• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

اللغة العربية من خلال ساحة قيدون (place gueydon)

اللغة العربية من خلال ساحة قيدون (place gueydon)
رياض منصور


تاريخ الإضافة: 7/9/2015 ميلادي - 23/11/1436 هجري

الزيارات: 6435

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اللغة العربية من خلال "ساحة قيدون"

"place gueydon"


من خلال شرفة "ساحة قيدون" أول نوفمبر كان يتأمل باخرة راسية في ميناء بجاية وهي تفرغ حمولتَها من الحطب، والشاحنات الكبيرة تحمل ما استطاعت من بضاعة، ولكن حجم السفينة الكبير جعلها تبدو وكأنها قافلةٌ من النمل تحمل حبَّات القمح.

 

♦ أتعلم بماذا يشتهر هذا المكان؟

ردَّ الكاتب:

♦ لست أدري.

♦ مِن هذا المكان ينتحر القانطون.

 

سرح الكاتب في خياله، ثم أمسك قلمه ليكتُبَ:

يشتهر هذا المكان بالانتحار، ممكن، ولكن لماذا لا يتحدَّث الناس عن العَلاقات الجادَّة التي حدثت في هذا المكان؟

 

لماذا لا يتحدَّثون عن الأُسَر التي تكوَّنت نواتُها الأولى في هذا المكان؟

لماذا لا يتحدَّثون عن المشاكل التي ذابت في هذا المكان، كما تذوب جبال الجليد تحت دفء المشاعر النبيلة والعواطف الصادقة؟

 

لماذا لا يتحدَّثون عن سحر المكان؟

هذا المكان بريء من التهمة الموجَّهة إليه براءةَ اللغة العربية من الصعوبة التي حاولوا جعلَها صفةً ملازمة لها.

 

هذا المكان يضع بعضُ الفاشلين حدًّا لحياتهم فيه، وعلى ظهره أيضًا تنشأ عَلاقات تُثمِرُ زيجات سعيدة، وبداية حياة مليئة بالأفراح.

 

هذا المكان شهد قيام دولة عظيمة، أنارت بيوت وشوارع إيطاليا المظلمة، ومن بعدها كل أوربا بشمعة ما زالوا يسمونها إلى يوم الناس هذا: "بوجي"؛ نسبة إلى بجاية العاصمة الثانية للحماديين.

 

هذا المكان لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نَصِفَه بوصف لا يليق به، فنقول عنه: مُتخلِّف، ولا يستطيع اللَّحاق برَكْبِ الحضارة.

 

كيف نقول عنه ذلك، وهو مَن ساهم بشكل كبير في النهضة الأوربية، وفي التطور الحاصل اليوم في أوربا؟!

 

هذه الأرض أرض عِلم وتقدم وحضارة، وكَذَب مَن قال عكس ذلك، كذب المثبِّطون الذين يحاولون الترويج لفكرة أن خط الاستواء هو الحدُّ الفاصل بين العالم المتقدم والعالم المتخلف، أو ما يسمَّى بعالم الشمال المتطور، وعالم الجنوب النامي أو السائر في طريق النمو، أو العالم الثالث.

 

"ساحة قيدون" غيرُ مسؤولة عن عمليات الانتحار، كما أن هذه الأرض غير مسؤولة عن مظاهر التخلُّف.

 

وربما قال قائل: المشكل ليس في الأرض، إنما هو في اللغة العربية الصعبة التي تقف في وجه التطور.

 

ولهذا وأمثاله نقول: بأي لغة تحدَّث أجدادُك الحمَّاديُّون، وبأي لغة تطوَّروا؟

 

ولأجل ذلك، فإن هذه اللغة العربية ليست هي الأخرى مسؤولةً عن التخلف الحاصل في البلد.

 

الأرض أرضُ علم وحضارة، واللغة العربية كذلك، يبقى عنصرٌ ثالث لم نتحدَّث عنه، ألا وهو: الإنسان.

 

الإنسان:

هل هذا الإنسان يرغب في التطوُّر، ويمتلك قابليَّة التطوُّر، أم أنه لا يرغب في ذلك؟

 

هل حبَّب هذا الإنسان اللغة العربية لأبنائه في المنازل، وتلاميذه في المدارس، أم أنه اكتفى بالتصفيق لكلِّ مَن قال: لا توجد لغة فوق الأرض أصعب من اللغة العربية؟

 

هل راجع البرامج والمناهج؟

هل اهتم بمحور العملية التعليمية التعلُّمية؟ هل اهتم بالتلميذ، وقبْلَه أستاذ اللغة العربية؟

هل حبَّب هذه اللغة لأستاذها، حتّى يحبِّبَها هو بدوره لتلاميذه؟

هل دَغْدَغ جيب أستاذها بدنانير يُثري بها مكتبتَه؟

 

هل اختار بعناية ودقة الأستاذ الذي يصلح لهذه المهمة، أستاذٌ لا يقول لتلاميذه في القسم، أثناء الدرس: أنا لا أفهم الشِّعر ولا أحبُّه؟

 

ماذا ننتظر من تلاميذَ هذا أستاذُهم، والشعر - كما يعلم الجميع - هو ديوان العرب؟

هل اختار أستاذًا يتذوَّق حروفَها؟ ويتلذَّذ بقصصها، وأشعارها، وكل مفردة من مفرداتها؟

 

وقد حكى أستاذ لا يدرِّس اللغة العربية، ولكنه يحبُّها كما يحب الولد البارُّ والديه، وكما يحبُّ المواطن الصَّالح وطنه، قال:

♦ "دخلت قسم اللغات، فوجدت التلاميذ يتحدَّثون عن اللغة العربية وصعوبتها، فقلت لهم: الحقُّ معكم هي لغة صعبة، ولأبيِّن لكم ذلك سنختار كلمة منها، ونقوم بتشريحها بالمشرط، والكلمة هي، هي...هي...نسيتُها!

 

من منكم يحمل في محفظته قاموسًا أو معجمًا عربيًّا؟

ولا أحد رفع يده.

ثم قلت: دعونا من القاموس العربي، أحتاج قاموسًا (فرنسي فرنسي).

فهجم عليَّ التلاميذ بقواميسهم الفرنسية.

ثم طلبت قاموس "إنجليزي إنجليزي" فتكرَّرت هجمتُهم على مكتبي.

كانوا مدجَّجين بكل الحروف إلا الحرف العربي".

 

ومن خلال هذه القصة الطريفة نكتشف أنَّ التلميذ يأتي إلى المدرسة، وهو مزوَّد بأفكار قبليَّة قاتلة، مُفادها بأن اللغة العربية لغة صعبة، وبالتالي يزهَدُ فيها، ويصرف نظره عنها واهتمامه بها.

 

فهل ابتكرنا تقنيات ووسائل حديثة ترغِّب التلميذ الجزائري في لغته العربية؟

 

المشكلة ليست في الأرض، وليست في اللغة، المشكلة في الإنسان، ومتى أحبَّ الإنسان لغتَه أحبَّتْه، وقادته إلى التطور والرُّقيِّ، والأرض لن تمانع في ذلك.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة