• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / مع الكُتاب


علامة باركود

ويحك يا ليلى

ثويني محمد الدوسري

المصدر: مجلة الأدب الإسلامي/ السنة الثانية/ العدد الخامس/ رجب 1415هـ ، تنشر بموجب اتفاق خاص مع مجلة الأدب الإسلامي.

تاريخ الإضافة: 8/10/2006 ميلادي - 15/9/1427 هجري

الزيارات: 10360

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ويحك يا ليلى


ظلام الليل الدامس الذي يخنق المكان لم يفتح شهية العين للنوم.. بينما أخذ الهم يلتهم بشراهة بقية الجسد المهترئ.. والبرد القارص يقطِّعُ أشلائي.. أتخبط في العتمة.. بِخُطا تائهة.. التهمت رمال الصحراء الباردة بعضها.. أمشي إلى لا شيء.. فربما وجدتك هنا أو هناك من فضاء هذه الصحراء الواسعة.. جئت أبحث عنك بعد أن انتحر الانتظار في مشنقة الصبر.. خلتك لن تعودي.. ويحك ما أقسى قلبك..

بدا نور من بعيد خلته نورك.. لم أكن لأختار، فقد حلقت بي قدماي إلى ذلك الوهج.. اقتربت.. صوت يحترق طالت ألسنة لهبه تلسع قلبي المكلوم..

نهاري نهارُ الناسِ حتَّى إذا  بَدا        ليَ الليلُ شاقَتْني إليكِ المضاجِعُ
أُقَضِّي نَهاري بالحديثِ  وبالمُنى        ويَجمَعُني  والهَمَّ  باللَّيلِ  جامِعُ
لقَد ثَبَتَتْ في القَلبِ منكِ مَحبَّةٌ        كما ثَبَتَتْ في الرَّاحَتَينِ الأَصابِعُ


اقتربت أكثر.. شهقت الدهشة.. ثلاثة رجال حول النار.. عفاريت من الجن.. هكذا رسم الخوف صورتهم الكئيبة.. وجوههم شاحبة.. نصفها مظلم.. والنصف الآخر يتموج فيه وهج النار الشفقي.. كانت نقطة ارتكاز نظراتي الجافلة ذلك الأشعث الأغبر.. هو الذي كان يهذي بالكلمات الساحرة.. التفاتة منه حزينة نحوي.. نظراته الغائبة عن الواقع ترمقني.. قال بشفتيه المتعبتين من الهذيان: من؟ ليلى!! 

جمعت نفسي مزمعًا على الهرب.. يا هذا.. توقف.. نادى عليَّ القابعُ إلى جواره.. لا عليك إنه مجنون.. 

• مجنون؟!

• نعم.. هذا مجنون ليلى. 

• قيس بن الملوح!! لسان الحب العذب.. فاقد العقل في قلب الحبيبة.. 

دخل صوته إلى عالم الواقع.. وقطع شرودي..

يُسَمُّونَني المجنونَ حينَ يَرَونَني        نَعَم فيَّ من لَيلى الغَداةَ جُنونُ


خاطبت هذا الذي أظنه في عقله.. رغم الهم الذي كساه.. ومن أنت؟ قال بعد أن دفع آهة كانت عالقة في حلقه: أنا من ضيع العينين في عينيها.. ونحر القلب بين يديها.. عزّة.. أنا كُثيِّر عزة.. وهذا الباكي إلى جواري جميل بثينة.. حديثه نحيب.. نظراته دموع.. بعد فقده بثينة.. 

قلت لنفسي: أرأيت ماذا فعل الحب بالرجال.. أحالهم أطفالاً يداعبون التراب.. ويذرفون الدمع لإفلات السراب.. 

صمت خرج من قبضة الهذيان وساد المكان.. يدغدغه صوت النار تأكل الحطب.. عاد الهذيان من جديد.. يقطع الصمت وكل شيء حتى أوتار القلب المجروحة..

 

أُصَلِّي فَما أَدري إِذا ما ذَكَرتُها        أَثِنْتَينِ صَلَّيتُ الضُّحى أَم ثَمانِيا

 


قلت لكُثَيِّر عَزَّة والدمعة تمرق المجنون: صاحبك هذا قد رفع عنه القلم.. ويله، هل تعرف دواءً أو طبيبًا حاذقًا ليداويه.. قال بأسى: نعم أعرف طبيبًا يملك الدواء له.. قلت بلهفة: من هو؟ قال بنفس نبرته المشؤومة: ليلى هي الطبيب وهي الدواء.. 

يأس يجري في العروق.. آه.. ويحك يا..





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة