• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / فن الكتابة


علامة باركود

أخلاق الباحثين

أخلاق الباحثين
إيمان بنت إبراهيم الرشيد


تاريخ الإضافة: 23/1/2016 ميلادي - 12/4/1437 هجري

الزيارات: 10661

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أخلاق الباحثين


مقدمة:

بسم الله الذي علَّم بالقلم، علَّم الإنسانَ ما لم يعلم، والحمدُ لله على فضله ومَنِّه الأعظم، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّ الهدى الأمِّي الأكرم.

 

أما بعد:

فإنَّ الحاجة إلى الدِّراسات والبحوث والتعلُّم اليوم أشدُّ منها في أيِّ وقتٍ مضى؛ فالعِلم والعالم، والبحثُ والباحث في سباقٍ للوصول إلى أكبر قدرٍ ممكن من المعرفة الدَّقيقة المُستمَدَّة من العلوم، التي تَكفل حاجة ورفاهيَة الإنسان، وتضمن له التفوُّق على غيره.

 

وإذا كانت الدُّول المتقدِّمة تُولي اهتمامًا كبيرًا للبحث العلمي؛ فذلك يرجع إلى أنَّها أدركَت أنَّ عظمَة الأمم تَكمن في قدرات أبنائها العلميَّة والفكريَّة والسلوكيَّة.

 

والبحث العلمي مَيدان خصبٌ ودعامة أساسيَّة لاقتصاد الدول وتطوُّرها، وبالتالي تَحقيق المطلَب العِلمي اللازم للشَّعب، وكذلك تقدُّمهم على غيرهم، كما أنَّ الباحث بنفسه وبما يَحمله من مبادئ داعٍ لعلمه وعملِه.

 

أولًا: معنى أخلاق:

لغة: جمع خُلُق، والخُلُق - بضمِّ اللام وسكونها - هو الدِّينُ والطَّبع، والسجيَّة والمروءة.

 

شرعًا: عبارة عن هيئة للنَّفس راسِخة، تَصدر عنها الأفعالُ بسهولة ويُسر من غير حاجة إلى فكرٍ ورويَّة؛ فإن كان الصَّادر عنها الأفعال الحسَنة، كانت الهيئة خُلقًا حسنًا، وإن كان الصَّادر منها الأفعال القَبيحة، سمِّيَت الهيئة التي هي مَصدر ذلك خُلقًا سيئًا.

 

ثانيًا: معنى الباحث:

هو الذي يَقوم على كاهله اختيارُ المشكلة، والتتبُّع لمادَّتها، ودراسة ذلك، وفق منهج معيَّن؛ لتحقيق هدف معيَّن.

فالباحث إذًا أساسٌ في قيام البحث، فلا بحث بدون باحث.

 

ثالثًا: الصِّفات اللازم توافرها في الباحث:

لا بدَّ من توافر صفاتٍ في الباحث، نذكر منها ما يلي:

1 - الميل والرَّغبة في القيام بالبحث العلمي بصفة عامَّة، وفي الموضوع الذي اختاره بصفة خاصَّة.

 

2 - العلم، والمعرفة، وكثرة الاطلاع، والقراءة الواسعة، فالباحث يَنبغي أن يكون عنده علمٌ ومعرفة سابقان في مجال تخصُّصه، وألَّا يترك كتابًا أو بحثًا أو غيرهما تَناولَ موضوعَه أو جانبًا منه إلا اطَّلع عليه وقرَأه.

 

3 - المقدرة على البحث فطرة واكتسابًا؛ أمَّا الفطرة، فإنَّ البحث موهبة فنِّيَّة تُمنح لبعض الناس ولا تُمنح لآخرين، والمقدرة الفطريَّة على البحث تَعني القدرة على فهم الحقائق وتفسيرها باستقلال تامٍّ.

 

وأمَّا المقدرة الكسبيَّة، فتعني الإلمام بطُرق البحث العِلمي عن طريق الدِّراسة والتجربة.

 

4 - الدقَّة والتنظيم: فلا بدَّ للباحث أن يكون دقيقًا في عمله؛ فينظِّم بحثَه في خطته ومنهجه، وحواشيه وفهارسه وأسلوبه، وطباعته وتجليدِه.

 

5 - الصبر والدَّأب والتأنِّي: ذلك أنَّ البحث عملٌ شاقٌّ ذهنًا وجسمًا ومالًا، وبه عقبات ومشكلات، ويحتاج إلى وقت طويل يتفرَّغ فيه الباحث للبحث، فلا بدَّ للباحث أن يتحلَّى بالصَّبر والجَلَد، والمثابرة والدَّأب؛ حتى يؤتيَ البحثُ ثمارَه المرجوَّة منه.

 

6 - الإخلاص للبحث والتَّفاني في سبيل الوصول ببحثه لأقصى درجات الشُّمول والجودة والإتقان.

 

7 - الأمانة في المادَّة العلميَّة: فلا يَكتب شيئًا لغيره، وكذلك يَنبغي أن يكون أمينًا في نقل النُّصوص والأفكار والآراء من حيث إسنادها إلى أصحابها، وذلك أمر مهمٌّ في ارتفاع مستوى البحث العِلمي، وفي تقديره عند ذَوي الاختصاص، وإهمال ذلك يُعتبر خدشًا في أمانة الباحث، وعيبًا في البحث، ولن يثِق القُرَّاء في الباحث بعد ذلك.

 

8 - التزام أدَب البحث: باحترام الآخرين وآرائهم، وبالتواضع؛ فلا يؤدِّي به الأمر إلى الحطِّ من آراء الآخرين، أو النَّيل من شخصيَّاتهم، وإن كان على صوابٍ فيما يَنقد أو يعرض، ولا يؤدِّي به الغرورُ العلمي إلى التَّعالي بما وصَل إليه؛ فإنَّ هذه الأمور مما يشين البحث ويشوِّهه، ويحطُّ من مكانته وقوَّته، ويُنفِّر القارئ من مطالعته.

 

9 - ظهور شخصيَّة الباحث من خلال بحثه؛ وذلك بألَّا يُسلِّم بكلِّ ما وصل إليه من مادَّة علميَّة حتى يتحقَّق منه بالدِّراسة، كما تَظهر شخصيَّة الباحث بمناقشة ما يورده من أدلَّة وحُجج، ونصرة القويِّ منها، ودحْض الضَّعيف والباطل، كما تَظهر شخصيَّته بإبداء رأيِه في المكان المناسب.

 

10 - الأصالة العلميَّة: وذلك بالقدرة على عرْض الأفكار والمعلومات بطريقةٍ صحيحة، وبتنسيق جيِّد، وبالقدرة على الحُكم على الأشياء ببصيرة، وبالقدرة على الإضافة والإبداعِ.

 

11 - العناية بالأسلوب وعدم تَكرار الأفكار.

 

12 - وضع علامات التَّرقيم، مع العناية بوضع العلامة في مكانها.

 

13 - العناية بحسن العزْو إلى المصادر.

 

14 - القراءة الواعيَة لكلِّ فصل أو مبحث انتهى منه؛ لتَصحيح ما قد يَقع من خطأ، وتَلافي ما يقع من نقصٍ، وإعادة صياغة عبارة تُوقِع في لَبس، والتأكُّد من صحَّة الحواشي وأرقام الصفحات.

 

رابعًا: مثال لباحِث مسلم:

الآجري.

الآجُرِّي أبو بكر محمد بن الحسين بن عبدالله الآجري، المتوفَّى عام 360 هـ، وهو فقيهٌ شافعي ومحدِّث، يُنسب إلى قرية آجُر، وهي من قرى بغداد.

 

كان الآجري من المحدِّثين في بغداد قبل أن يَهجرها إلى مكَّة؛ حيث بقي فيها بقيَّة حياته.

 

الإمام الآجري إمامٌ من أئمَّة أهل السنَّة والجماعة، بل ومن المدافعين عن عقيدة السَّلَف الصَّالح، ويرد على مخالفيها.

 

منهجه في غالب بحوثه:

لقد سلَك الإمام الآجرِّي مسلَك الأئمَّةِ المحدِّثين في تقرير عقيدة أهل السنَّة والجماعة، والردِّ على المخالفين من أهل الأهواء والبِدَعِ، والفرَقِ المنحرفة، بإيراد النُّصوص الشرعية؛ من الكتاب والسنَّة، وآثارِ الصحابة والتابعين وأتباعهم، ووضع هذه النُّصوص تحت عناوين مناسِبة لما دلَّت عليه من مسائل العقيدة، فالمصنِّف غالبًا ما يجعل للمسألة التي يريد تقريرَها عنوانًا، ثمَّ يذكر الآيات القرآنيَّة الدالَّة عليها، ثمَّ يُتبعها بالأحاديث المرفوعة، ثمَّ الآثار الموقوفة على الصَّحابة والتابعين وأتباعِهم، وأقوالِ أئمَّة الإسلام في المسألة.

 

والمؤلف غالبًا ما يَبدأ باختيار مِن الطُّرق أعلاها، ومن الأحاديث أقواها عنده، ثمَّ يتدرَّج إلى الأقل قوَّة، ثمَّ يَنتقل من الأحاديث النبويَّة إلى الآثار الواردة عن السلَف الصالح، وقد يتخلَّل ذلك شيءٌ من الشرح أو التعليق على بعض النصوص.

 

المراجع:

1- "البحث العلمي"؛ للدكتور عبدالعزيز بن عبدالرحمن الربيعة، الجزء الأول.

2- "التعريفات"؛ لعلي بن محمد السيد الشريف الجرجاني، تحقيق: محمد صديق المنشاوي، الناشر / دار الفضيلة.

3- "الشريعة"؛ لمحمد بن الحسين الآجري أبو بكر، تحقيق: عبدالله بن عمر بن سليمان الدميجي، الناشر / دار الوطن.

4- "المبشرون والمستشرقون في موقفهم من الإسلام"؛ للدكتور محمد البهي، الناشر/ مطبعة الأزهر.

5- "مفردات ألفاظ القران الكريم"؛ لحسين بن محمد بن المفضل، المعروف بالرَّاغب الأصفهاني أبي القاسم، دار النشر/ دار القلم دمشق.

6- "منهج المستشرق برنارد لويس في دراسة الجوانب الفكرية في التاريخ الإسلامي"؛ رسالة دكتوراه في الاستشراق الحديث والمعاصر، للدكتور مازن صلاح مطبقاني.

 

تم بحمد الله





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- تعليق
زهير العراقي - العراق 24-01-2016 09:22 AM

جزاك الله خيرا على هذا الطرح الرائع والمبدع. وحق لكي التأكيد على الأمانة العلمية في نقل المعلومة من مصدرها فالكثير من الباحثين يكتفي بنقل النص من ناقل له دون أن يرجعه إلى قائله الأول. بل ربما نسبه لمن نقل عنه دون أن يتعب نفسه في البحث والمتابعة ومن فتش في البحوث والرسائل وجد الكثير مما أشرت إليه.

1- مقال مركز ومختصر
عماد 23-01-2016 07:59 PM

أجمل ما في المقال الإيجاز والاختصار مع الفائدة المركزة - ممتاز - جزاك الله خيرا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة