• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

الشعر الفلسطيني ودماء الشهداء

الشعر الفلسطيني ودماء الشهداء
د. نزار نبيل أبو منشار


تاريخ الإضافة: 18/8/2016 ميلادي - 14/11/1437 هجري

الزيارات: 8704

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الشعر الفلسطيني ودماء الشهداء

 

يتأثر الشعر الفلسطيني بمجموعة من العوامل التي تمس صلب تكوين القصيدة، وطريقة التعامل مع بنائها وكيانها الخاص، ومن أهم هذه العوامل: شلال الدم المهراق..

 

مواكب تتقدم، ودماء تتكلم، وأشلاء تتناثر، وأدمغة تتطاير، وأحشاء تُقاء من الصدور، إنها ساعات الكرامة، إنها عصور الرفعة، إنه الدم الذي يدفع ضريبة الفخار، وقسطاً من أقساط النصر، والعدو لا ولن يربح المعركة [1]..

 

فلسطين.. ماذا أقول وقد فداك بنوك بالغالي والنفيس؟ يتدفقون نحو محاريب الشهادة، يتزنرون بالموت والنواسف والرصاص، تتكلم في أيديهم القنابل، ويصوغون من وحي إرادتهم مداد الثورة القاني.

 

إذا تحدث متحدث عن الموت والدمار؛ فتذكر فلسطين، وإن سمعت عن بطولات شامخات؛ فتذكر صغار فلسطين، وإذا دار الحديث عن معجزات خالدات؛ فارفع هتافك ناطقاً: إنهم رجال المسرى وأبطال الأقصى، ورافضو المنفى، وعمالقة العز والدين.

 

ففلسطين قد دفع مهر الانتماء إليها على امتداد التاريخ عشرات الألوف، لكنها لا ولن تنساهم، فهم بنوها البررة، وفرسانها الحماة، إنهم الشهداء وكفى باللفظ تدليلاً على مكارمهم.

 

إنه ثمن عظيم، وتضحية باهظة قدمتها فلسطين على شرفات كل يوم يبرغ فيه النهار، كانت تنظر إليهم؛ وتودعهم نحو السماء يعرجون بأرواحهم بلا براق، يا هذه الأرواح الطاهرة، أيتها المآثر التي تقمصت ثوب البشر، أنى لنا أن ننسى - تحت أي ذريعة أو مبرر - جهد وعطاء وكفاح خير بني البشر؟

 

أراني بمجرد ذكرهم أغرز مخرزي في عين جلادي، واسأل كل شاعر ومثقف وأديب.. فإنك ستراه قد سطّر الملاحم والملاحم، إكباراً لرموز التضحية، وافتح دواوين الشعر والنثر ستجد شعراء الماضي تتحجر أقلامهم عن مجاراة الوصف المذهل، فكل شاعر في العصر الحديث، شكّل لوحده مرجعاً للذاكرة الفلسطينية، ذاكرة الشهادة والشهداء والاستشهاديين، فالشعب يقدر رجالاته، وأهل الفضل يعترفون بالفضل لصانعه، وبالمعروف لباذله، فكيف بنا إن كان الحديث عن آلاف الشهداء الذين ضمّخوا هذا التراب بدمهم الزكي الطاهر؟!

لكن، ما هي مجالات الاهتمام بالشهداء في الشعر الفلسطيني؟

 

إن نظرة متفحصة تضعك أمام تاريخ رواه الشاعر الفلسطيني لكل معركة، وصورة حية ناطقة متحركة لكل مجزرة، وقد تعددت ألوان الخطاب، واختلفت زوايا المنظر والوصف، ولكن مجموع الشعراء بما أبدعوه وصاغوه، قد وضعوا حول اسم كل شهيد هالة من الاحترام والإجلال، وقد تناولت جوانب وصفهم الشعري جوانب متعددة، منها:

1- المجازر الصهيونية المتعاقبة، من زمن الاحتلال البريطاني وحتى يومنا هذا، كل يصف ويؤرخ، ويعالج ويبدع بريشته للتاريخ تراثاً وعطاءً.

 

2- حالة الاستشهاد، فتجد الشعراء قد وصفوا موضع الإصابة القاتلة، وبسمة الشهيد، وحالة جسده، وتمزيق الرصاص للأحشاء، ومواضع الشظايا.. وغير ذلك من أمور.

 

3- الأعمال البطولية.. فترى الشعراء قد أبرزوا المعارك الخالدة التي خاضها هذا الشهيد أو هؤلاء الشهداء، وما تركته من أثر على الشعب الفلسطيني، أو أثر داخل الكيان الغاصب.

 

4- استقبال الشهداء.. فهذا يصف مشاعر الآباء والأمهات، وهذا يذكر زغاريد النسوة، وهذا يتحدث بلسان الشهيد المحمول على الأكتاف، وهذا يربط الحدث بالماضي لإعطاء صورة العظمة للشهيد واستقباله.

 

5- مواراته الثرى، ومواكب التشييع، ودموع الوداع، والأيدي الملوّحة، والقسم بالثأر، وتعبيرات الوجوه، كل هذه الصور تقاطرت بها قصائد الشعراء من هول احتوائها، ومن شدة ما قدم هذا الشعب وهو يسوق أطفاله قبل شبابه، ونسائه قبل رجاله، وشيوخه قبل فرسانه إلى ساحات الردى، ليرفعوا لواء جعفر الذي ما سقط يوماً ولن يسقط، فالشهداء أقسموا، والرجال تعاهدوا، والإسلام قد تحرك في العروق، والعدو ليس له قلب [2]..

 

إن موجة الشهداء التي تصدم آمال العدوان على الأرض البتول قد شكلت حالة من اللهب المتوهج، تطغى فوق متاهات السياسة الممجوجة، والإفك المصطنع عبر التضليل الإعلامي، وأحابيل الوعود الكاذبة، فالسيف أصدق إنباء من الكتب، والدم في الميدان هو لغة التفاهم، وقذيفة من الحديد لا تعدلها ألف قذيفة من الكلام، والتاريخ شاهد [3]..

 

أمام هذا العطاء منقطع النظير، والتقدم نحو مصاريع الجنة بلا اكتراث بالعقبات، وأمام جيل الصحابة الذي يُبعث من جديد في مظهره ومضمونه وفحوى تكوينه الذاتي، كانت لشعراء فلسطين صولة وجولة، وروايات لا تنقطع.

 

والشاعر الفلسطيني لا يحاكي الحوليات التي كان يعمد إليها السابقون، فليس أمام الشاعر الفلسطيني إلا أن يبدع مثلها في أقل من يوم، ففي الغد حولية أخرى ستكتب، وبعد الغد كذلك.

 

فلا مجال أمام الشاعر الفلسطيني إلا أن يكتب بسرعة، وهذا لا يعني الضعف، وإنما حاز من مسك الدم الفلسطيني المنبعث من كوكبة الشهداء روح الإتقان، وقوة المنطق، وحكمة الشعر، وسرعة التأليف.



[1] انظر في هذا الشأن: صحيفة هآرتس الصهيونية الصادرة بتاريخ 11/6/2003م، مقالة لمراسل الجريدة للشئون العربية تسفي بارئيل.

[2] انظر رد أريه ستاف على يحيعام فايس المنشور بقلم آريه ستاف في النشرة الشهرية التي يصدرها: المصدر، بإدارة عطا القيمري - القدس في العدد 40 من سنة 2003 مشروع ترجمة الصحف العبرية – القدس.

[3] رؤية إسلامية لأحوال العالم المعاصر، محمد قطب، مكتبة السنة القاهرة، طبعة عام 1999 م، ص 65 – 80 حديث عن مخططات اليهود واستراتيجياتهم التوسعية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة