• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

لغتي تحاور بهدوء

لغتي تحاور بهدوء
رياض منصور


تاريخ الإضافة: 28/9/2015 ميلادي - 14/12/1436 هجري

الزيارات: 5377

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لغتي تحاور بهدوء

 

في بيت من بيوتات العرب، مثقف، اجتمع الإخوة تحت سقف واحد، وحاولوا الإجابة عن سؤال واحد، قوض مضاجعهم، وأشعل أوجاعهم:

"ماذا يراد بنا؟".

 

أمسك خالد الجريدة بكلتا يديه، وقرأ بصوت عال: الدّارجة تحل ّمحلّ اللغة العربية في المدارس الابتدائية.

 

بصوت واحد قال الجميع:

ماذا يراد بنا؟.

 

قال خالد:

• إنه لأمر دبّر بليل...

 

ولأنه كان في بيت مثقف، يتقن لغة الحوار، لم يقاطعه أحد، بل تركوه يواصل شرح فكرته.

 

• يريدون القضاء على مقوّمات الشخصية الوطنية، وينجزون بأياد عربية ما عجزت عنه الهمجية الاستعمارية الأوربية.

يريدون سلخنا عن أمة لسانها عربي مبين.

يريدون قطع صلتنا بالماضي الجميل، وكلنا يعلم أنه من لا ماضي له ولا تاريخ،فلا حاضر له ولا مستقبل.

 

لما فرغ من كلامه نطق ساعد فقال:

• ربما الأمر ليس كما قلت وفصّلت، ربما هناك نوايا حسنة لتطوير البلد بلهجته المحلية، وإن قرأت تاريخ أروبا جيداً، فإنك ستجد أن ّ دولها الغربية، ثم الشرقية، لم تتطوّر إلا بعدما تخلّصت من جمود اللغة اللاتينية وصعوبتها. ثم استخدمت عوضاً عنها لهجاتها المحلية، فظهرت فيما بعد اللغة الجرمانية، والإيطالية، والفرنسية، و، و...

 

ربما استطعنا أخي أن نبسّط العلوم النظرية والتجريبية بلهجتنا المحلية.

 

ربما نحن نسير في نفس الطريق الذي سلكته أوروبا، طريق قادها إلى التقدم والازدهار.

 

ولست أرى الأمة الفرنسية قد تقدمت إلا بلهجتها المحلية، بعيدا عن اللغة اللاتينية القديمة.

 

قال ذلك، ثم تناول كوباً من الماء، فاسحاً المجال لأخ آخر وفكرة أخرى، فقام ماتع من مكانه ثم قال:

• لقد رأيتك - أخي ساعد - شديد الإعجاب بالأمة الفرنسية ولغتها، ولكنّي أتساءل مثلما تساءل من قبل، المفكر الياباني عن اللغة الفرنسية التي لم تستطع منذ مئات السنين أن تجد رسماً يليق برقم ثمانين، وتتخلص من "أربع عشرينات".

 

وبلباقة استل منهم نافع الكلمة فقال:

• أحببت أن أحدثكم عن أقوال بعض السلف في اللغة العربية فهل أنتم مستمعون؟

قالوا: تفضل.

 

قال نافع والجد يملأ كلامه:

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : "تعلَّموا العربيةَ؛ فإنها من دينِكم، وتعلَّموا الفرائضَ؛ فإنها من دينكم".


وكتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري - رضي الله عنهما - "أمَّا بعد، فتفقهوا في السنةِ، وتفقهوا في العربية، وأَعْرِبُوا القرآنَ فإنه عربي".


وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "إنَّ الله لما أنزل كتابَه باللسان العربي، وجعل رسولَه مبلغًا عنه الكتاب والحكمة بلسانه العربي، وجعل السَّابقين إلى هذا الدين متكلِّمين به، ولم يكن سبيل إلى ضبط الدِّينِ ومعرفته إلا بضبط هذا اللسان، صارت معرفته من الدِّين، وأقرب إلى إقامةِ شعائر الدين".


و يبرِّر الفارابي مدحَه العربية بكونها من كلامِ أهل الجنَّة؛ حيث يقول: "هذا اللسانُ كلامُ أهل الجنة، وهو المنزَّه بين الألسنةِ من كلِّ نقيصة، والمعلَّى من كلِّ خسيسة، والمهذَّب مما يُسْتَهجن أو يُسْتَشْنع".


وضعت شقيقتهم سعاد صينية القهوة على المائدة، ثم قالت:

سمعت حواركم، وأحببت أن أشارككم الحديث.

قالوا : نسعد بسماع فكرتك أختنا.


قالت: أما أنا فقد عثرت على كلام عن اللغة العربية، ولكن من ألسن المستشرقين، وسأسرد عليكم بعضا من أقوالهم، يقول المستشرق الألماني "يوهان فك": "إنَّ العربيةَ الفصحى لتدين حتى يومنا هذا بمركزِها العالمي أساسيًّا لهذه الحقيقة الثابتة، وهي أنَّها قد قامت في جميعِ البلدان العربية والإسلامية رمزًا لغويًّا لوحدة عالم الإسلامِ في الثقافة والمدنية، لقد برهن جبروتُ التراث العربي الخالد على أنه أقوى من كلِّ محاولةٍ يقصد بها زحزحة العربية الفصحى عن مقامِها المسيطر، وإذا صدقت البوادر ولم تخطئ الدلائلُ، فستحتفظ العربيةُ بهذا المقامِ العتيد من حيث هي لغة المدنية الإسلامية.


ويقول المستشرق الألماني الآخر "أوجيست فيشر": وإذا استثنينا الصِّينَ، فلا يوجدُ شعبٌ آخرُ يحقُّ له الفَخارُ بوفرةِ كتبِ علومِ لغتِه، وبشعورِه المبكرِ بحاجته إلى تنسيقِ مفرداتها، بحَسبِ أصول وقواعد غير العرب".


ويقول المستشرق الألماني الآخر "فرنباغ": "ليست لغةُ العربِ أغنى لغات العلم فحسب، بل إنَّ الذين نبغوا في التأليفِ بها لا يكادُ يأتي عليهم العدُّ، وإنَّ اختلافنا عنهم في الزَّمانِ والسجايا والأخلاق أقام بيننا نحن الغرباء عن العربيةِ وبين ما ألفوه حجابًا لا يتبين ما وراءه إلاَّ بصعوبة".


ويقول المستشرق الإسباني "فيلا سبازا": "اللغةُ العربية من أغنى لغاتِ العالم، بل هي أرقى من لغاتِ أوروبا؛ لتضمنها كلَّ أدواتِ التعبير في أصولها، في حين أنَّ الفرنسيةَ والإنجليزية والإيطالية وسواها قد تحدرت من لغاتٍ ميتة، ولا تزال حتى الآن تعالِجُ رمم تلك اللغاتِ لتأخذَ من دمائِها ما تحتاجُ إليه".


والذي أختم به هو قول المستشرق المجري "عبد الكريم جرمانوس" : إنَّ في الإسلامِ سندًا هامًّا للغة العربية أبقى على روعتِها وخلودها، فلم تنل منها الأجيال المتعاقبة، على نقيضِ ما حدث للغاتِ القديمة المماثلة كاللاتينية؛ حيث انزوت تمامًا بين جدرانِ المعابد، ولقد كان للإسلامِ قوة تحويل جارفة أثرت في الشعوبِ التي اعتنقته حديثًا، وكان لأسلوبِ القرآن الكريم أثرٌ عميق في خيالِ هذه الشعوب، فاقتبست آلافًا من الكلماتِ العربية، ازدانت بها لغاتها الأصلية، فازدادت قوةً ونماءً، والعنصرُ الثاني: الذي أبقى على اللغةِ العربية هو مرونُتها التي لا تُبارى، فالألماني المعاصر مثلاً لا يستطيع أن يفهمَ كلمةً واحدةً من اللهجةِ التي كان يتحدث بها أجدادُه منذ ألف سنة، بينما العربُ المحدثون يستطيعون فهمَ آداب لغتِهم التي كتبت في الجاهليةِ قبل الإسلام".[1]


كانت الأم تصغي باهتمام لكل ما يقوله أولادها، ولما فرغوا من كلامهم جميعا، قالت لهم:

• فخورة جداً بكم أبنائي، وإن مدرسة علمتكم العلم النافع، وغرست فيكم هذه الأخلاق الرفيعة، والمبادئ السامية، لجديرة بالاهتمام. وقد حان الوقت لتردوا لها الجميل، كل حسب موقعه، ومنصبه، ومستواه.



[1] ينظر مقال: أهمية اللغة العربية ومميزاتها، موقع شبكة الألوكة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة