• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

الجر على الجوار في النحو

الجر على الجوار في النحو
أ. د. عبدالله أحمد جاد الكريم حسن


تاريخ الإضافة: 9/11/2015 ميلادي - 26/1/1437 هجري

الزيارات: 44432

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الجر على الجوار في النحو


اعتبر بعض النحاة الجوار عاملًا نحويًا مع كثرة وقوعه في اللغة، حتى قال ابن جنى فيه: "وأما أنا فعندي أن في القرآن مثل هذا الموضع نيفًا على ألف موضع"[1]. كما يرى كثير من النحاة أن هذا مشهور في لغة العرب، وفيه أشعار كثيرة مشهورة، وفيه من منثور كلامهم كثير: من ذلك قولهم: هذا جحر ضب خرب، بجر (خرب) على جوار (ضب)، وهو مرفوع صفة للجحر لا للضب[2].

 

وقال ابن هشام:" الشيء يعطى حكم الشيء إذا جاوره"[3]، وكان سيبويه يجيز الحمل على الجوار بلا شرط إذا أمن إشكال المعنى (اللبس).[4] وقد ذكر الدكتور تمام حسان أن الحمل على الجوار كثير عند الكوفيين، وهو من الأصول الكوفية التي يرفضها البصريون[5]، وعليه لم يكن الجر على الجوار موضع اتفاق بين النحويين، سواءً في وجوده كعامل، أو فيما يدخله من التوابع.

 

لذا نجد ابن الحاجب يقول عنه: "وليس بجيد؛ إذ لم يأت الخفض على الجوار في القرآن، ولا في الكلام الفصيح، وإنما هو شاذ في كلام من لا يؤبه به من العرب"[6]. وقال القرطبي:" قال النحاس: لا يجوز أن يعرب الشيء على الجوار في كتاب الله، ولا في شيء من الكلام، وإنما الجوار غلط، وإنما وقع في شيء شاذ، وهو قولهم: « هذا جحر ضب خرب»، والدليل على أنه غلط قول العرب في التثنية: هذان جحرا ضب خربان، وإنما هذا بمنزلة الإقواء، ولا يجوز أن يحمل شيء من كتاب الله على هذا، ولا يكون إلا بأفصح اللغات وأصحها"[7]. كما يرى بعضهم أن " قولهم: جحر ضب خرب، وما أشبه ذلك، وهذا ليس بصحيح؛ لأن الحمل على الجوار قليل، يقتصر فيه على السماع، ولا يقاس عليه لقلته"[8].

 

وقد عرض ابن الأنباري لهذا النوع من الجر في الإنصاف كثيرًا، ففي (مسألة عامل الجزم في جواب الشرط) يقول:"... ذهب الكوفيون إلى أن جواب الشرط مجزوم على الجوار، واختلف البصريون، فذهب الأكثرون إلى أن العامل فيهما حرف الشرط، وذهب آخرون إلى أن حرف الشرط وفعل الشرط يعملان فيه،... أما الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا: إنما قلنا: إنه مجزوم على الجوار؛ لأن جواب الشرط مجاور لفعل الشرط لازم له لا يكاد ينفك عنه، فلما كان منه بهذه المنزلة في الجوار حمل عليه في الجزم، فكان مجزومًا على الجوار، والحمل على الجوار كثير..."[9].

 

والذين أجازوا الجوار أيضًا اختلفوا فيما بينهم، فقد نسب إلى الفراء أنه[10] قصره على السماع، ومنع القياس عليه، فلا يجوز عنده:(هذه جحرة ضباب خربة) بالجر، لكن الذي في المعاني له لا يدل على ذلك[11]. وذهب الأخفش إلى أن هذا جائز في الاضطرار[12]، وقال الزركشي: "وعندنا ذلك ضرورة ولا يحمل عليه الفصيح"[13]. ومثله قال الأنباري في أسرار العربية[14]، ونسب الأنباري إلى البصريين أنه محمول على الشذوذ الذي يقتصر فيه على السماع لقلته، ولا يقاس عليه[15]، وقال أبو حيان: "الخفض على الجوار في غاية الشذوذ"[16].

 

والمحدثون كالقدماء، منهم من أنكر الخفض على الجوار باعتباره مظهرًا من مظاهر الخلل، ينبغي أن تنزه اللغة عنه، يقول أحد المعاصرين:" ولو أنهم قطعوا القول بحمل ما زعم أنه من قول العرب على الخطأ لانتهى هذا اللغط، ولكان من هذا أننا لم نشق بما حمل إلينا من صنعة لم تبن على علم حسن، ولكن النحاة قدموا على ما أخذوا به أنفسهم، وراحوا يتلمسون الشواهد التي تؤيد قولهم؛ ليفرضوا علينا ظاهرة مفتعلة، لم تجر على سنن كلام العرب"[17]. ويقول أحد المعاصرين أيضًا:" لا ريب أن تلك الشواهد التي ذكرها النحاة استشهادًا لهذا اللون من الحركات التي تطرأ على أواخر اللفظة المعربة من شأنها لو استقام الاستشهاد بها أن تثبت إعرابًا على غير وجه الإعراب الذي ينظم سلكه كل أبواب النحو على طريق مستقيم وقياس مطرد"[18].

 

ومن ثم فإنه يذهب بعضهم إلى أن " مسألة الخفض على الجوار مسألة اصطنعها النحويون لتفسير هذه الأبيات التي لم يجدوا سببًا يؤدي إلى جر الكلمات المجاورة وفقًا لنظام القافية، أو حركة الروي بها"[19]. والحق أن مسألة الخفض على الجوار ينبغي أن لا تكون سببًا للخلاف بين النحويين، وإنما دفع المنكرين لهذه الظاهرة حرصهم على أن لا تتخلف العلامة الإعرابية، وهي الأمر اليسير الذي أجازه العلماء إذا لم يؤد ذلك إلى لبس، وهو جائز في الشعر، وقد أجازه قوم في الكلام فضلًا عن الشعر[20].



[1] الخصائص (1/ 192).

[2] ينظر: الإنصاف في مسائل الخلاف (2/ 607)

[3] مغني اللبيب، لابن هشام (1/ 894).

[4] ينظر: الكتاب، لسيبويه (1/ 436)، والمقتضب، للمبرد (4/ 73).

[5] ينظر: الأصول، لتمام حسان (ص43).

[6] أمالي ابن الحاجب، تحقيق: فخر قدارة، دار الجيل، بيروت، 1989م (1/ 280).

[7] ينظر: تفسير القرطبي، دار إحياء التراث العربي، بيروت (3/ 44)، وإعراب القرآن، للنحاس، وضع حواشيه وعلق عليه: عبد المنعم خليل إبراهيم، منشورات محمد علي بيضون، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1421 هـ (1/ 307) ، و(2/ 9)، و(5/ 195)، واللباب في علل البناء والإعراب، للعكبري (2/ 52)..

[8] أسرار العربية، لابن الأنباري (ص296).

[9] الإنصاف في مسائل الخلاف، لابن الأنباري (2/ 602).

[10] نسب إليه في: ارتشاف الضرب، لأبي حيان، تحقيق: رجب عثمان محمد، مراجعة: رمضان عبد التواب، مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة الأولى، 1989م (4/ 1913)، وهمع الهوامع (2/ 241، 242)، وشرح الأشموني (3/ 57).

[11] ينظر: معانى القرآن، للفراء، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الثالثة، 1403هـ/ 1983م( 2/ 74، 75) و(3/ 123).

[12] ينظر: معانى القرآن، للأخفش، تحقيق: هدى قراعة، مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة الأولى، 1411هـ/ 1991م (1/ 277). هذه عبارته ، ولكن رأيه في هذه المسألة مشكل ففي (1/ 81، 82):" كما أن بعض الكلام يعرب لفظه، والمعنى على خلاف ذلك...ويقولون (هذا جحر ضب خرب) و(الخرب) هو (الجحر)... وهذا في الكلام كثير ".

[13] ينظر: البرهان، للزركشي (1/ 304).

[14] ينظر: أسرار العربية، لابن الأنباري(ص74).

[15] ينظر: الإنصاف (2/ 615).

[16] البحر المحيط (10/ 34).

[17] أشتات في اللغة والأدب، لإبراهيم السامرائي، دار الكتب والوثائق القومية ، بغداد، الطبعة الأولى، 2001 م(ص176).

[18] حسن المجاورة، لمصطفى خاطر، مجلة كلية اللغة العربية بالمنصورة عدد(14) (ص110). وينظر: الجر على الجوار بين الاعتماد والرد، لمحمود الدريني، كلية اللغة العربية، جامعة الأزهر، القاهرة، 1420هـ/ 1999م. (ص12، 13).

[19] اللغة وبناء الشعر ، لمحمد حماسة عبد اللطيف (ص222، 223).

[20] ينظر: ضرائر الشعر، للقزاز القزويني، تحقيق: محمد زغلول سلام ومحمد مصطفى هدارة، منشأة المعارف، الإسكندرية (ص 103).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة