• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

أب لا يتكرر

عادل عبدالله أحمد محمد الفقيه


تاريخ الإضافة: 21/12/2016 ميلادي - 21/3/1438 هجري

الزيارات: 3752

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أب لا يتكرر

 

تعجز الجُمل والمفردات أن يلمعنَ بشكره وعرفانه، وتتعثَّر الأقلام أن تُسطِّر حبه وامتنانه، وينفدُ الحبر قبل إكمال وصفه وكرمه، وتغمر الصحف حين تُظهِر عظمتَه وقيمته، ويقف الفؤاد عاجزًا لا يفي بخدمته وطاعته، كل هذا لرجلٍ خرجتَ من صلبه فصرتَ بضعًا منه، اختاره لك الربُّ ليكون لك الوالد، فهو المسؤول والمكلَّف عن تربيتك ورعايتك، فهو ساعدك الأيمن وقت الحاجة، وركنك الأمتن عند الشدائد، تُهرَع إليه وقت المضائق، وتلجأ اليه عند العوائق، فهو الحامي لك بعد الله؛ ليصد عنك الكربات، والعين الراعية ليجلب المسرات، والأذن المُصغية لتسمع منك المنادات، واليد الضاربة لتدفع البلايا والأذيَّات، تحلو الحياة بوجودِه رغم مرِّها، وتكتسي الصحارى اليائسة سعادةً رغم جَدْبِها.

 

ويهبُّ النسيم العليلُ رغم لهيب الرمضاء وجفاف الرياح.

 

والدُك نعمة مهداة، ورحمة معطاة، وسعادة دائمة، وفرحة باقية.

 

"جاء القرآن" ليوصيَك بطاعته، ويعاهدك بالإحسان إليه، أوصاك بلطيف الكلام، وحسن الختام، والرعاية والاهتمام، والإجلال والاحترام، تبذل مالك من أجله، وتهدر وقتك لقضاء منافعه ونفعه.

 

• بطاعتك وخضوعك وتذللك بين يديه يصلح الله ذريتك، فيسيرون سيرك، ويحذون حذوك، وينهجون نهجك، إنها سُنة كونية وقدرٌ محتوم، يكتبه رب العالمين.

 

قال تعالى: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأحقاف: 15].

 

• أوصى به الحديثُ، فسانَدَه وأيَّده ونَصَره، فحثك على مصاحبته من غير تذمُّر، ومجالسته من غير تضجر، ومشاورته من غير حكر في رأيك.

 

وحبَّب مشيك خلفه؛ تقديرًا له واحترامًا، وزَجَر تطاولك عليه، فلا ترفع فوقه صوتًا، ولا تعبس أمامه وجهًا.

 

• تنبَّهْ لزلةِ لسان مجرحة، ورمية عين ثاقبة، ولَمْسة يدٍ عاتبة، فهن خفيفات في نظرك، مهلكات في نظره، فهو صاحب أحاسيس ومشاعر.

 

• عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: أقبل رجل إلى رسول الله، فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله، قال: ((هل لك من والديك أحدٌ حي؟))، قال: نعم، بل كلاهما، قال: ((فتبتغي الأجر مِن الله تعالى؟))، قال: نعم، قال: ((فارجع إلى والديك، فأحسن صحبتيهما)).

 

• وخُير على الزوج الصاحب، ولو كان حبه كالغيث الساكب.

 

• وحث الشعراء والأدباء والحكماء على حبه وتقديره، والخضوع بين يديه، فمن يكفر بحقه كفر بحق ربه! فما يعصيه إلا فاسق، ولا يعقُّه إلا جاحد.

 

دعوته أولَى من خلٍّ مطيع، وطفلٍ رضيع، وأخ فزيع، وصديق قطيع.

 

حضوره نعمة، وغيابه ظلمة، كلامه جُنة، وصمته نقمة.

 

• ما أنت إلا بذرة، ألقاها يومًا في رحم أمك، كنت نطفة مَذِرَة، ثم علقة ملتصِقة حتى إذا بلغت أشُدَّك، وقوي عودك، واشتدَّ ساعدك، أنكرت الجميل!

 

• أنت فرع ثابت ينمو ويترعرع، لأصل ذابلٍ منهك، دقه الزمن وطحنه الدهر، فإن سقيته بالحب وأطعمته بالعطف، واعتنيت به بالود، أشرق أمله، وغرب يأسه، وتهلَّلت دنياه، وتبسَّمت لياليه، حينها يسطعُ النور في جبينه، ويلمع الفرح في وجهه، وتبدو البهجة في حركاته وسكناته، تتراقص شفتاه حمدًا لله، وتتمايل أنامله شكرًا لمولاه.

 

وإن أخذ الزمن منه مأخذَه، ونكس الله خلقه، ظل كالطفل؛ صغير العقل، كثير المشاكسات، يشتُمُ هذا، ويضرب ذاك، يصاحب السرير، ويعانق الفراش، فاحدودب ظهره، وعثرت قدماه، وخارت قواه.

 

هنالك يبدأ امتحانك واختبارك لتُعرَف وقت المحنة والشدة؛ أأنت من المجتهدين والمثابرين والصابرين في طاعته؟ فإذا نجحت وفزتَ في تحمُّلك كما يبغي ويطلب، نلت شهادة الفوز والفلاح، وكانت جائزتك جنةً عرضُها السموات والأرض، وإن أهملتَ ولم تصبِرْ على ما ابتلاك الله واختبرك، وصرت لا تطيقه وتتمنَّى زواله، خبت وخسرت، وندمت يوم لا ينفع الندم ولا تغني الحسرات.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة