• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

أحدهم استيقظ في ذاكرتي.. وأنا أريد أن أنام

أحدهم استيقظ في ذاكرتي.. وأنا أريد أن أنام
لين الخضري


تاريخ الإضافة: 3/8/2017 ميلادي - 10/11/1438 هجري

الزيارات: 9285

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أحدهم استيقظ في ذاكرتي.. وأنا أريد أن أنام

 

"أرجوكم أريدُ أن أنام"... تصرخ من أعماقك بهم... يحدِّق بك الجميع برهةً... ثم يستأنفون أعمالَهم وكأن شيئًا لم يكن.

بات الليل صاخبًا بشكل لا يطاق!

 

حبًّا بالله.. أما من شيء أكثر سلطة ونفوذًا من الذاكرة؟

أليس من أحدٍ يجرؤ على إلقاء أمرٍ إليها؟

أمر صارم وواضح: "حان موعد النوم... فلتُطفَأْ كلُّ المصابيح، ولينم جميع السكان".

لكن الحق أن الذاكرة مدينة لا تنام.

سكانها عفاريت.

لا يملُّون التجول في الشوارع والأزقة ليل نهار.

 

نزلاء مزعجون وسيِّئون... يطوون الأزقَّة ويطرقون كلَّ أبوابها؛ حتى يوقظوا أهلها الذين استهلكوا كلَّ مخزون الطاقة مقابل بضع ساعات من نومهم... خطواتهم ذات وقع ثقيل في قلبك.

ينبشون الصناديق المقفلة، ويعيثون في ذاكرتك فسادًا.

سيتوجب عليَّ طرد غالبيتهم لاحقًا.

 

ثم بعد أن تستسلم لهم تنهض وقد أنهكتك حاجتك إلى الكافيين... يقال: إن له تأثيرًا منشطًا... إلَّا أن العكس ما يحدث معك دائمًا! حالما ترتشف جرعتك الأولى يخرُّ كلُّ من في المدينة نيامًا! تنطفئ الأضواء، ويعم سكونٌ مخيف وسط فوضى عارمة... يا لهم من أنانيين! لقد تركوا لك المهمة الصعبة... عليك الآن أن تلملم فوضاهم وبعثرتهم، وتعيد كل شيء لموطنه.

 

وبعد أن انتهيت من عملك الشاق... وطبعت على وجنة ذكرياتك قُبلة النوم... ثمة خيط رفيع من النور يتسلل وسط الظلام من مكان ما.. من حجرة مقفلة.. بعيدة عن الأنظار ومعزولة تمامًا كما يحب قاطنها الجديد الذي لم تعتد وجوده بعد.. أظن أن رائحة القهوة والهدوء الذي عم قد أيقظاه.. فهو لم يكن يشبه أحدًا من السكان.. بتاتًا.. غريب وغير مألوف.

 

فاحت رائحةُ حبر الكتب من غرفته... وجلس بمهابة يقرأ دون جلبة.

بينما فقدت الأمل في النوم، ورحت تصب لك فنجانًا آخر من القهوة، متمنيًا مجالسة ذاك الغريب، ولكن بأي ذريعة تفعل؟

فهو الساكن الذي يقطن في أفخم حُجر ذاك النزل..

وأنت لست حتى مالك النزل.. بل هو من يملكك!

أحدهم استيقظَ في ذاكرتي، وأنا أريد أن أنام.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة