• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

ليلة الاختبار

أديب قبلان


تاريخ الإضافة: 18/3/2010 ميلادي - 2/4/1431 هجري

الزيارات: 7432

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
في الغد أول اختبار لي، ولا أدري ما الذي دفعني لكي أمسك القلم و"أخربش"، مع أنني أشعر أنني لم أنتهِ بعدُ من الإعداد لمادة الغد، لكن تضارب (هرمونات الغدد) مع (النواقل العصبية) بمساعدة (الحواس الخاصة)، أدَّى إلى رميي لتلك الأوراق، وإتاحة الطاولة لدفتري الأخضر وقلمي المسن، ثم أمسكت القلم، فإذا به يجري على غير عادة، ويفرغ ما فيه كأنه كيس من نقود معدنية، وبما أن مادة الغد هي علم وظائف الأعضاء؛ فدعني - أخي القارئ - أحكي لك عنها، فإنها أثقل وأروع مادة بالنسبة لي، وأكثرها لزوجة وتميُّعًا، بالفعل هي ذات طابعين متعاكسين!

إن أمسكتَها في الغدد أفلتتْ منك في الدورة الدموية، وإن أمسكتها في الأعصاب تملصتْ منك في الدورة التنفسية، ولا تزال تمسكها وتفلت منك حتى تحل ساعة الامتحان، ففي ساعة الامتحان يُكرَم المرء أو يُهان، فكم أفرغ الطلاب من وقتهم في النظر في مادة وظائف الأعضاء محملقين في كتبها! وكم أكلتْ من عقولهم في أيام الاختبارات! فلا يكاد طالب من طلاب كليات الطب في العالم أجمع إلا وفي ذاكرته أفلام رعب سبَّبتْها له تلك المادةُ، أو حاقتْ بأفكاره وساوسها، فتراه يهذي بها في كل غداة وروحة.

المشكلة في هذه المادة أنها كما اليهود، من أعظم صفاتها وأكثرها إخلاصًا الخيانةُ؛ يفرغ الطالب من عمره أيامًا يبحث في مراجعها، ويفتت أفكاره لتناسبها، ثم يتحوَّل ذلك كلُّه إلى سراب؛ بل حتى إنه لا يتحول؛ فهو في الأصل سراب في سراب، يخيل إليك أنك أتقنتَ أسسها، أو أحسنت حفظها وفهمها، فإذا بك وقت السؤال تجهل أي الأقسام فيه الإجابة، وتتَّجه بنظرك إلى أقرب حائط وتبدأ بالهذيان، الذي لا تطول منه إلا استنفاد الوقت، وشماتة السائل.

ومما لا شك فيه أن هذه المادة - على خيانتها - جميلة، ففيها تعيش جو طلاب الطب البشري، وبناءً على المعلومات المكتسبة منها تُحكِم قبضتَك على ما بعدها من سنوات طوال، وربما تكون هي المادة الوحيدة - حاليًّا - التي تستطيع من خلال دراستك لها أن تمارس مهامك كطالب للطب البشري بين أهله وأصحابه؛ فتشخص لهم الأمراض، وتصف لهم الأدوية، وتغضب لعدم سماعهم نصائحك، وترضى وتبتسم هادئًا إن أطرى أحدُهم عليك. 

هذه المادة موعد امتحانها في الغد، وكما قلتُ لكم، فإنني أترك كل شيء من يدي، وأكتب هذه الكلمات؛ لما أحسه فيها من خرف واستفزاز، والآن أرى أمامي الساعة قد أشارتْ إلى الثانية صباحًا، فأود أن أودعكم وأن أخلد إلى فراشي أتأمل ما قد أقوم به في الغد.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- اعانك الله لحبه ورضاه
هشام - الجزائر 20-05-2010 04:59 PM

أخي فعلا تنتابني أحيانا لحظات ليالي الامتحان أخرج فيه من العالم وأنزلق من بين دفتي الكتاب إلى حديقة النسيان... (!!!)
وفقك الله أخي...

2- جميل
لامعة في الأفق - السعوديــــة 21-03-2010 08:21 PM
جميل ان لانرهق انفسنا ليلة الامتحان ونعطيها بعض الوقت.....وصف سيئات ومحاسن تفريغ جميل......فمهنة الطب من أشرف المهن وأعظمها إنسانية بالتوفيق
1- كان الله في العون
سعد - السعودية 20-03-2010 04:30 PM
ما شاء الله لو أن كل الذين يدخلون الامتحانات على هذا المنوال لكان العلم في خير
بصراحة إبداع بارك الله فيكم
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة