• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

نتائج ضرورات التوفيق بين القاعدة النحوية والتطبيق

أ. د. عبدالله أحمد جاد الكريم حسن


تاريخ الإضافة: 12/10/2015 ميلادي - 28/12/1436 هجري

الزيارات: 5188

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نتائج ضرورات التوفيق بين القاعدة النحوية والتطبيق

 

عِشْنَا مَعَ رِحْلَةٍ عِلميَّةٍ لغويّةٍ مَعَ النُّحاةِ وقَوَاعِدِهِمْ وبَعْضِ جُهُودِهِمْ، وعرفنا أنَّ العربَ قَدْ نَطَقُوا لُغَتَهُمْ بسليقةٍ جُبِلُوا عليها، غيرَ مُحتاجين لِمُراعاةِ قانونٍ لُغويٍّ، وقامتْ اللُّغةُ العربيَّةُ بِدَوْرِهَا خيرَ قِيَامٍ، إلى أنَّ شَرَّفَها اللهُ تَعالَى بِنُزُولِ القُرْآنِ، قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [يوسف:2] [1]، وبعدَ انتشارِ الإسْلامِ ودُخُولِ غيرِ العَرَبِ فيه استشْرَتْ ظاهرةُ اللَّحنِ، فهَبَّ النُّحاةُ العَرَبُ لِنُصْرَةِ لُغَتِهِمْ؛ لُغُةَ القُرآنِ، لِوَضْعِ قَانُونٍ يَحْفظها مِنْ التَّحريفِ والانْدِثارِ، فقامَ اللُّغويُون بِجَمْعِ النُّصُوصِ اللُّغويَّةِ المسمُوعةِ مِنْ قَبَائِلَ عربيَّةٍ بِعَيْنِهَا، وِفْقَ مَنْهَجٍ ومعيارٍ ارتضُوه لأَنْفُسِهِمْ حَسْبَ طَاقَاتِهِمْ وإِمْكَانَاتِهِمْ البحثيّة وقتئذٍ، وأكَّدُوا مِرارًا أنَّهم فِي هَذَا الشَّأنِ عِيالٌ عَلَى العَرَبَ فِيْمَا جَمَعُوه وسمعوه منهم، وأنَّهم تبعٌ لهم، ولا يَعدُو دَوْرُهم التَّصنيفَ والبَحثَ والدَّرسَ والتَّعليلَ، أو يُمكنُنَا أنْ نقولَ أنَّهم اتَّصفُوا بالوصفيِّةِ حتَّى تَمَّ لهُمْ وَضْعَ كثيرٍ من القَوَاعِدِ النَّحويَّةِ، ولكنَّ دَوَامَ الحَالِ مِنْ المُحَالِ، فَسُرْعَانَ مَا وَجَدْنَاهُمْ قَدْ تَنَكَّرُوا لِهَذَا اَلْمَنْهَجِ وهذا الالتزام تجاه العربِ، فجعلُوا قواعدَهُمْ مِعياريَّةُ، بَلْ حَاولُوا جَاهدين فَرْضَ هذه القواعدِ علَى العَرَبِ أَصْحابِ اللُّغةِ؛ كالشُّعراءِ، والقرَّاءِ، والعَامَّةِ...إلخ.

 

وفِي أثناءِ مُحَاولاتِ إِطْرَادِ القَوَاعِدِ النحويَّةِ وفَرْضِهَا تَمَرَّدَتْ عَلَى سُلْطَانِ قَوَاعِدِهِمْ بَعْضُ النُّصُوصِ الْمَسْمُوْعَةِ الَّتِي لا يُمْكِنُ التَّشكيكُ فِيْهَا، فُهُنَا أَصْبَحَ ضَرُوْرِيًّا أَنْ يُحَاوِلُوا التَّوفيقَ بينَ القَاعدةِ النَّحويَّةِ والتَّطبيقِ، فَاضْطُرُّوا لِلِّجُوْءِ إِلَى وَسَائِلَ شَتَّى مِنْ أَجْلِ هَذَا اَلْغَرَضِ.

 

وَإنَّ منهجَ جمعِ اللُّغةِ أو تقعيدِها أو محاولاتِ التَّوفيقِ بينَ القَاعِدَةِ النَّحويَّةِ والتَّطبيقِ، فَإنَّ كُلَّ ذلك عملٌ بشريٌّ قدْ يعتريه القُصورُ، وهو قابلٌ للنَّقدِ والتَّقويمِ، وَحَسْبُهُمْ نِيَّتُهُمْ في الدِّفاعِ عَنْ لُغَةِ القُرْآنِ، وَكَفَاهُمْ شَرَفُ الجُهُوْدِ والمُحَاوَلاتِ، سائلًا الله تعالى أن يجزيهم عمَّا قدَّموه للُّغةِ العربيَّةِ وأهلِهَا خيرَ الجَزَاءِ.

 

أَهَمُّ النَّتَائجِ: أكَّدَتْ هذه الدِّراسةُ بَعْضَ الأُمُوْرِ، منها:

1- أنَّ العَرَبَ قَبْلَ الإِسْلامِ كَانُوا غَيْرَ مُحتاجين لقانونٍ لُغويٍّ لِمُمَارَسَةِ نشاطهم اللغوي وتحقيق غاياتهم.

 

2- أنَّ انتشارَ اللَّحنِ والعَامِلَ الدِّينيَّ والعَامِلَ القَوْمِيَّ فِي صَدَارَةِ الأَسْبَابِ الدَّافِعَةِ لِوَضْعِ قَوَاعِدَ النَّحْوِ.

 

3- أنَّ مَنْهَجَ اللُّغويين العَرَبِ فِي جَمْعِ اللُّغةِ ثُمَّ تَقْعِيْدِهَا؛ لِمْ يَكُنْ مَحَلَّ اِتِّفَاقٍ عليه عِنْدَ جُمْهُوْرِ النُّحاةِ، ولم يكنْ بمنأي عن النَّقدِ والهَنَاتِ، ويُعتذر عنهم بقلَّةِ الإمكانات وفردية الجهود وغياب العمل المؤسسي...إلخ.

 

4- أنَّه مِنْ الطَّبعي أنْ تخرجَ بعضُ المَسْمُوعاتِ عَنْ سُلْطَانِ القَوَاعِدِ؛ لأسبابٍ كثيرةٍ ذكرتْها الدِّراسةُ.

 

5- أنَّ النُّحاةَ حاولُوا التَّوفيقَ بينَ القَاعِدَةِ النَّحويَّةِ والتَّطبيقِ، واستخدمُوا لأجل ذلك وَسَائلَ شَتَّى؛ نسبوا مُعْظَمَهَا إِلَى اَلْعَرَبِ أَصْحَابِ هَذِهِ اللُّغَةِ؛ كالتضمين، والاستغناء، والحذف، والإهمال،...إلخ.

 

6- أنَّهُ يُمكننا أَنْ نَعتبرَ كثيرًا ممَّا ذكره النُّحاةُ مِنْ مُحَاولاتٍ للَّتوفيقِ بَيْنَ القَاعِدَةِ النَّحويَّة والتطبيقِ؛ نعتبرَهُ قَوَاعِدَ فَرْعِيَّةٍ مُكَمِّلَةٍ للقواعدِ النَّحويَّةِ الرَّئيسةِ الأَساسيَّةِ، فتعديلُ القَوَانينِ الوَضْعِيَّةِ والدَّساتيرِ لِمُواكَبَةِ اَلْعَصْرِ أَمرٌ مقبولٌ ومشهورٌ غيرُ مُستنكرٍ.

 

7- أنَّ مُحاولاتِ التَّوفيقِ بينَ القَاعِدَةِ النَّحويَّةِ والتَّطبيقِ لَمْ تَكُنْ مَحَلَّ اِتِّفَاقٍ عِنْدَ جُمْهُورِ النَّحويين، وبِخَاصَّةٍ عِنْدَ دراسةِ هَذِهِ الوَسَائِلِ وتلك المحاولات ووضْعِهَا في ميزانِ القِياسِ النَّحوي؛ كالتضمين، والجر على الجوار، والحمل على المعنى، والإهمال... الخ.

 

8- أنَّ أسباب تمرُّد بعض النصوص المسموعة على بعض القواعد كثيرةٌ اجتهدت الدراسة في معرفة كثيرٍ منها، كما اجتهدت في معرفة نتائج خروج هذه النُّصوصِ على بعض القواعدِ.

 

9 - أنَّ وسائلَ التَّوفيقِ بينَ القَاعِدَةِ النَّحويَّةِ والتَّطبيقِ من الأمور الضَّروريَّةِ المُلحَّةِ في الدَّرسِ اللغوي، وقد ذكرت الدراسة كثيرًا من هذه الوسائلِ.

 

10- أنَّ مُحاولاتِ النَّقدِ والتَّقويمِ لا تُقلِّلُ أبَدًا مِنْ قِيْمَةِ النُّحاةِ وَجُهُودِهِم ومَكَانَتِهِم وقامتهم وفضلهم على العرب والعربية قديمًا وحديثًا ومُستقبلًا، فَإِنْ نَبَعَتْ هذه المُحاولاتُ وتِلْكَ الدَّراساتُ مِنْ نِيَّةٍ صَادِقَةٍ فَإِنَّهَا تُعتبرُ مُحاولاتٌ لِلْفَهْمِ وَاسْتِكْمَالِ النَّقْصِ إِنْ وُجِدَ فالكمالُ لله وَحْدَهُ.

 

11- أنَّ استخدامَ مُعطياتِ العَصْرِ وأساليبه وتقنياته في خدمةِ العربيَّةِ لُغَةِ القُرآنِ؛ شَرَفٌ عظيمٌ ينشده كلُّ عالمٍ عربيٍّ مُسلمٍ؛ وفي ذلك ترميمٌ لهذا الصَّرحِ الشَّامخِ مِمَّا لَحِقَهُ، وَدَعْمٌ وَتَقْوِيَةٌ لَهُ فِي مُوَاجَهَةِ اَلأنْوَاءِ وَحَمَلاتِ الأَهْوَاءِ مِنْ الدَّاخِلِ وَالخَارِجِ فِي الحَاضِرِ وَالمُستقبلِ.

 

وَأَسْأَلُ اللهَ العظيمَ ربَّ العرشِ العظيمِ أَنْ يَنْفَعَ بِهَذِهِ اَلدِّرَاسَةِ مَنْ شَاءَ، وَأَنْ تَكُوْنَ لَبِنَةَ بِنَاءٍ فِي صَرْحِ دِرَاسَاتِ عُلَمَائِنَا وَمَكْتَبَتِنَا اللُّغويَّةِ العَربيَّةِ، واللهُ مِنْ وَرَاءِ اَلْقَصْدِ وَهُو يَهْدِي اَلسَّبِيْلَ.

 

وَاللهُ وَلِيُّ التَّوفيقِ والسَّدَادِ،،،



[1] يمكننا أيضاً قراءة ما يأتي: ( سورة طه:113)، (سورة الزمر:28)، (سورة فصلت:3)، (سورة الشورى:7)، (سورة الزخرف:3).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة