• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

علاقة الاختصار بالسماع في النحو العربي

علاقة الاختصار بالسماع في النحو العربي
أ. د. عبدالله أحمد جاد الكريم حسن


تاريخ الإضافة: 31/1/2016 ميلادي - 20/4/1437 هجري

الزيارات: 10105

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الاختصار في ميزان أصول النحو

(1)

علاقة الاختصار بالسماع في النحو العربي

 

ويشتمل هذا الفصل الحديث عن علاقة الاختصار بأصول النحو العربي، فمما لا شك فيه أن أي ظاهرة لغوية نحوية لا بد أن تستمد مشروعيتها من علاقتها بأصول النحو، فكلما كانت العلاقة وطيدة كانت الظاهرة أكثر نفعًا وشهرةً في الدرس اللغوي والنحوي.

 

وأُصُوْلُ النَّحْوِ العَرَبِي: هي مبادئُ وتطبيقاتُ قديمةٌ قِدَمَ علم النحو؛ لأنَّ القبول والرفض والترجيح، وما إلى ذلك كله يرجع إلى أصول إن لم تكن مكتوبة، فهي معلومة مقررة يرجع إليها النحاة عند تعاملهم مع الظواهر اللغوية أو النحوية وشواهدها، وموقف أصول النحو من أي ظاهرة لغوية نحوية هو الذي يحكم عليها بالبقاء في الدرس اللغوي النحوي من عدمه. وقد لَخَّصَ العلماء أصول النحو في خمسة أصول، وهي حسب أهميتها وقوتها كما يلي: (السَّمَاعُ، والقِيَاسُ، والإِجْمَاعُ، والاسْتِحْسَانُ، واسْتِصْحَابُ الحَالِ). وفي هذه الصفحات نحاول معرفة علاقة أصول النحو العربي بظاهرة الاختصار اللغوي عند العربية، وسنركز الحديث على: السماع، والقياس، والإجماع، والاستحسان، وذلك على النحو التالي:

أولاً: الاخْتِصَارُ وَالسَّمَاعُ:

السَّمَاعُ: هو الكلام العربي الفصيح، المنقول بالنقل الصحيح الخارج عن حدِّ القِلَّةِ إلي حدِّ الكثرةِ [1]، وهذا يعني أنَّ السَّمَاعَ يشمل كل ما ثبت عن العرب مِنْ كلامِ مَنْ يُوثق بفصاحتهم؛ فشمل كلام الله تعالي، وهو القرآن الكريم؛ وكلام نبيِّهِ صلى الله عليه وسلم ، وكلام العرب قبل بعثته، وفي زمنه وبعده، إلي أنْ فَسَدَتْ الألْسِّنَةُ بكثرة المولدين، نظمًا ونثرًا عن مسلمٍ أو كافرٍ"[2]. وللسَّمَاعِ عِدَّةُ رَوَافِدَ متنوعةٍ؛ منها: القرآن الكريم وقراءاته، والحديث النبوي الشريف، وكلام العرب كالنثر والشعر.

 

ويخرج عن السماع ما جاء شاذًّا؛ ككلام غير العرب أو كلام المُوَلَّدِيْنَ، وغيرهم.

 

ولقد أجمع النحاة العرب والعلماء على الأخذ بالسَّمَاعِ عن العرب في كل ما ورد فيه الاختصار عن العرب، وعليه فكُلُّ الشَّواهد التي سُقناها في الفصل السابق وردت في السماع عن العرب تُقْبَلُ ولا يُمْكِنُ ردُّ أيًّا منها، سواءً آيات القرآن الكريم أو القراءات، وكذلك الأحاديث النبوية الشريفة، وكلام العرب شعرًا ونثرًا، وإذا أردنا التمثيل أعدنا الفصل بكامله وأكثر من ذلك. لذا فلا داعي للإطالة.

 

ففي القرآن الكريم الكثير من الشواهد التي جاء الكلام معها مختصرًا؛ أي: كلامٌ بألفاظٍ قليلةٍ يشتملُ على معانٍ كثيرةٍ، ولا داعي للحصر أو التمثيل فقد ذكرنا طرفًا من ذلك في شواهد الفصل الرابع كما مرَّ. وحتَّى القراءات القرآنية كانت ولا تزال تخفيفًا من الله تعالى لعباده المؤمنين، وفي هذا الشأن يقول ابن الجزري: "كانت العرب الذين نزل القرآن بلغتهم لغاتهم مختلفة وألسنتهم شتَّى، يعسر على أحدهم الانتقال من لغته إلى غيرها، أو من حرفٍ إلى حرفٍ؛ بل قد يكون بعضهم لا يقدر على ذلك ولو بالتعليم والعلاج، لاسيما الشيخ والمرأة ومَنْ لم يقرأْ كتابًا؛ كما أشار النبيُّ صلى الله عليه وسلم حين أتاه جبريل فقال له: إنَّ الله يأمرك أن تُقرئ أُمَّتكَ القرآن على حرفٍ، فقال صلى الله عليه وسلم: أسأل الله معافاته ومعونَتَهُ؛ إنَّ أمَّتِي لا تَطِيْقُ ذلك، ولم يزلْ يُرَدِّدُ المسألة حتَّى بلغ سبعةَ أحرفٍ؛ فلو كُلِّفوا العدولَ عن لغتهم والانتقال عن ألسنتهم لكان من التكليف بما لا يُستطاع "[3].

 

وبالنسبة للشِّعْرِ العربي فقد توخَّى الشعراءُ العربُ الاختصار في أشعارهم، فالشعراءُ فِئَةٌ مُهِمَّةٌ من العربِ، ولا يُضَحُّونَ بالاختصارِ إلا للضرورة الشِّعْرِيَّةِ.

 

ومما يدخل معنا هنا اللهجات أو اللغات عند بعض القبائل العربية، فبعض القبائل كانت تعمد إلى الاختصار أكثر من غيرها من القبائل الأخرى، فمثلاً الإدغام نجد بعض القبائل تدغم وغيرها تفكُّ، فالإدغام لغة أهل تميم: ومنه قوله تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾[4]، والفكُّ لغةُ أهلِ الحجازِ: ومن ذلك قوله تعالى:  ﴿ وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ﴾ [5].

 

وكذلك بعض القبائل تلحق علامة التثنية أو الجمع أو بالفعل (بنو الحارث بن كعب)؛ وهو ما يسميه بعض النحاة (لغة أكلوني البراغيث) أو (يتعاقبون فيكم) [6]، والبعض يُفْرِدُ الفِعْلَ طلبًا للاختصار.

 

وفي (لعلَّ) لغات ولهجات، ومن المعلوم أنَّ الزيادة ضد الاختصار، ولذلك "الحروف بعيدةٌ منه؛ لأن الحرف وضع اختصارًا، والزيادة عليه تنافي ذلك، وأمَّا مجيئها بغير لام فلغةٌ فيها أو حذف حرف أصلي، والحذف من جنس الاختصار فهو أولى من الزيادة، وفي (لعلَّ) لغات، وهي لَعضلّ وعَلَّ وعَنَّ ولَعَنَّ ورَعَنَّ ولَغَنَّ، والمشهور الأوليان، وأكثر العرب تنصب بها، ومنهم مَنْ جَرَّ بها وهو قليلٌ"[7]. ومثلاً "(اثنان) للمذكرين و(اثنتان) للمؤنثتين في لغة الحجاز، و(ثنتان) لهما في لغة تميم"[8].

 

ومما سبق يتأكد لنا أن الاختصار قد استمد مشروعيته وأخذ شواهده من السماع العربي؛ لذلك لاقى الاختصار التأييد والموافقة من العلماء والدارسين، وقد سبق ذلك حرص العرب على الاختصار فهو جُلُّ كلامهم.

 

(يتبع..)



[1] الإغراب في جدل الإعراب (ص 45)، ولمع الأدلة (ص95).

[2] الاقتراح (ص17).

[3] ينظر: النشر (1/ 22)، البحث اللغوي لمختار عمر (ص21)، والحديث عند مسلم برقم (1856)، ومسند الإمام أحمد برقم (20800)، والنسائي برقم (937).

[4] سورة الحشر، من الآية (4).

[5] سورة البقرة، الآية (217).

[6] ينظر: الكتاب (1/ 19) (2/ 41) (3/ 209)، والأصول لابن السراج (1/ 172) (2/ 347)، وسر صناعة الإعراب (2/ 929)، و مغني اللبيب (1/ 157) (1/ 478)، وهمع الهوامع (1/ 579) (3/ 269)، وشرح قطر الندى (1/ 18) (1/ 288).

[7] ينظر : اللباب (1/ 207).

[8] ينظر : شرح شذور الذهب (1/ 66).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة