• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

خدمة العمر

جمال أبو زيد


تاريخ الإضافة: 21/6/2017 ميلادي - 26/9/1438 هجري

الزيارات: 4073

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خدمة العمر


بينما كانتْ نهى مُنهَمِكةً في إعداد الطعام، إذ بهاتفها النقَّال يرِنُّ فجأةً، التَقَطَتْه وردَّتْ قبل أن تتمكَّن مِن رؤية اسم المتَّصل على شاشته الصغيرة:

• ألو..!!

•كيف حالك يا نُهى؟

• من المتكلِّمة؟

• ألم تعرفيني؟ أنا سميعة.

أُسقِط في يدِ نهى، واعتراها الذهول، وجعلت تُحدِّث نفسها: "سميعة، يا للمصيبة!".

 

ثم ردَّت في فتور:

• أهلًا سميعة، ما الأمر؟

• يبدو أن مكالَمتي ضايقَتْك يا صديقتي، أنسيتِ العِشْرة بيننا والصداقة؟

• لم أنسَ يا سميعة، لكنني أخبرتُك أن أحمد طلب منِّي قَطْعَ العَلاقات معك، وأنا لا أريد أنْ أغضبه.

• ليس من حقِّه أن يُحدِّد علاقاتك.

• أليس زوجي؟

• بلى ولكن...، على كلِّ حال أريد منك خدمةً بسيطة يا نهى، وليس لديَّ سواك لأدائها.

• وما هي؟

 

• أُريدك أن تُقلِّيني بسيَّارتِك إلى المطار لاستقبال خاطبي ماهر الذي ستصلُ طائرته في غضون ساعة مِن الآن، وليس لديَّ وسيلةُ نَقْل للوصول إليه.

• وما عَلاقتي بالموضوع؟

 

• لا توجد سيارة واحدة لدى مكتب سيارات الأجرة كي تقلَّني إلى المطار، لقد اتصلتُ بالمكتب وقيل لي: إنه مِن غير المتوقَّع أن تعود أية سيارة قبل أقل مِن أربعين دقيقة من الآن، ولم يبقَ أحدٌ في مقدوره مساعدتي غيرك، أرجوك يا نهى!

• وماذا سأقول لزوجي؟

 

• وكيف سيعرف إن لم تُخبِريه أنت بنفسكِ؟ أنا أعرف أنه يعود مِن عمله في الخامسة، والذَّهاب إلى المطار والعودة منه لن يستغرقَا أكثر من ساعة، والساعة الآن الواحدة وخمس دقائق.

• ولكن، ولكن ليس في مقدوري أن أفعل أيَّ شيء من شأنه إغضاب زوجي.

 

قالت سميعة في توسُّل:

• لا أصدِّق أن نهى صديقة طفولتي ترفض أن تمدَّ لي يدَ العون حين أكون في أَمَسِّ الحاجة إليها، إنها خدمة العمر يا نهى، أرجوك يا عزيزتي!

 

سكتتْ نهى قليلًا، وقد أثار كلام سميعة شفقتها؛ فقالتْ لها متردِّدة:

• حسنًا يا سميعة، سأُقلُّك إلى المطار وسأعود على جناح السرعة، سأكون أمام منزلك في غضون عشر دقائق فتأهَّبي.

• كنتُ على ثقةٍ من أنك لن تخذلي صديقةَ طفولتك سميعة، التي ستظل تحبُّك رغم كل شيء.

 

حين وصلت الاثنتان إلى المطار فتحَتْ سميعة باب السيارة وترجَّلتْ منها في استعجال بعد أن تركتْ حقيبة يدها على المقعد قرب نهى، وهي تقول:

• سأعود خلال خمس دقائق، فمِن المفترَض أن تكونَ طائرته قد هبطَتْ منذ نصف ساعة.

 

قالت لها نهى متوسِّلة:

• أرجوك خذي حقيبتك يا سميعة، فأنا أريد العودة إلى البيت بسرعة، ستجدين الكثير من سيارات الأجرة للعودة.

• خمس دقائق يا نهى، فقط خمس دقائق، أرجوك أكمِلي معروفك.

 

وأسرعَتْ سميعة نحو صالةِ الاستقبال، وفي غضون خمس دقائق فعلًا عادتْ بصحبة رجل، فتحتْ باب السيارة الخلفي له، وقالتْ:

• تفضَّل يا ماهر!

وبعد أن قامت بتقديم ماهر إلى نهى قالت:

• بيتُ ماهر في طريقنا وسنقلُّه معنا.

• لكن...

• دعكِ من وساوسِك يا نهى، هيا انطلقي ولا تضيِّعي الوقت.

 

انطلقتْ نهى بسيارتها وعلامات القلق والارتباك باديةٌ عليها، كانتْ تقود سيارتها بسرعة وكأنها تريد أن تختصرَ الزمن للخروج من المأزِق الذي وجدَتْ نفسها فيه نتيجة طِيبة قلبها.

 

"لم أكنْ أتصوَّر أن هذا الرجل سيركب في سيارتي...، لقد وضعَتْني سميعة في موقفٍ عصيب، لقد كنتُ غبية حين أجَبْتُها لطلبها".

 

كانت نهى طوال الطريق تدعو الله أن يمرَّ الأمر بسلام، وألا يراها أحد ممن يعرفها، أو يعرف زوجها، مع سميعة والرجل الغريب.

 

فجأة سمعتْ رنين هاتفها النقَّال، رَنَت ببصرها إلى شاشته، ثم التفتتْ إلى سميعة وقالتْ في ذُعر وارتباك:

• يا للمصيبة! إنه أحمد!

بَيْدَ أنها قرَّرتْ ألا تردَّ، كرَّر زوجها الاتصال عدة مرات، ولكن دون جدوى.

 

سرعان ما تذكرتْ قولَ زوجها: "هذه المرأة سيئة السمعة وسلوكها مشين، وتلوك الألسنُ أنباءً عن أنها تُرتِّب لقاءات بين رجال ونساء، أريدكِ أن تقطعي عَلاقتك مع سميعة فورًا، وانسي أنها كانتْ صديقتك في يومٍ مِن الأيام، صداقتها عارٌ ولا تناسبنا على الإطلاق"!

 

أحسَّت نهى بدُوارٍ يعصف برأسها، ففقدت السيطرة على سيارتها، وأخفَقَت في كبح جماحها، فاصطَدَمتْ بشاحنة مسرعةٍ ظهَرت على حين غرَّة، نُقل الثلاثة إلى المستشفى، كانتْ حالة نهى هي الأسوأ؛ إذ إنها تعرَّضَتْ لكسورٍ وكدمات.

 

هُرِع زوجُها إلى المستشفى عندما سمع بالحادث، ولكنَّ صدمة كبيرة عصَفَت بكيانه حين علِم أن سميعة ورجلًا غريبًا كانا مع زوجته في سيارتها، استشاط جنونًا، وأخذ يصيح كالثور الهائج وهو واقف على سريرها:

• هذه عقوبةٌ من الله جزاء الخيانة أيتها الغادرة.

 

قالتْ بصوت ضعيف متهدج:

• أحمد، أرجوك لا تُسئِ الظن بي، دعني أشرح لك ما حدث، أرجوك أعطني فرصةً أدافع عن نفسي.

• لا أريد أن أسمع شيئًا؛ فقد رأيتُ ما لا يحتاج إلى شرح، لقد حذَّرتُك مِن قبلُ مِن هذه الفاسدة، ألم أحذِّرك منها؟ تكلَّمي! وماذا كنتِ تفعلين عندما اتصلتُ بك؟ اتصلتُ بك عدة مراتٍ ولم تردِّي! لقد ضربتِ بتحذيري عرضَ الحائط، وبالغتِ في استهانتكِ بي، ولكن الله يُمهِل ولا يُهمِل.

 

بعد أيام تلقَّتْ رسالة الطلاق مِن زوجها، ثم ما لبثت أن تلقَّت رسالة أخرى، ولكن هذه المرة مِن سميعة وماهر يَطْلُبان فيها تعويضًا ماديًّا عن الأضرار التي لَحِقَتْ بهما جرَّاء إهمالِها في القيادة!!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة