• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

تحليل مسائل القسم وتوجيهات الفراء لها (3)

تحليل مسائل القسم وتوجيهات الفراء لها (3)
د. سعد الدين إبراهيم المصطفى


تاريخ الإضافة: 28/1/2015 ميلادي - 8/4/1436 هجري

الزيارات: 3549

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تحليلُ مسائِلِ القَسَمِ وتوجِيهاتُ الفرَّاء لها (3)


قَولُهُ تَعالَى: ﴿ وإذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وحِكمةٍ ﴾[1]:

قَرَأَها يحيى بنُ وثَّاب بِكَسرِ الَّلامِ، يُرِيدُ أَخْذَ الِميثَاقِ لِلَّذِينَ آتَاهُم، ثُمَّ جَعَلَ قَولَهُ: ﴿ لَتُؤْمِنُنَّ ﴾ مِن الأَخْذِ، كَمَا تَقُولُ: أَخَذْتُ مِيثاقَكَ لَتَعمَلَنْ، لِأَنَّ أَخذَ الِميثاقِ بِمَنزِلَةِ الاستِحلافِ. ومَنْ نَصَبَ الَّلامَ فِي " لَمَا " جَعَلَ الَّلامَ لاماً زائِدةً، إذ أُوقِعَتْ علَى جَزاءِ " صَيِّرَ "علَى جِهةِ " فَعَّل "، وصَيَّرَ جَوابُ الجَزاءِ بـ "الَّلامِ "، وبـ " إنْ"، وبـ " لا "، وبـ " ما "، فَكَأنَّ الَّلامَ يَمِينٌ، إذْ صَارَتْ تُلْقَى بِجَوابِ اليَمينِ، وهُو وَجهُ الكَلامِ[2].

 

تعليق ومقارنة:

جاءَ أُسلُوبُ القَسَمِ هنا بِواسِطةِ الفِعلِ " أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبيّينَ "، فهذا التركِيبُ قَسَمٌ، و" ما " في " لَمَا " جاءَتْ شَرطيَّةً، بِناءً علَى رَأْيِ الفرَّاء والَّلامُ مُوطِّئةٌ، أي: مُمَهِّدةٌ لِلقَسَمِ، ولِهذا أُجِيبَ الجَوابُ بِما يُجابُ بِهِ القَسَمُ، مُضَارِعاً مُؤكَّداً بِنُونِ التَّوكيدِ الثَّقِيلةِ ﴿ لَتُؤمِنُنَّ بِهِ ﴾. فهنا ذَكَرَ رأيَ الكِسائِيِّ دونَ تَصريحٍ بِهِ، فهو يرَى أنَّ " ما " شرطِيّة، فَعَلَى رَأيهِ مَوضِعُها نَصبٌ بِالفِعلِ ﴿ آتَيتُكُم ﴾. ولأبِي عُبيدَةَ في هذا رأيٌ حسَنٌ، قالَ: المعنى وإذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ لَتُؤمِنُنَّ بِهِ لِمَا آتَيْتُكُم مِنْ ذِكرِهِ فِي التَّوراةِ.. وقِيلَ فِي الكلامِ حذفٌ. والمعنى: وإذ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيينَ لَتُعَلِّمُنَّ النَّاسَ لِما جاءَكُم مِنْ كِتابٍ وحِكمَةٍ، ولِتَأخُذُنَّ علَى النَّاسِ أنْ يُؤمِنُوا، ودلَّ علَى هذا الحَذفُ ﴿ وأَخَذْتُم علَى ذلِكُم إصرِي ﴾[3].

 

وفِي هذهِ المسألةِ أيضاً نَجِدُ أنَّ: " ما "، هُنا بِمَعنَى " الَّذِي " والتَّقدِيرُ: لَلَذِي آتَيْتُكُمُوهُ، ثمَّ حَذَفَ الهاءَ لِطُولِ الاسمِ فـ " الَّذِي " رَفعٌ بِالابتِداءِ، وخَبرُهُ " مِن كِتابٍ وحِكمةٍ " و "مِنْ " لِبيانِ الجِنسِ، والَّلامُ مُوطِّئةٌ لمجيءِ: " ما "، بَعدَها جَواباً لِلقَسمِ،. وقَولُهُ: " ثمَّ جاءَكُم "، مَعطُوفٌ علَى الفِعلِ بَعدَ: " ما "، فَهُوَ فِي حيِّز ِالشَّرطِ، ويَلزَمُ أنْ يَكُونَ فِي قَولِهِ: " ثمَّ جاءَكُم "، رابِطٌ يَربِطُها بِمَا عُطِفَتْ علَيهِ، لِأنَّ: " جاءَكُم "، مَعطُوفٌ علَى الفِعلِ بَعدَ: " ما"، و: " لَتُؤمِنُنَّ بِهِ "، جَوابٌ لِقَولِهِ: ﴿ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبيِّينَ ﴾ وجَوابُ الشَّرطِ مَحذُوفٌ لِدَلالةِ جَوابِ القَسَمِ علَيهِ، والضَّمِيرُ فِي: " بِهِ "، عائِدٌ علَى: "رَسُول"، ونَحنُ فِي هذِهِ المَسأَلةِ نَمِيلُ إلَى كَونِ " ما " مَوصُوليَّةً مُخالِفِينَ بذلِكَ رَأيَ الفرَّاء وشيخِهِ الكِسائِيِّ.

 

وإِمامُ النُّحاةِ سيبويه، حِينَ سَألَ شَيخَهُ الخليل - رَحِمَهُما اللهُ - عَن قَولِهِ تَعالَى: ﴿ وإذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وحِكمةٍ ثُمَّ جَاءَكُم رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُم لَتُؤمِنُنَّ بِهِ ولَتَنصُرُنَّهُ ﴾، أَجابَهُ: " ما " ها هُنا بِمَنزِلةِ " الَّذِي "، ودَخَلَتْها " الَّلامُ كَمَا دَخَلَتْ علَى " إنْ " حِينَ قُلْتَ: " واللهِ لَئِنْ فَعَلْتَ لأَفعَلَنَّ "، فالَّلامُ الَّتِي فِي " ما " كَهذِهِ الَّتِي فِي " إنْ "، والَّلامُ الَّتِي في الفِعلِ كَهذِهِ الَّتي فِي الفِعلِ هُنا[4].

 

إنَّ سيبويه يَرَى أنَّ مِثلَ هذِهِ الَّلامِ الأولى " أنْ"، إذا قُلْتَ: واللهِ أنْ لَو فَعَلْتَ لَفَعَلْتَ. وقالَ: (من الطويل ):

1 فَأُقسِمُ  أنْ  لَوِ  التَقَيْنا  iiوأنتُمُ        لَكانَ لَكُم يَومٌ مِنَ الشَّرِّ مُظلِمُ[5]

فـ "أنْ " فِي " لو " بِمنزِلةِ " الَّلامِ " فِي " ما "، فجاءَتْ لامانِ، لامٌ لِلأَوَّلِ، ولامٌ لِلجَوابِ، هِيَ الَّتِي يَعتَمِدُ علَيها القَسَمُ.



[1] الآية 81 من سورة آل عمران. قرأ الحسن وحمزة ويحيى بن وثاب وهبيرة عن حفص عن عاصم " لِما " بكسر اللام الجارة، وتخفيف الميم. ينظر معجم القراءات القرآنية: د.عبداللطيف الخطيب، دار سعدالدين للنشر والطباعة، دمشق، 2000م، 1: 535.

[2] معاني القرآن 1: 225.

[3] إعراب القرآن: لأبي جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل الملقب بابن النحاس (ت388هـ)، تحقيق: زهير غازي زاهد، عالم الكتب، بيروت،ط1، 1426هـ-2005م، ص211.

[4] الكتاب 3: 107.

[5] الكتاب 3: 107. والشاهد فيه: مجيء " أن "توكِيداً لقسم، والثانية وقعت جواباً للقسم، ولذلك لا تجتمع " الَّلامانِ " في موضع واحد، فتقدمت واحدة وتأخرت أخرى.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة