• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

أفراح (قصة قصيرة)

أفراح (قصة قصيرة)
أحمد بلقاسم


تاريخ الإضافة: 5/9/2016 ميلادي - 2/12/1437 هجري

الزيارات: 4653

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أفراح

 

توقفتُ عن السير برهةً من الزمن، أخذتُ ملءَ رئتي شحنةً من الأكسجين، وعيناي على اللافتة الإشهارية "صالون أفراح"، أحسستُ بتقاسيم وجهي الجافة تَستعيد طراوتها شيئًا فشيئًا، ما كاد ثغري يفتر عن ابتِسامة مجهولة الهُويَّة، حتى سمعته يَهمس في أذني معاتبًا:

• بهذه السهولة توَدُّ التخلُّص مني؟

• مجرَّد خاطرة خطرت ببالي.

• إمعانك النظر فيها بهذا الشكل يَشي بذلك.

 

• إمعاني النظر في من؟

• فيها هي.

• في مَن؟

• لا تُحاول استغفالي، إنها فتَنتْكَ فُتونًا يا خليلي.

 

• يا هذا، أَفصِح؛ عمن تتحدث؟

• لا تُحاول خداعي، وقل لي: من أين لتقاسيم وجهك بهذا الصفاء والإشراق؟

• قلتُ لك: مجرَّد خاطرة خطرت ببالي وكفى!

• وماذا عن الابتسامة التي تلألأت في ثغرك؟

• مجرد حركة عابرة، حدثٌ عارض لا أقل ولا أكثر.

• عهدتك وفيًّا مخلصًا لي طيلة حياتنا، فكيف تفكِّر في قطع حبل وصالنا بعد هذا العمر المديد من عشرتنا، نظرة واحدة منك إليها فاستأثرَتْ بلُبِّك، وكانت كافية لتدُكَّ صرح الأربعين سنة من الأُلفة!

 

• لم تقل بَعدُ، من هذه الفاتنة التي تزعم أنها استحوذت على لبِّي؟

• عندما تُشيح بوجهك عنها وتلتفت إليَّ، أقول لك من تكون.

• هأنا قد فعلت.

• أفراح!

 

• أفراح! عن أية أفراح تتكلَّم يا هذا؟

• ألا يعود الفضل لها في افترار ثغرك عن أسنانه، واكتساحِ مسحة واسعة من الابتهاج محياك؟

• دعني مِن الألغاز، قل لي: ماذا تقصد دون مواربة؟

• بل قل لي أنت: لمَ تَنوي هجراني؟ هل أصبحت كلًّا عليكَ يا رفيق دربي؟!

• أنا ما زلتُ على مودتي بك يا توءم روحي!

• هل أنت صادق فيما تقول؟

• صادق كل الصِّدق.

 

• هل فعلًا لم تُصبك أفراح بسهم من سهام الودِّ الدفين؟!

• عمن تتكلم؟

• أفراح هذه - وهو يشير إلى لوحة الصالون الإشهارية التي كُتب عليها بخط أنيق "صالون أفراح" - أليست هي التي استوقفتْك، ورشقْتَها بنظرة عميقة تمزَّقت لها نياط فؤادي خشية أن تَستبدلني بها؟!

• يا لك من غيور!

• طمئني يا عزيزي.

• اطمئنَّ يا توءم رُوحي، يا حُزني العميق!

• صحيح؟

وقد تهلَّل وجهه الكئيب.

 

• أنى لي أن أتخلى عنكَ، وشهاداتي الجامعية التهمتْها نيران اليأس، والأمل اغتاله الانتظار؟!

نَمْ قريرَ العين يا حُزني العتيق، نم إلى جوار إخفاقي، لا تَستفِق.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة