• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

سيبويه والفقهاء

أ. د. عبدالله أحمد جاد الكريم حسن


تاريخ الإضافة: 23/11/2014 ميلادي - 30/1/1436 هجري

الزيارات: 11343

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سيبويه والفقهاء


لقد روى الفيروزآبادي (ت 817هـ) في كتابه "البلغة"، عن محمد بن جعفر التميمي القزاز القيرواني (ت412هـ)، قال: كان سيبويه أولًا يصحب الفقهاء وأهل الحديث، وكان يستملي على حماد بن سلمة، ولكنه قرأ: "ما من أصحابي إلا من لو شئت لأخذت عليه، ليس أبا الدرداء"[1]، فقرأها: ليس أبو الدرداء، فلحنه أصحابه، فعدل عن قراءة الحديث، وذهب حتى تمرس باللغة - لازم الخليل (ت 175 هـ) - وألف الكتاب، ثم بعد ذلك روى الحديث[2].

 

ولقد أدرك سيبويه وغيره من أفذاذ العربية وعلمائها أن الاشتغال بعلوم الشريعة؛ من فقه، وتفسير، وحديث... وغيرها، يحتاج لإتقان قواعد النحو، وقال ابن عائشة التميمي (ت228هـ): "كنا نجلس مع سيبويه النحوي في المسجد، وكان شابًّا جميلًا، قد تعلق من كل علم بسبب، وضرب في كل أدب بسهم، مع حداثة سنه، وبراعته في النحو"[3]، ولقد تعلم سيبويه كثيرًا من مسائل الفقه، والحديث، والتفسير، وغيرها؛ لأن العلوم كانت وقتئذٍ متشابكة، ولم يظهر ما يسمى بالتخصص الدقيق، فكثير من النحاة قراء، وفقهاء، ومفسرون، وقضاة، وغير ذلك، وسرعان ما تفوَّق سيبويه على أقرانه، كما أنه بز كثيرًا من أساتذته، فقد يبز التلميذُ أستاذَه أحيانًا، وألف كتابه الذي سماه بعض العلماء "قرآن النحو"[4]؛ استعظامًا له.

 

ومن طريف ما يروى في هذا الشأن أن عبدالله بن محمد بن عيسى أحد نحاة الأندلس "كان يختم كتاب سيبويه في كل خمسة عشر يومًا"، كأنما يتلوه تلاوة القرآن[5]، ومن ذلك - أيضًا - قولهم: "من أراد أن يؤلف في النحو بعد سيبويه فليستحِ"[6]، وقول السيرافي (ت368هـ): وعمل كتابه الذي لم يسبقه إليه أحد قبله، ولم يلحق به من بعده، وكان المبرد (ت 285هـ) يقول لمن أراد أن يقرأ عليه كتاب سيبويه: هل ركبت البحر؟ ...... إلخ[7].

 

ومـما لا شك فيه ولا جدال حوله أن سيبويه حقق مكانةً سامقةً، وشهرةً طاغية، وتوفيقًا مؤزرًا، فيما ذكره من آراء في كتابه، نال بفضلها لقب إمام النحاة.



[1] ينظر: مغني اللبيب، لابن هشام (1/ 387)، وفيض القدير شرح الجامع الصغير، لعبدالرؤوف المناوي، المكتبة التجارية الكبرى، مصر، الطبعة الأولى، 1356هـ (6/ 462)، ومرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، للملا علي القاري، تحقيق: جمال العيتاني، دار الكتب العلمية، بيروت، 1422هـ / 2001م، (3/ 79)، والبلغة في تراجم أئمة النحو واللغة، للفيروزآبادي، تحقيق: محمد المصري، جمعية إحياء التراث الإسلامي، الكويت 1407هـ، الطبعة الأولى (1/ 49).

[2] البلغة (1/ 49)، وينظر: بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، لجلال الدين السيوطي، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، طبعة عيسى الحلبي، القاهرة،1384ه/ 1965م (1/ 412)، ومغني اللبيب، لابن هشام (1/ 387)، وأخبار النحويين البصريين، للسيرافي، تحقيق: محمد إبراهيم البنا، دار الاعتصام، القاهرة، 1986م (1/ 6)، ومعجم الأدباء، للحموي (1/ 444)، ونزهة الألباء في طبقات الأدباء، لأبي البركات الأنباري، تحقيق: إبراهيم السامرائي، الطبعة الثانية، مكتبة الأندلس، بغداد، 1970م (1/ 17،24)، ونفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، للتلمساني، تحقيق: إحسان عباس، دار صادر، بيروت، 1900م/ 1997م (4/ 85)، وفيض القدير، للمناوي (6/ 462)، ومقدمة كتاب سيبويه (1/ 8).

[3] ينظر: معجم الأدباء (19/ 61)، وبغية الوعاة (1/ 108)، ومقدمة كتاب سيبويه (1/ 14)، وغيرها.

[4] ينظر: مراتب النحويين، لأبي الطيب اللغوي، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، نهضة مصر، القاهرة، 1974م (ص65)، والإحاطة في أخبار غرناطة، لابن الخطيب، تحقيق: د. يوسف علي طويل، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 2003 مـ/ 1424 هـ (3/ 36)، والمزهر في علوم اللغة وأنواعها، لجلال الدين للسيوطي، تحقيق: فؤاد علي منصور، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1998م (2/ 347)، وغرائب الاغتراب ونزهة الألباب في الذهاب والإقامة والإياب، للألوسي، مطبعة الشابندر، بغداد، 1327هـ (1/ 138)، وغيرها.

[5] ينظر: بغية الوعاة، للسيوطي (1/ 289)، ومقدمة كتاب سيبويه (1/ 24).

[6] ينظر: نزهة الألباء (1/ 75)، والفهرست، لابن النديم، دار المعرفة، بيروت، 1398 هـ - 1978م (ص76).

[7] ينظر: أخبار النحويين البصريين، للسيرافي (ص48)، ومقدمة كتاب سيبويه (1/ 22) وما بعدها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- الفيروزآبادي
أبو عمر الرياض 24-11-2014 03:01 AM

قال الأستاذ الدكتور -حفظه الله-:"لقد روى الفيروزآبادي (ت 817هـ) في كتابه "البلغة"، عن محمد بن جعفر التميمي القزاز القيرواني (ت412هـ)، قال: كان سيبويه أولًا يصحب الفقهاء وأهل الحديث ...".
قال أبو عمر -عفا الله عنه-: الفيروزآبادي لم يرو هذا بإسناده إلى محمد بن جعفر التميمي، حتى يقال: روى الفيروزآبادي، إنما يقال: ذكره، أو أورده،ونحو ذلك، أما الذي رواه فهو الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (14/ 99) قال:أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي، قال: قال محمد بن جعفر بن هارون التميمي: كان سيبويه في أول أيامه يصحب الفقهاء، وأهل الحديث، وكان يستملي على حماد بن سلمة، فلحن في حرف فعابه حماد، فأنف من ذلك، ولزم الخليل". فلو قيل: روى الخطيب البغدادي في "تاريخه"، وذكره الفيروزآبادي في كتابه "البلغة"، لكان أولى. ولعل الإستاذ الدكتور -حفظه الله- يوافقني فيما ذكرت. والله أعلم.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة