الأحمر، وضَعوه هنا، كلَّفوا المارد أن يرحل به بعيدًا؛ ولأنه قوي حمله على ظهره، أردفني خلفه، يومًا ما كنت الأميرة، كان شرطه أن أبقى هكذا، أداعب القمرَ ألف عام وعامًا، حتى يبقى الحجر؛ ولأن إيزابيلا شيطانة تبعَتْنا حتى مدخل الثغر، عند رشيدٍ توقَّفت سفنها، في النهر جِئنا نحن الثلاثة، الحجر والمارد وأنا!

 

في ذلك الموضع ثبت الحجر، المارد يتركنا عند منتصف الشهر، حين يكون القمر بدرًا، لا يقوى أن يراه يُغازِلني، أعلم أنه يحبني، لو مسَّني لتحول إلى حجر أسود، ومن ثم تنكشف أسرار الحجر، يهوذا يطوف بالبراري ليعرف موضعنا.

لا تخبر أحدًا، ستصاب بلعنة الحجر، تنفتح كُوَّة بالسد، الفأر الأبيض يبتلع النهر، الصغار سيصابون بالجذام، أطرافُهم ستتآكل، أما النسوة، فسيلدن أطفالًا لهم وجوه الماعز!

 

لا تقترب رجاءً، دعني فأنا أسيرة ألف عام، ليتَني كان لي طفل جميل، أصابَتْني الملوحة، الليل مُوحِش، الهمسات اشتياقٌ، الثوب المخملي المطرز بضوء القمر أحنُّ كثيرًا إليه، اللهو عبر السهل، أشعار ابن زيدون، أما تعرِفني؟ أنا ولادة لكن للأسى عدتُ بلا ولدٍ!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة