• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

المقامة السامرية (حديث الغربة)

عمر السنوي الخالدي


تاريخ الإضافة: 11/7/2017 ميلادي - 16/10/1438 هجري

الزيارات: 5267

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المقامة السامرية

(حديث الغربة)

 

حدثنا حفص بنُ أبان قال: كنا سامرين ببغداد في مجلس أبي المعالي، وكان ذلك في إحدى الليالي، ذوات النجوم اللآلي، فاستبطأنا منه الكلام، حتى همَّ بعضُنا بالقيام، وغُلِبَ بعضُ القوم فنام، ثم ما لبث أن سمعناه يتنفس الصُّعَداء، وغاب عن مُحيَّاه سَمْتُ السعداء، وأخبرَنا عن أمره العجيب، وعن سبب حاله الغريب، فقال وهو يَسكُب الشراب:

سأُحدثكم عن أول أيام الشباب، وما عانيتُ من البعد عن الدار والأحباب، وعيش الغربة ومعاشرة الأغراب؛ مما أورثني طولَ السهر، وضَعف البصر، وبُغض السفر، ففي ليلة مثل هذه الليلة بمجلسِ سمر، اجتمعنا فيه ببعض الأدباء، وصادف أن كانوا كحالي من الغرباء، فيا لَحَظِّي قد حظيتُ بأحسن النُّدماء، مجلسهم لا تُكبح فيه جِماح الأهواء؛ لِما يَحويه من فنون الأدب العظيمةِ الإغراء، فاقتَرح أحدهم وقد هاج الشوق في صدره، أن نتبارى بشِعر الغربة قبل أن يَصير كلٌّ إلى قبره، فأنشد قائلًا من فوره:

قالتْ وقد ودَّعتُها
أتُغادِرُ الفُرُشَ النِّجادْ
أتُفارقُ الأرضَ التي
في عاتِقَيْكَ لها سِدادْ
فأجبتُها مُتنهِّدًا
والقلبُ مأسورٌ مُقادْ
طلبُ الأمانِ مُفرِّقٌ
بينَ الأحبَّةِ يا سُعادْ

 

وما إن بدأَت رَحى الشعر في المجلس تدور، وخرَجت الألفاظ والمعاني من صدور كأنها التَّنُّور، حتى جاء الدور إليَّ، وتناثرت العبارات بين يديَّ، فقلت وقد انهال الشوق عليَّ:

يُسائلني الكثيرُ إذا التقَينا
عن الأوجاعِ هذا ما عَنينا
وعينٌ منكَ قدْ ذرَفتْ دموعًا
وجسمُك في نُحولٍ ما رأينا
وصوتٌ منك مَبْحوحٌ ووجْهُكْ
ففيه شُحوبةٌ بانَتْ إلينا
أجبتُ السائلين بأنَّ ما بي
جِراحُ القلبِ هذا ما جنَينا
يُصاحبها قصورٌ فيَّ بَيْنا
سأَبقى صابرًا أمشِي الهُوينا
وإن كانتْ بقلبي نارُ (شوقٍ)
تُداينُني مِن الإسراع دَيْنَا
وكم تَحتاجُه نفسي ولكنْ
نتائجُه إذا جاءتْ عَلينا
فقالوا اصْبِرْ وثابِرْ ثُمَّ صابِرْ
فعُقبى الصبرِ محمودٌ لدَينا
ولا تَخضَعْ لغير الرَّبِّ دَومًا
وكنْ مَعَهُ إذًا قلبًا وعَيْنا

 

فإذا بالجمع قد تلألأت أعينُهم، وبريقُ الدمع لاحَ لمن يخاطبهم، فطلبوا المزيد، وأَلَحُّوا بتشديد، فنظَمت لهم معبِّرًا عن نفسي والهوى، وكلي وجدٌ وجوًى، فقلت:

كانت وما كانت    * قامَت وما نامت    * منذ الصِّبا رامَت

عين الهوى تَحيا

سمعي لها أرعى    * عيني لها مَرعى    * قلبي لها مَسعى

كي بالهوى تَحيا

كانت بذي الحالة    * صنَعت لها هالة    * لا ما شكَت عَالة

إذ بالهوى تَحيا

منها انتهى صبري    * كفِّي على صدري    * احترتُ لا أَدري

كم بالهوى أعْيَا؟!

 

قال حفص بن أبان - وكان عليه الطرب قد بان -: ليتني كنت قريبًا فأُواظبَ على مجلس أبي المعالي، صاحب الآداب والدُّرر الغوالي، فأنهَل مما فيه من الكلم العوالي، ولكني مررتُ بمجلسه بعد ذلك بعام، بناحية الكرخ من دار السلام، وكان في يوم عيد من الأيام، ورأيته يُنشد لنفسه وقد ازداد أمامه جمعُ الأقوام:

العيدُ عيدُ القاطنين بأرضهمْ
يتَّمتعون برؤيةِ الأحبابِ
لا عيدُ مَن حلَّ الأسى بفؤادهمْ
يتحرَّقون بلَوعةِ الأغْرابِ




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة