• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

اختناق الحب بالحب

اختناق الحب بالحب
مأمون أحمد زيدان


تاريخ الإضافة: 6/11/2016 ميلادي - 5/2/1438 هجري

الزيارات: 10168

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اختناق الحب بالحب


شُدِّي يديكِ

على شفاه الأرض

افتحي ذاكرة الأرض للريح

خبِّئيها بين أقراص زعتر بري

يَسيل زيتًا وشهدًا

ينثر الشغف خيوطًا من شمس

لا تغيب

التقطي الندى

على جناح فراشة

تهاجر نحو نهايتها

هُنَيْهَتين

تساويان شهيقًا وزفيرًا

 

♦ ♦ ♦ ♦


افترشي الوطن

من قمته

المصطدمة بالغيم

بالسحاب

بالضباب

كوِّنيه تكوينًا

كي يكوِّنَكِ

تكوينَ جنين

في عمق جنين

قلب محارة مجهولة

شاردة

من حكم المعلوم

 

♦ ♦ ♦ ♦


أنتِ يا أماه

هو

الوطن

الوطن

هو أنتِ

بلونه وشمسه وكُرُومِه

هو أنتِ

بلونك ورائحتك

روائح أثوابك المعتقة

رائحة عرقكِ المسنونة

من رغيف يُشوى على حطب

برتقالة مهاجرة

ليمونة شاردة

توت مصفًّى من الشمس والندى

زنزلخت يرسم الظلال

آمادًا، شموسًا، كائنات

تتشكل وتتحول، تشع وتظلم

مثل جمرة لفحها الوهج

فأعلنت غضبها

 

♦ ♦ ♦ ♦


دعينا ها هنا

نحاول

أن نكتب أسماء مَن سبقوا

مَن ذهبوا

عبر الريح والإعصار ودرب تقود

كما الموت

نحو الأبد

ننبش طواحين الليل والهواء عن أنفاس

من وجدوا

من رحم الليل

من خرجوا

من مشيمات الزيتون واللوز والذهب

ترى

مَن مر قبل اليوم فوق الطريق؟

ومَن خطا قبل الليل في وهج الحريق؟

ومَن كان قبل النوم يغسل الآفاق بالرحيق؟

أكنت أنت

قبل ميلاد الغريق؟

تحملين زرقة الفضا وتلوحين للعابرين؟

أم كان نور آهات ولوعات وانتظار وشهيق؟

الزيتون يا أمي

سيد الأشجار والتكوين

زحف نحو انبثاقات التجلي

منه تتدفق الحور

بلهفة الانتظار

انتظار الرحيل قبل الانتظار

ومنه

يخرج شهد الصحارى

ندى اللفح والشمس

ومنه

- إن لم تعلمي -

نقرأ روعة الأسحار

فيه من غامض المرئي

شيءٌ خفي

يدفع نحو التين قليلًا

وقليلًا نحو السدر

وقليلًا نحو الأقمار

فيه نقطة التكوين

ميلاد النخيل

حبل الغامض السري

جذر عرف الديك والْهالوك والقُبار[1]

عطر اللوز والرمان

فوح الأرض حين يبللها الندى

لون التراب

رائحة الظل والطل والصبار

 

♦ ♦ ♦ ♦


للزيتون عَلاقة

الهمس مع الكواكب

اتصال بين الأكوان

بين البحار وقوارب غاصت

أنكرها الوقت وعراها النسيان

بين المفردات والاستعارات

كم أحببنا، كم عشقنا

الزمن المخبأ في جذوعها

كخلايا نحلٍ لا تمل البقاء

وكم وقفنا

نقرأ التاريخ من غصن تدلى

من نقطة زيت

أضاءت العتمة

كم كنا

نحب لون الغبار

حين يغسله الرذاذ

عن أوراق زيتونة حُبلى

نشوى، ثَملى

برقة نسيمات

بلوط وحور وسنديان

 

♦ ♦ ♦ ♦


نحن كنا

ننحني

ندقق في وجه رفيق وصديق

لم نجزم أبدًا

بالتقاء الموت والحياة على حد شعرة

ولا أقمنا للأمواج أعراسًا وفرحة

كم دخلنا الموج من بين أسرابِ وهمٍ وضياع

كزاجلٍ يشق رغم البعدِ طريقَه

أنشودة ثكلى

وأغنية يتيمة

وقصيدة عرجاء تحمل أنفاس مَن ذهبوا

عذرًا

تظن أنها تحمل أنفاس من ذهبوا

 

♦ ♦ ♦ ♦


لماذا تنكرنا الذاكرة

وينكرنا النسيان؟

كأننا مجهول الصدى

ومعلوم السراب

نتفيأ في ظل وابل من مطر يابس محروق

ننشر أحلامنا على صبار حزين

ننمو

نكبَر

ننضج

في صوت الرعد المزدحم بالضجيج

في خيط برق مخنوق ومشلول

لماذا تكبَر الأرض فينا؟

حتى تُصبح برتقالة

أو ليمونة

أو زهرة نرجس

حبة خردل أو عَدْس

في جبل

يخبئ حيفا

على قرن غزالة

لوحها الانتظار

 

♦ ♦ ♦ ♦


تعالي الآن

نصهل مع الريح

نصلصل مثل رماح وسيوف

نحمل التراب بأفواهنا

بأنوفنا

ونركض نحو الوادي

نبلل النور والضياء

نغسله بعرَقنا

بتأوهاتنا المكلومة

ونحدد مسار الليل

تمامًا

كبُلبل يحن للتوق والوجع

ككنار يرتل أنشودة الرثاء

وسلحفاة تمسك أذيال الكون

وناصية الوجود

 

♦ ♦ ♦ ♦


هنا أقف الآن

بين زقاق يفضي إلى زقاق

وياسَمين يركض نحو ياسَمين

أراني

وأنا أفتح عيون السماء

نحو طفولة مشرَّدة

وأمومة مبحوحة مخنوقة

كم أحببت لون عينيك

وأنت تبحثين عن شيء

ولا شيء

كم أحببت لون بشرتك

حين تلتفُّ فوق جدائلك

مثل هجرة الموت نحو الحياة

ومثل ميلاد البقاء من الخلود

كم أحببت المطر

الريح والبرق

والسفر

روائح الجوري

زهر الليمون

كم أحببتك وأحببتك

حتى اختَنَق الحب بالحب

وانتشى الحب بالحب

كم كنتِ سيدة

الأوقات والساعات

وكم كنت

أنت أنت

حين كانت تفر الذكريات

من سِفر يمامة

أو هزيع مركب من التناقضات

 

♦ ♦ ♦ ♦


أحببتُكِ أنتِ

لأنكِ أنتِ

أنتِ فقط

فقط أنتِ

سقف الحياة

سقف الفلسفة

سقف الفكر

سقف الحق

أسقف الأوطان

بداية الحرية

كينونتها

استمراريتها

التي تخرج للشمس

من رموشك

من سطح جَفْنَيك

وحبة عرَقٍ تتلألأ

فيتلألأ الوجود.

 



[1] الهالوك، والقبار، وعرف الديك: أزهار برية تنبت في فلسطين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة