• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

كنت عفريتا!

كنت عفريتا!
إبراهيم حافظ غريب


تاريخ الإضافة: 4/10/2016 ميلادي - 2/1/1438 هجري

الزيارات: 3789

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قصة قصيرة بعنوان

كنت عفريتًا!

 

مكة المكرمة

حدَث ذلك ونحن في الطَّريق إلى منزله بأعلى جبَل من الجبال التي استوطنها الروهنجيون بمكَّة منذ عشرات السنين، قال لي بشكل غريب:

• كنتُ في صغري عفريتًا صغيرًا، لم أكن أتوانى عن النَّبش في هذا الجبل، واللعب ببقايا عِظام بشرية لأطفال مجهولين مدفونين بطريقة سرِّيَّة.

 

أخذ نفَسًا عميقًا وهو يتأمَّل الجبل قبل أن يُكمل:

• جاءتني في منامي ذات مرَّة عفريتةٌ مخيفة، طويلة الشَّعر، تهدِّدني بالويل إن عدتُ مجددًا إلى اللعب بالعظام في الجبل!

 

وحين دخلنا بيتَه بعد اختِراق الجبل بطُرق ومسارات ملتوية صعودًا وهبوطًا، قال لاهثًا:

• حلم حياتي أن أكون قائدَ كتيبة تشارِك في الكِفاح المسلَّح ضد العدو البوذي في ميانمار، كل ما أقرؤه من كتب، وأطَّلع عليه من معارف، وأتزوَّد به من خبرات ومهارات، وأنصرف إليه من اهتمامات - كلُّ أولئك مكرس لهدفي الأوحدِ في النهاية؛ تحرير (أراكان) من أيدي الاحتلال!

 

قلتُ في نفسي بفرح:

• يَملِك رؤية واضحة، وهدفًا محددًا.

ثمَّ أكمل:

• تأثرتُ في ذلك بأمِّي؛ ربَّتنا منذ الصغر على هذا الهدف، جعلَتْه نصب أعيننا، غرسَتْه بقوَّة في وعينا..

قلتُ في نفسي بترح:

• كم من الأمَّهات الروهنجيات يحملنَ في أنفسهنَّ همَّ البلاد المغتصبة، فضلَّا عن أن يربِّين أبناءهن على النِّضال والكِفاح وروح المقاومة الشريفة! ليت الأم الروهنجية تستلهم هذه المعاني النَّبيلة من روح الأمِّ الفلسطينية الغضبى!

 

• سيد القوم خادمهم!

بهذا ردَّ عليَّ والده حين قلتُ له متحرجًا بعد الفراغ من تناول العشاء:

• يخجلني أن تقوم بنفسك بحمل أواني الطعام، أبا فلان.

فأخذ يكرِّر:

• سيد القوم خادمهم!

 

هو زميل ناشط في القضيَّة الروهنجية، يملك خبرةً لا بأس بها في التعامل مع الإعلام الجديد، وما يسمَّى بمواقع التواصل الاجتماعي؛ خصوصًا (الفيس بوك)، وبالأخص (تويتر).

 

يستطيع من خلاله وعبر جيش من المغردين والمتابعين بعد توفيق الله أن يُحدث فيه ضجَّةً مثيرة خلال الحملات الإعلامية التي يُطلِقها المركز الإعلامي نصرة لقضية الروهنجيا.

 

وربما نجَح في بعض المرَّات في إيصال الوسم المغرد به إلى ما يسمَّى بالترند العالمي عبر جهود جماعيَّة وتكاتف نضالي يقوده شابٌّ مناضِل يكاد يتفجَّر حماسة وتضحية لإخوته المسلمين من بني جلدته في الموطن الأصلي (أراكان).

 

كنتُ في طريقي إلى منزلي عائدًا من اجتماع منعقد في بيت زميل ثالث حين استصحبتُه في السيارة وأردتُ إيصاله إلى منزله، فما تردَّد أن يدعوني إلى "عزبته"، وما ترددتُ أنا في قَبول دعوته.

 

زملاء النِّضال والكِفاح لأجل قضيَّة أو مهمة أو مسألة كبيرة يَشعرون بحاجتهم الدَّائمة إلى تبادل الآراء والخبرات، ومطارحة الأفكار، ومواصلة النِّقاشات حول قضيتهم أو مهمَّتهم، خصوصًا في أوقات الأزمات والمنعطفات.

 

اللافت للنَّظر أنَّ اهتمام الزميل بقضية الروهنجيا قاده إلى قراءة كُتب في السياسات الدوليَّة والتخطيط الإستراتيجي؛ وقاده ذلك إلى وضع اجتهادات ورتوش أوليَّة على طريق التخطيط الموسع لمواجهة العدو البوذي في (ميانمار) فكريًّا وسياسيًّا وميدانيًّا.

 

سألتُه باهتمام:

• لماذا لا تتعلَّم اللغة البورمية؟

• ذلك في البال مع اللغة الإنجليزية طبعًا.

 

خرجتُ من عنده بعد مُنتصف الليل وأنا أتخيَّله قائد كتيبة مستقبليَّة تقاوم الاحتلالَ البوذي، وهي تضمُّ بين صفوفها - إلى جانب المناضلين الروهنجيين - مناضلين فلسطينيين وأحوازيين!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة