• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

ساكنة القوقعة

ساكنة القوقعة
د. أسعد بن أحمد السعود


تاريخ الإضافة: 6/11/2016 ميلادي - 5/2/1438 هجري

الزيارات: 3879

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ساكنة القوقعة

(قصة قصيرة)

 

في يوم لا أدري ما اسمه، ولا ما زمنه من بين الأزمنة؟ وصلت إليّ ذبذبات غير مألوفة، ثم تبعتها موجات صغيرة متتابعة، تبعها جيشانِ وأصواتٌ صاخبة مخيفة من أعماق البحر، ثم جاءت موجات عنيفة وراء موجات مستنكرة غاضبة، دفانتزعتني واحدة منها، وقذفتني على شاطئ برٍّ رمليٍّ ذهبيِّ اللون!

 

تسلّطت عليَّ حرارة شمس لطيفة، كنت أسمع عنها حكايات عجيبة وما كنت أصدقها! شعرت بدفء يتغلغل في جسمي، وقد بعث في نفسي الأمان، تذكَّرت قاع البحر العميق المظلم، كنت ساكنة قوقعتي المتواضعة هناك، منسية منذ عشرات السنين، عانيتُ من أشياءَ وأشياءَ لا تُحصى ولا تُعدُّ، والآن هنا أرى بيوتًا متناثرة، وأناسًا يروحون ويغدون، وللحظة تمنَّيت أن أكون واحدة منهم، تذكَّرت من تلك الحكايات، أن هؤلاء الناسَ يجمعون بيوتنا الصغيرة بعد أن نموتَ فيسحقونها، وربما يكون بعضنا لا يزال داخلها على قيد الحياة، فيلقى حتفه رغمًا عنه، ولست أدري ربما لا يعلمون عن ذلك شيئًا، وبعض هؤلاء الناس يجمعوننا، ويصنعون منا أشكالاً تثير البهجة فيهم، فيفرحون بها!

 

أتذكَّر أني كنت أتململ من بيتي، وبالرغم من صغر حجمه، فإنه قويُّ البنيان لا يتحطَّم بسهولة، يقف حاجزًا أمام من تسوِّل له حيلته بأكلنا، من جيراننا سكان هذا البحر المليء بالأعاجيب! أضف إلى أنه كان يتمتع بألوان زاهية، تَزِينُ مظهره الخارجي، بألوان المكان الذي نوجد فيه ذاتِها، فلا يرانا المتطفِّلون الجشعون!

 

ولست أدري، وأتذكَّر أيضًا كانت لديَّ أمنية بالخروج من القاع المظلم، وقد تحقَّقت وخرجتُ مجبرة إلى هذا المكان الجديد الغريب! لم أتوقع أنه مضيء جميل بهذا الشكل! سأعطي نفسي فرصة، وسأمتِّع ناظريَّ بهذه الأشياء الغريبة، ريثما أجد وسيلة أو طريقًا لمكان يكون فيه مضرب بيتي الجديد!

 

وبينما كنت غارقةً بحوار غير حاسم مع نفسي، سمعت من فوقي صوتًا، يهمس همسًا رقيقًا لآخَرَ بجانبه، ويقول له: هلمَّ نلتقط صورة.. كانت امرأة شابَّةً، تضاهي الرمل في لونه، تحمل شيئًا غريبًا بيدها، كان الرجل معها أشيبَ الشعر؛ لعله يكون والدَها، وربما يكون جدَّها، وربما لا يكون هذا ولا ذاك!

 

رجعت إلى ذاكرتي لمّا كنت في قاع البحر المظلم، كنت أسمع عن حكايات، وحالات، ربما هي هذه التي أراها أمامي الآن، وللحظة انحنت المرأة الشابة نحوي، ولمّا اقتربت عيناها مني، ظننت أن البحر عاد ليرجعني إلى جوفه؛ للتشابه الكبير في لونهما، التقطتني بأصابعها، ثم وضعتني في راحة كفِّها، شعرت كأني على فراش وثير، ولم أصدق نفسي، وهي تنظر بعينيها الوسنيَينِ، وتقول للرجل بجانبها:

سأجعل هذه القوقعة في قلادة، وأضعها على صدري ذكرى لـ (......)!

 

لم أتمكَّن من سماع ما قالته؛ لأنها عجلت ووضعتني في مكان آخر أكثر دفئًا؛ ولكنه عاد وحجب عني الضوء مرة أخرى، شعرت باهتزازات كثيرة أعادتني إلى ذكريات مكاني الذي سئمت منه، وضربات تزداد عنفوانًا، أصمّت مسامعي، صرختُ بأعلى صوتي؛ لكنها لم تُعرني أي اهتمام؛ ربما لأنها لم تفهم لغتي، أو لربما لاهتمامها بالرجل الذي لا زالت تحادثه.. ارتفعت الحرارة من حولي، وبدأ الهواء ينقطع عني ويقلُّ، زاد يقيني بأنني أساق إلى إحدى تلك النهايات التي يريدونها، لا إلى التي أحلم بها وتليق بي!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة