• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

أبت

أبت
مروة سعيد علي


تاريخ الإضافة: 1/3/2017 ميلادي - 2/6/1438 هجري

الزيارات: 8124

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أبتِ


كنتُ في العشرين من عمري، وقد أوشكَت أعوام الدراسة الجامعية على الانتهاء، كان حُلمي وأَمَلي أن يكتمل ما بيني وبين مَن سكن قلبي بالزواج بعد التخرُّج، ولكن الرجاء خاب، وتحوَّل أملي إلى ألَمِي؛ فقد ودَّعني وكأننا انتهينا من أعوام الدراسة والحبِّ معًا، فارَقني بعدما رافَقني سنوات.

 

وبتُّ غارقةً في الأحزان، لا أرى أمامي إلا ما كان بيني وبين مَن سكن وجداني من ذكريات، أراه أمامي كلَّما نظرتُ في مرآتي، ولا يسكن في جوفي طعامٌ؛ من شدة ما في قلبي من أوجاع، وطيلة ليلي ونهاري وقلبي لا يكفُّ عن النواح، أما عقلي، فتطيح به أدواتُ التعجب والاستفهام: "لماذا تركني ورحل؟ ولماذا خان عهدي بعدما منحني من قبلُ عهود الوفاء؟".

 

وجاءني أبي وقلبي مكبَّل بالأحزان، أخبَرني بأن هناك مَن يطلبني للزواج، واسترسَل في الحوار، قال عنه ما لم يَزِدْ من آلامي؛ لأنها كانت فوق الاحتمال، فهو رجل أشيب يكبُرُني بعشرات السنوات، أرملُ وله أبناء، لكنه ثريٌّ يملك المال الذي فرَّق بيني وبين رفيق قلبي، أو ربما لا؛ فقلبي يحاول اختلاق الأعذار له ليواسيَني، فقد ودَّعني بلا أسباب.

 

وظل أبي يُزيِّن لي هذه الزيجة، وهو لا يعرف أنني لم أكن حينها أفرِّق بين شاب وكهل، فكلاهما كانا عندي سيَّينِ، ولكن شتان بين عبق الشباب وشيب الزمان.

 

وتزوجته وأنا لا أعرف ما ينتظرني من المزيد والمزيد من الأحزان، فما إن تزوَّجنا حتى تفرَّقنا في كل شيء؛ بَدْءًا من نوع الطعام، حتى ساعات النوم، وفي كل مرة يحتدُّ بيننا الخلافُ يُذكرني أنه لم يُخفِ عني من أمرِه شيئًا، وبأنني كنتُ على علم باختلاف الأجيال، ثم يراوغني كلما يئست وطلبت منه الطلاق، وكأنه لا يرى في طلبي هذا هدرًا للكبرياء.

 

وبات الندم يشتدُّ بي - كلما نظرت في مرآتي، ورأيت سنوات عمري تتطاير من أمامي - لعدم الزواج من شابٍّ يقاربني في الأعوام، فلربما وجدتُ حينها السلوى.

 

وزادت همومي بازدياد سنوات زواجي، وصرت ألوم أبي في طيَّات نفسي، فكلما تذكَّرت ما قاله عن السنوات القليلة ثم الميراث، يزداد غضبي، فالسنوات صارت عشرات.

 

لماذا يا أبتِ لم تحذِّرني، وقد عرفتَ عن الدنيا ما لم أعرفه؟

لماذا شجَّعتني على أن أخطوَ نحو الهلاك؟

لماذا يا أبتِ وَأَدْتَ شبابي مع رجلٍ تحكي تجاعيدُ وجهه ما بيني وبينه من مسافات؟

 

وبعد سنوات وسنوات مات زوجي، وورِثتُ منه المال، وورثت معه الشيبَ الذي هاجمني دون سابق إنذار، وما عاد لي من رادعٍ يمنعني من لومك يا أبتِ غير أنك أبي!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة