• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

المجاز العقلي وأسئلة عليه

المجاز العقلي وأسئلة عليه
أبو أنس أشرف بن يوسف بن حسن


تاريخ الإضافة: 22/9/2015 ميلادي - 8/12/1436 هجري

الزيارات: 310012

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المجاز العقلي وأسئلة عليه

شرح دروس البلاغة للشيخ محمد بن صالح العثيمين

تحقيق الأستاذ أشرف بن يوسف

(5)


هو إسناد الفعل أو ما في معناه إلى غير ما هو له عند المتكلم في الظاهر لعلاقة (1)، نحو قوله:

أشاب الصغيرَ وأفنى الكبيـ ♦♦♦ ـرَ كرُّ الغداة ومرُّ العشي(2)

فإن إسناد الإشابة والإفناء إلى كر الغداة ومرور العشي إسناد إلى غير ما هو له؛ إذ المُشِيب والمفني في الحقيقة هو الله تعالى.

 


(1) قوله: أو ما في معناه، يعني:اسم الفاعل، واسم المفعول، والمصدر المراد به اسم الفاعل، أو اسم المفعول.

وقوله: في الظاهر، متعلق بقوله: إلى غير ما هو له، يعني أنه في الظاهر لغير ما هو له عند المتكلم.

(2) قول الشاعر:

أشاب الصغيرَ وأفنى الكبيـ ♦♦♦ ـرَ كرُّ الغداة ومرُّ العشي

 

هل كرها ومرها هو الذي أفنى الإنسان؟

الجواب: لا، الذي أفناه هو الله سبحانه وتعالى، فأضاف الفعل إلى غير من هو له.

 

وكذلك يقال في المثل العامي: أهلكه السبت والأحد، يعني مرور السبت والأحد.

 

وهل هذا هو الذي أهلكه؟

الجواب: لا، الذي أهلكه هو الله سبحانه، لكن أسند الفعل إلى غير من هو له على سبيل المجاز.

 

ويقال: بنى عمرو بن العاص مدينة الفسطاط.

ومن المعلوم أن عمرو بن العاص رضي الله عنه لم يباشر البناء، فلم يأتِ باللبِن، ولم يُجبِّن الطين، ولكن أمر بذلك، فهذا يسمى مجازًا عقليًّا.

••••


ومن المجاز العقلي: إسناد ما بني للفاعل إلى المفعول نحو: ﴿ عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ﴾ [الحاقة: 21] (1)، وعكسه، نحو: سيل مفعم (2).

 


(1) فقوله: راضية: يعني: مرضية،فأتى باسم الفاعل، ويراد به اسم المفعول، فقد أسند الرضا إلى العيشة، والعيشة لا تَرضَى، وإنما العيشة تُرضَى، فأسند ما في معنى الفعل إلى غير ما هو له على وجه المجاز العقلي.

 

(2) فقوله: سيل مُفعَم، يعني: فاعم، أو مُفعِم، مع أنه مبني للمجهول.

 

وليعلم أن هناك أفعالًا تبنى للمجهول - أو إن شئت فقل: لما لم يسم فاعله - دائمًا؛ مثل: نُتِجت البهيمة؛ بمعنى: أنتجت، ولا يجوز أن تقول: أَنتَجت، ولا أن تقول: نَتَجت.

 

وقد أُلِّف في ذلك رسالة صغيرة عليها شرح وأمثلة، هي "إتحاف الفاضل بالفعل المبني لغير الفاعل".

 

يعني: أن في اللغة العربية ألفاظًا، لا يمكن أن تبنى إلا للمفعول، ولا تبنى للفاعل.

••••


والإسناد إلى المصدر، نحو: جد جده.

وإلى الزمان، نحو: نهاره صائم.

وإلى المكان، نحو: نهر جار.

وإلى السبب، نحو: بنى الأمير المدينة.

ويعلم مما سبق أن المجاز اللغوي يكون في اللفظ، والمجاز العقلي يكون في الإسناد (1).

 


(1) إذًا: لو قال قائل: ما الفرق بين المجاز العقلي والمجاز اللغوي؟

فالجواب: أن المجاز اللغوي - بنوعيه اللذين هما المجاز المرسل والاستعارة - يكون في الألفاظ.

 

فإن كانت العلاقة هي المشابهة، فهو استعارة، وإن كانت العلاقة غير المشابهة، فهو مجاز مرسل.

 

والمجاز العقلي: يكون في الإسناد؛ بمعنى: أن الكلمات يراد بها معناها الحقيقي، لكن إسناد هذه الكلمة إلى هذه الكلمة هو المجاز.

 

فمثلًا: بنى الأمير المدينة،المراد بالبناء حقيقة البناء، والأمير أيضًا يراد بها الحقيقة، لكن إسناد البناء إلى الأمير، هذا هو المجاز.

 

مثال آخر: قال تعالى: ﴿ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا ﴾ [غافر: 13]،فهل المجاز في إنزال هذا الماء، أو في كلمة "رزق"؟

الجواب: أن المجاز هنا في كلمة "رزق".

 

والخلاصة الآن: أن الفرق بينهما:

أن المجاز اللغوي: يكون في الكلمات نفسها؛ بمعنى: أنه يراد بالكلمة خلاف المعنى الأصلي.

 

والمجاز العقلي: يكون في الإسناد؛ بمعنى: أن كل كلمة يراد بها المعنى الأصلي، لكن إسنادها إلى الكلمة الأخرى عقلي، يمنعه العقل.

 

فعلى سبيل المثال: قوله تعالى: ﴿ وَجَاءَ رَبُّكَ ﴾ [الفجر: 22]،على مذهب أهل السنة والجماعة مجيء الله حقيقة، ليس فيه مجاز؛ لا عقلي، ولا لغوي.

 

وعلى رأي أهل التحريف: فيه مجاز عقلي؛ لأن المجيء عقلًا عندهم لا يسند إلى الرب، فهو ممتنع عقلًا.

 

وهذا هو السر في أن شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله وأمثالهما شددا في إنكار المجاز؛ لأنه صار سُلَّمًا إلى تحريف نصوص الكتاب والسنة؛ بناءً على إثبات المجاز[1].

 

هذا هو المجاز بنوعيه:

ما علاقته المشابهة، وهو الاستعارة.

وما علاقته غير المشابهة، وهو المجاز المرسل.

 

وكل منهما يكون مجازًا في اللفظ:

فإن كانت الألفاظ يراد بها الحقيقة، لكن إسناد هذا إلى هذا يمتنع عقلًا، فهو مجاز عقلي.

 

واعلم أن قولنا: يمتنع عقلًا،ليس معناه كما يريده المناطقة، بل إنه حتى لو كان عادةً فهو مجاز عقلي.

 

مثلًا: بنى الأمير المدينة،لا يمتنع عقلًا أن يبنيها، فمن الممكن أن يبني، بأن يشارك في البناء، لكن عادة يمتنع.

••••


أسئلة المجاز العقلي

الأسئلة: بين المجاز العقلي، وعلاقته في الأمثلة الآتية:

(أ) قال تعالى: ﴿ أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا ﴾ [القصص: 57].

(ب) هذا المنزل عامر.

(ج) أرضهم واعدة.

(د) بطشت بهم أهوال الدنيا.

(هـ) أصابني هم ناصب.

(و) ضرَّسهم الزمان، وطحنتهم الأيام.

(ز) هذا الطريق وارد صادر.

(ح) وضعه الشح ودناءة النسب.

(ط) ملكنا فكان العفو منا سجية ♦♦♦ فلما ملكتم سال بالدم أبطح

(ي) ستُبدي لك الأيام ما كنتَ جاهلًا ♦♦♦ ويأتيك بالأخبار من لم تزود

(ك) أعِرْني أذنًا واعية.

(ل) لقد لُمْتِنا يا أم غيلان في السُّرى ♦♦♦ ونمت وما ليل المطي بنائم

(م) تكاد عطاياه يجن جنونها.

(ن) ذهبنا إلى حديقة غنَّاء.

 

الأجوبة عنها:

(أ) "آمنًا" اسم الفاعل أسند إلى ضمير الحرم، وهو مفعول، مجازًا عقليًّا، علاقته المفعولية.

(ب) "عامر" اسم فاعل، أسند إلى المنزل، مجازًا عقليًّا، علاقته المفعولية.

(ج) "واعدة" اسم فاعل، أسند إلى الأرض، مجازًا عقليًّا، علاقته المفعولية، يقال إذا رجي خيرها.

(د) "بطشت" فعل أسند إلى أهوال الدنيا، وهو سبب، مجازًا عقليًّا، علاقته السببية.

(هـ) "ناصب" اسم فاعل، أسند إلى ضمير الهم، وهو مفعول فيه، مجازًا عقليًّا، علاقته المفعولية.

(و) "ضرس" فعل أسند إلى الزمان.

و "طحنت" فعل أسند إلى الأيام، مجازًا عقليًّا، علاقته الزمانية.

(ز) "وارد وصادر" اسما فاعل، أسند إلى ضمير الطريق، مجازًا عقليًّا، علاقته المفعولية.

(ح) "وضع" فعل أسند إلى الشح ودناءة النسب، مجازًا عقليًّا، علاقته السببية.

(ط) "سال" فعل أسند إلى "أبطح"، مجازًا عقليًّا، علاقته المكانية.

(ي) "ستبدي" فعل أسند إلى الأيام، مجازًا عقليًّا، علاقته الزمانية.

(ك) "واعية" اسم فاعل، أسند إلى ضمير الأذن، مجازًا عقليًّا، علاقته السببية.

(ل) "نائم" اسم فاعل أسند إلى ليل المطي، مجازًا عقليًّا، علاقته الزمانية.

(م) "يجن" فعل أسند إلى المصدر، مجازًا عقليًّا، علاقته المصدرية.

(ن) "غنَّاء" مبالغة من "الغَنِّ"، أسند إلى ضمير الحديقة، مجازًا عقليًّا، علاقته المكانية.



[1] قال ابن قاسم النجدي رحمه الله في حاشية مقدمة التفسير ص81: صرح بنفي المجاز المحققون، ولم يحفظ عن أحد من الأئمة القول به، وإنما حدث تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز بعد القرون المفضلة، فتذرَّع به المعتزلة والجهمية إلى الإلحاد في الصفات، وإبطالالحقائق، وتعطيل الألفاظ عن دلالتها على المعاني.

من ذلك قولهم في قوله تعالى: ﴿ وَجَاءَ رَبُّكَ ﴾ [الفجر: 22] هو من مجاز اللغة، تقديره: وجاء أمر ربك، وقولهم في اسمه: ﴿ الرَّحْمَنِ ﴾ وصفه بالرحمة مجاز؛ لأن الرحمة رقة تعتري القلب، وقولهم في استوائه على العرش: إنه بمعنى استولى، أو قصد، أومجمل في مجازاته، وفي اليدين مجاز في النعمة، أو القدرة،وفي الوجه، أي: يبقى ربك أو ثوابه، وادعوه في العلو والنزول، وغير ذلك من صفات الرب، جل وعلا وتقدس.

...وقالوا: يمتنع حمله على الحقيقة، حتى زعم ابن جني وغيره من أهل البدع والاعتزال: أن أكثر اللغة مجاز، وكان هو وشيخه أبو علي الجبائي من كبار أهل البدع المنكرين لكلام الله، في زمن قوة شوكة المعتزلة، وكانت الدولة دولة رفض واعتزال في عهد عضد الدولة، وكان وزيره ابن عباد معتزليًّا، وقاضيه عبدالجبار معتزليًّا، وتقدم أن أول من ظهر منهم تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز: المعتزلة، والجهمية.

...وقد علم بالاضطرار أن الله متكلم حقيقة، فكيف يتصور دعوى المجاز في كلامه إلا على أصولالجهمية الذين يقولون: كلام الله مخلوق، ولم يقم به كلام، وقد أطبق السلف على تضليلهم وتكفيرهم،ومن أقر أن الله تكلم بالقرآن فإنه لا يتصور على أصله دخولالمجاز في كلام الله، بل كلامه تعالىحق على حقيقته، ولو احتمل أن يكون المراد به غير ظاهره، انتفى الوثوق به، تعالى الله عما يقول الملحدون علوًّا كبيرًا.

قال ابن القيم: وإذا كان ظاهر كلام الله والأصل فيه الحقيقة، لم يجُزْ أن يحمل على مجازه، وخلاف ظاهره ألبتة، وذكر أن القائلين بالمجاز: منهم من أسرف فيه وغلا، حتى ادعى أن أكثر ألفاظ القرآن - بل أكثر اللغة - مجاز، واختار هذا جماعة ممن ينتسب إلى التحقيق والتدقيق، ولا تحقيق ولا تدقيق، وإنما هو خروجٌ عن سواء الطريق، ومفارقةٌ للتوفيق؛ اهـ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة