• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

حوار جامعي!

حوار جامعي!
د. محمد إبراهيم العشماوي


تاريخ الإضافة: 10/8/2015 ميلادي - 24/10/1436 هجري

الزيارات: 5384

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حوار جامعي!


قال لي وهو مُغضَب: هل الشريعةُ تُجيزُ الكذب؟

قلت: لا، إلا في أمور حدَّدَتْها.

 

قال: وهل من هذه الأمور أن نسمِّي الأشياء بغير أسمائها؟

قلت: ماذا تعني؟

 

قال: هؤلاء المعيدون في الجامعة؛ هل يجوز شرعًا أن نُطلِق عليهم لقب (دكتور)؟

قلت: نعم، يجوز.

 

فاستشاط غضبًا!

وقال: هل تجيز الشريعة الكذب؟

قلت: ليس كذبًا، وإنما هو مجازٌ!

 

قال: وما لنا والمجاز؟! نحن في الحقيقة!

قلت: الشريعة فيها الحقيقة والمجاز، أرأيت قول الله تعالى: ﴿ وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ ﴾ [النساء: 2]، وقوله تعالى: ﴿ إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا ﴾ [يوسف: 36]؟!

 

لو كانت هذه المعاني على الحقيقة، لكانت في غاية البطلان؛ لأن اليتيم لا يُؤتَى ماله إلا إذا بلغ مبلغ الرجال، وهو إذا بلغ مبلغ الرجال لا يُسمَّى يتيمًا، ففي الآية مجازٌ مرسل عَلاقته اعتبار ما كان؛ أي: آتوا هؤلاء الرجال الذين كانوا يتامى، فسمَّتْهم الآية يتامى باعتبار ما كان؛ استحضارًا لصورة اليتامى في أذهان الأوصياء؛ حتى لا يتقاعسوا عن إيتائهم أموالهم.

 

وكذلك في الآية الثانية؛ فإن الخمر لا تُعصَرُ، وإنما يُعصَرُ العنب؛ ففي الآية مجاز مرسل عَلاقتُه اعتبار ما سيكون؛ أي: أَعصِرُ عنبًا يصير خمرا؛ لأن العصير لا يُعصَرُ.

 

فالذي يُطلِقُ على المعيد لقبَ (دكتور)، موافق في استعماله استعمال القرآن من جهة المجاز؛ من حيث إن المعيد - في الغالب - يكون دكتورًا، فإطلاق اللقب عليه باعتبار ما سيكون.

 

ثم إننا نسمي أبناءنا حين يولدون أسامي ربما لا تتحقَّق فيهم عاجلاً أو آجلا؛ كحارث وهمَّام، ونستعمل التشبيه فنسمي ليثًا وأسامة، والشريعة لا تنهانا عن ذلك، ولا تَعدُّه مدرجة إلى الكذب، بل هذه أسامي الصحابة - رضي الله عنهم - جلُّها على هذا النحو، لم يُغيِّر النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا منها إلا ما كان قبيحًا، وهذا في الأسماء التي لا تفارقُ الإنسان؛ فكيف باﻷلقاب الوظيفيَّة التي هي مَظِنَّة التغيير والمفارقة؟!

 

إن التفاؤل صفةٌ عظيمة من صفات المسلم، وخَصِيصةٌ من خصائص هذا الدين، الذي قال عنه نبيُّه الكريم صلى الله عليه وسلم: ((لا طيرة، وخيرها الفأل!)).

 

وقد كنا - ونحن معيدون - نغضَبُ ممن ينادي علينا بلقب (أستاذ)، ونحسب أن في قلبه مرضًا، مع أنه مصيب، لكنها النفس التي تستعجل الخير دائمًا، وتحب مَن يُبشِّرُها به، وتكره من يُنفِّرُها، فتذكّر هذه الأيام، واشكر الله على ما أنت فيه، وارجُ لإخوانك الخير!

 

قال وقد زالت من وجهه علامات الغضب، ونزلت عليه سكينة الإيمان: نعم، ﴿ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ﴾ [النساء: 94]!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة