• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

أم من فلسطين

ثامر عبدالغني فائق سباعنه


تاريخ الإضافة: 2/6/2016 ميلادي - 25/8/1437 هجري

الزيارات: 4021

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أم من فلسطين

 

اقتحم معسكَرًا لجيش الاحتلال، وخاض اشتباكًا استمرَّ لأكثر من 40 دقيقة، كان هدفه الشَّهادة، لكن كان نصيبه الإصابة والاعتقال.

 

انتشر الخبَر في بلدته، لكن لم يصِل للأهل أنَّ ابنهم قد اعتُقل، بل وصلهم الخبر أنَّه استشهد، فسارعت جموع الناس لتقديم العزاء والتهاني لأهله؛ بل إنَّ سماعات المساجد نعَتْه، وأعلنَت شهادته.

 

بعد أيام طويلة صعبة جاءهم الخبر:

• إنَّ ابنكم لم يستشهد، وإنَّه الآن في أحد المستشفيات الاحتلالية يتلقَّى العلاج بعد أن أُصيب بأكثر من 17 رصاصة في مختلف أنحاء جسمه.

 

لم يقتنع الأهل بأنَّ الخبر صحيح، وتنازعَتهم الأفكار!

• هل استشهد أم لا؟

• هل هو في السجن؟! كيف إصابته؟!

أسئلة طويلة، لم يجِد الأهل لها أي جواب.

 

طال الانتظار ولم يصِل الخبرُ اليَقينُ لأهله، وبعد أكثر من شهرين دقَّ هاتف المنزل، ردَّت الأم على المكالمة:

• السلام عليكم.

 

جاءها صوتٌ متعب هزيل وحزين:

• وعليكم السلام، أُمِّي!

 

الأُم:

• مَن.. مَن؟ ابني.. أنتَ رامي؟!

 

الابن:

• أجل أجل، أنا رامي يا أمي.

 

الأم:

• (أنا زعلانة منك!).

 

استغرب الابن هذا الكلام، أفبعد كل هذا الغياب والألَم، تكون أمُّه (زعلانة منه)؟ لماذا؟!

 

الابن:

• لماذا أمي، لماذا أنتِ (زعلانة) مني؟

 

الأم:

• لقد سمعت أنَّك قد هربتَ من المواجهة ولم تستشهد، هل جبنت؟! هل خفتَ من الشهادة؟! أفررتَ من أمام الجنود؟!

 

الابن يفكِّر في داخله "بعد كل هذا الغياب وكل هذه الجِراح في جسدي يكون سبَب (زعل) أمِّي مني أني لم أستشهد.. وتظن أنِّي هربتُ من المعركة؟".

 

الابن:

• كلَّا يا أمِّي، كلا.. يشهد الله أني خضتُ المعركةَ كاملةً ولم أهرُب، وأني طلبتُ الشهادةَ بصِدق وسعيتُ لها، ولم أهرب من أرض المعركة، وإن هنالك 17 رصاصة في جسدي تَشهد عليَّ، أُقسم يا أمِّي لم أهرب، وقد عشقتُ الشهادة.

 

الأم:

• الحمد الله يا رامي الحمد الله! طمأنتني ورفعتَ رأسي، لكن لِمَ لم تقل: إنك ذاهب للاستشهاد؟! لِم لم تسمح لي أن أتصور معك وأودعك، لماذا؟ لماذا حرَمتني من هذه اللَّحظات؟ أتظن أني أَحْرِمُك من الشهادة؟!

 

هذه الحكاية ليسَت من الخيال، وليست من صنع قلمي.. إنَّما هي حقيقة جرَت على أرض العطاء وأرض الشهادة فلسطين.. الأمُّ توفَّاها الله، والابن أخبرني هذه الحكاية في سجن شطه صيف 2014 والدمع يعتصر عينيه، والابن هو الأسير رامي نور من نابلس، ويقضي حكمًا بالسجن المؤبَّد في سجون الاحتلال.

 

نعم، إنَّها أمٌّ من فلسطين، بوركت جهودكم أيها الرائعون.

ولكم نظرت إلى الحمائم في السَّما
تشدو وتسجعُ في الفضاءِ هديلها
فلقد طعنت وبالخناجر ذا الردى
حقدًا فقد حصد الرَّدى أنجالها
من جرح عينيك اللتين أصيبتا
بمواجع الأشواكِ في آمالِها
للدمع طعمُ الورد من تغريدها
أنت العيون بكحلها وجلالِها
تسمو وصائدها يروم لها الرَّدى
وتظل شامخةً على أغلالِها
فجعلت ثورتها لشعري مرتعًا
ونسجتُ أفكاري على منوالها

وسرحت مع أحرارها

ونهلت من أمواهها

وجرعت من شلالها

وشذا يفوح ومن دماء شهيدها

حتى حروفي عانقت أبطالها

 

قالت: أيَنسى الثائرون جهادهم ♦♦♦ ما باح جرح القلب غير سؤالها؟

(الأشعار للشاعرة اللبنانية: أسماء قلاون)





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة