• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

قصة مبتلى

فاطمة عبدالمقصود


تاريخ الإضافة: 31/8/2016 ميلادي - 27/11/1437 هجري

الزيارات: 5049

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قصة مبتلى

 

كان ذلك في زمن الفتنة والابتلاء الشديد، أدرَكَ أنه لن يكون قادرًا على استكمال هذا الطريقِ الذي فرَشُوه بالأشواك وألغام الموت، لم يكن وحده الذي خرج يُعالج جراحاتِ نفسه واهتزازات روحه، كان هؤلاء الخارجون من رَحِم الموت كأولئك الغرقى الذين رمتْ بهم قواربُ الإنقاذ إلى شاطئ الحياة وهم ما زالوا في ارتعاشاتهم يَلتمِسون الدفء ويَطلُبون الأمان.

 

كانوا كمَن أُخذ على غِرَّةٍ فأذهله المصير، حتى أفاق وتأكَّد أنه لم يكن في كابوس مريع، بل واقع يَعيشه بكل ظُلْمتِه وسواده، ثم حين أفاق على الشاطئ نظر وراءه وتذكَّر التجرِبة المَريرة، فعزم ألا يُبادر إلى مقدِّماتها من جديد، وألا يزجَّ بنفسه في هذا الصراع الذي كاد أن يُفقده عمره وعيشه المنتظَر.

 

مضى في حياته يضع لبنة إلى جوار أخرى حتى يظفر بحياة هادئة راضية، لكن مَن قال: إنَّ تلك هي صفة هذه الدنيا؟ أليستْ سجنَ المؤمن؟ فلتتهيَّأ للابتلاء إذًا وأنت مَن تختار.

 

هكذا مضى صاحبنا بعد أن ظنَّ أنه بمنأى عن القوم الأشرار يَبحث عما يَفقده من سعادة القلب وراحة الفؤاد، عن البيت والزوجة والهناءة، كان كدرًا ما يَشوب ذلك السكن.

 

تلك المُنغِّصات كانت تَجذبه بعيدًا عن واحة الرضا التي كان يتوق إليها، حتى كان الأمر الذي لم يدْرِ كيف أتى وكيف بدأ الطريق إليه.

بحث عمَّن تَمنحه ما فقَد، فأتتْ لتأخذه بعيدًا بعيدًا عن كل معاني السعادة والرضا.

 

وابتدأ في حياته فصل جديد، أمَّل أن يكون فصلًا حانيًا لا يَسلبه أكثر مما سُلب منه، لكنه كان بداية النزف، بداية طريق لا يَبدو أنه سيَنتهي أبدًا؛ فدروبُه رمال تَسيح به فلا يكاد يتبيَّن أين هو، وهل سيُغادر صحراء التِّيهِ يومًا أم سيغوص في داخلها كأن لم يكن؟!

 

إنها أقدار الله تجري على العباد، ولكنك بخطراتك وأفكارك تنقاد إليها، إنها نفسك وما تتوق إليه، أي الدروب ستختار؟ وأيها ستَنحاز إليه؟ الخطر لا ينفكُّ عن أيٍّ منها، وستجوز على إحداها لا بدَّ.

 

اصدق مع الله إذًا، حدِّد لنفسك دربًا، وأعلنْها لذاتك، وستُبتلى وتُختبر فيما يُهمُّك، فاللهم اجعل همَّنا في رضاك، واجعل دربنا هو درب من تحب، درب مَن رضيتَ عنهم ورضُوا عنك.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة