• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

العدوان على الأدب العربي (3)

د. محمد بن لطفي الصباغ


تاريخ الإضافة: 5/11/2016 ميلادي - 4/2/1438 هجري

الزيارات: 3773

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العدوان على الأدب العربي (3)


ما زلت أتحدَّث عن عُدْوَان "لويس شيخو" على الأدب العربي[1]، وقد رأينا عُدْوَانه على المختارات التي وضعها في كتابه "مجالي الأدب"؛ وذلك عندما أَوْرَد قصيدة البُحْتُري الرائية الرائعة في الجزء الخامس منه، فحرَّف فيها ما حرَّف [2]، ورَأَينا عُدْوَانه على ديوان أبي العَتَاهِيَة، وكذلك عبثه الذي حرَّف فيه نصوصَ كتابِ "فقه اللغة" للثعالبي، وقد سجَّلتُ هذا في كتابي: "المكتبة العربية"، الذي ما يزال مخطوطًا.

 

وسأتحدَّث في هذه الحلقة عن عُدْوَانه على الأدب العربي في القرن التاسع عشر، والرُّبع الأوَّل من القرن العشرين، وعنوان الكتاب كما يلي:

• "الآداب العربية في القرن التاسع عشر"، للأب "لويس شيخو" اليسوعي - مدير مجلة المشرق، الجزء الأول من سنة 1800 إلى سنة 1870 - ويقع في 140 ص - الطبعة الثانية 1924.

والجزء الثاني من السنة 1870 إلى سنة 1900 - ويقع في 192 ص - الطبعة الثانية 1926.

• "تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين"، ظهر تباعًا في مجلة المشرق - ثم طبع في 1926، ويقع في 208 صفحة.

إن هذا الكتاب بقسميه يعطي صورةً مشوَّهة، بعيدةً كلَّ البعد عن واقع هذا العصر، وقد أسَفَّ مؤلِّفُه عندما صوَّر هذا العصرَ بأنه العصرُ الذي نهض به النصارى بالأدب وباللغة، وانتقَص المسلمين.

وترجَم لعددٍ من القساوسة في بلاد الشام، وحاوَل أن يُضفِي عليهم صفةَ تمثيل هذا العصر، وهي فِرْيَةٌ كبيرة.

لقد زعم أن الأدبَ في هذه الحقبة كان أدبًا نصرانيًّا، وأن الأدبَ والعربية إنما قاما على جهودِ رجال الكنيسة، وقرَّر - زورًا وبهتانًا - أن المسلمين رَضُوا أن يكونوا مقصِّرين بحق لغةِ قرآنِهم، وإنني أَخشَى إن لم يُرَدَّ عليه أن يتأثَّر به مَن يقرؤه، ويَستَسلِم لطغيانِ أعدائنا الفكري والسياسي؛ لأن المؤلِّف كان - في ثنايا الكتاب - يَمدَح الأوربيين، ويُبَالِغ في ذكر مزاياهم، يريد أن يُمَهِّد لقَبول الانحراف عن الإسلام.

كان ذلك بمكر مركَّز، وبصورة غيرِ مباشرة، والمؤلِم في الموضوع أنني لا أعلمُ كتابًا ألِّف بهذا العُنْوَان يصحِّح الأغلاطَ الفادحة التي أوردها.

••••


لما رأيتُ هذا العُدْوَان الأثيم على لغتنا وأدبنا وديننا، زرتُ الأستاذ الكبير الفاضل الشيخ "ناجي الطنطاوي"، الذي كان مستشارًا في إحدى الوَزَارات في الرياض، وذكرتُ له هذا العُدْوَانَ، وعرضتُ عليه نماذجَ مما ورد في هذا الكتاب، واقترحتُ عليه أن يكون لقاء للإخوان أهلِ العلمِ وأصحاب الغَيْرَة من المختصِّين، فوافق ودعا نخبةً من أهل الفضل إلى بيته لبحث هذا الموضوع، وقد حضر كلٌّ من السادة: الشيخ عبدالرحمن الباني، وسعيد الطنطاوي، وعبدالرحمن الباشا، وعبدالقدوس أبو صالح، وعبدالكريم عثمان، ومحمد بن لطفي الصبَّاغ.

 

وقد كتب الأستاذ الباني - بخطه الجميل - خلاصةَ ما جرى في هذه الجلسة، وسأُورِدُه في آخرِ هذه الكلمة، وقد كانت هذه الجلسة في سنة 1385 أو 1386، وكان رأيي الذي عرضته في تلك الجلسة ما يأتي:

1- أرى أنه من الواجبِ على القادرين أن يُعِدُّوا كتابًا في تاريخ الأدب العربي في هذه الحقبة.

2- وأرى أن يكونَ عُنْوَانه مطابقًا لعنوان ذاك الكتاب الخبيث؛ حتى يكون في المكتبة العربية مجاورًا له؛ ليَكشِفَ زَيْفَ ذاك الكتاب، ويُبطِل كيدَه.

3- أن يُتَرجم فيه لشعراءِ هذه الحقبة - وهم كثيرون - وغالبُهم من علماء اللغة بفروعها، ومن علماء الشريعة، وأن يُختَار شيءٌ من شعرهم ونثرهم.

4- وينبغي أن يكونَ الكتاب شاملاً لكل أدباء بلاد العرب: من الشام، ومِصْر، والعراق والحجاز، ونَجْد، واليمن، والبَحْرَين، وليبيا، وتونس، والجزائر، والمغرب، وموريتانيا.

5- وأرى أن يوزَّع العمل في هذا الكتاب بين باحثينَ؛ لأن الموضوعَ واسعٌ، ويحتاج إلى: همة، وعلم، وصبر، ودأب.

6- وليكن هذا العمل هادئًا وموضوعيًّا، ومخدومًا خدمة منهجية، ومدعمًا بالوثائق.

وقد تفضَّل الأساتذة المشاركون بإبداءِ آرائهم، وقد سجَّل الأستاذ عبدالرحمن الباني آراءهم، وسنذكرُها في الحلقة الآتية.

والحمد لله رب العالمين.



[1] كنتُ نشرتُ خاطرة عن "لويس شيخو"، عنوانُها: "لويس شيخو شخصية خبيثة"، دعوتُ فيها القادرينَ إلى الردِّ على إساءاته الكثيرة، وتحريفاته الخطيرة، وكشفِ تزييفه للحقائق، وإنها لمسؤولية.

[2] كنتُ اشتركت مع صديقي الأستاذ الدكتور "عبدالرحمن الباشا" الذي كان يقدم برنامجًا أسبوعيًّا في إذاعة الرياض عنوانُه: "بيت من الشعر"، وكانت الحلقة عن البحتري، وقد اشتركت معه في كشف حقيقة هذا العُدْوَان، الذي يقوم به لويس هذا - عليه من الله ما يستحق.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة