• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

اللغة العربية ومكانتها

أ. د. عبدالله أحمد جاد الكريم حسن


تاريخ الإضافة: 13/11/2014 ميلادي - 20/1/1436 هجري

الزيارات: 26942

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اللغة العربية ومكانتها


اللغة العربية إحدى اللغات السامية، وهي الأقرب إلى اللغة السامية الأم التي انبثقت منها اللغات السامية الأخرى، واللغة العربية بسِماتها وخصائصها المتفردة في كثير من الأحيان كانت - ولا تزال - قادرةً على حمل الرسالة، وتأدية الدور المنوط بها، الذي قدَّر الله لها أن تقوم به، يقول ابن جني: إن اللغة العربية لغـة نبيك التي فضلها الله عز وجل على سائر اللغات، وفَرَعَ بها فيه سامي الدرجات[1]، "وما من لغة تستطيع أن تطاول اللغة العربية في شرفها؛ فهي الوسيلة التي اختيرت لتحمل رسالة الله النهائية، وليست منزلتها الروحية هي وحدها التي تسمو بها على ما أودع الله في سائر اللغات من قوة وبيان، أما السَّعة فالأمر فيها واضح، ومَن يتبع جميع اللغات لا يجد فيها - على ما سمعته - لغةً تضاهي اللغة العربية"[2]، والعربية لغة القرآن الكريم، وهو مهيمن على ما سواه من الكتب الأخرى، وهذا يقتضي أن تكون لغته مهيمنةً على ما سواها من اللغات الأخرى، وهي لغة خاتم الأنبياء والمرسلين، الذي أرسله الله للبشرية جمعاء، واختار الله له اللغة العربية، وهذا يعني صلاحيتها لأن تكون لغة البشرية جمعاء، قال تعالى: ﴿ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾ [الشعراء: 195]، وقال تعالى: ﴿ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ﴾ [النحل: 103]، فلما وصفها الله بالبيان عُلم أن سائر اللغات قاصرة عنها، وهذا وسام شرف، وتاج كلَّل الله به مَفْرِق العربية، خصوصًا حين ناط الله بها كلامه المنزَّل، قال تعالى: ﴿ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [الزخرف: 3]، وقال تعالى: ﴿ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [فصلت: 3]، وقال حافظ إبراهيم على لسان العربية:

وسِعتُ كتابَ اللهِ لفظًا وغايةً
وما ضقتُ عن آيٍ به وعِظاتِ

 

فهو يشير إلى الطاقات الهائلة، والمخزون الضخم، الذي تمتلكه العربية التي وسعت هذا القرآن بكل أبعاده وآفاقه، إنها لغة الخلود، حيث لا يمكن أن تزول عن الأرض، إلا أن يزول هذا الكتاب المنزل، وقد تكفل الله بحفظها ضمنيًّا في قوله: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]، واللغة العربية لغة الفصاحة والبيان، يقول الفارابي في (ديوان الأدب): "هذا اللسان كلام أهل الجنة، وهو المنزَّه من بين الألسنة من كل نقيصة، والمُعلَّى من كل خسيسة، والمهذب من كل ما يستهجن أو يستشنع، فبنى مباني باين بها جميع اللغات؛ من إعراب أوجده الله له، وتأليف بين حركة وسكون حلاَّه به"[3].

 

ويقول الثعالبي في مقدمة كتابه (فقه اللغة وسر العربية):

"مَن أحب الله تعالى، أحب رسوله محمدًا، ومن أحب الرسول العربي أحب العرب، ومن أحب العرب أحب العربية، ومن أحب العربية عُنِيَ بها، وثابر عليها، وصرف همته إليها، ومن هداه الله للإسلام، وشرح صدره للإيمان، وآتاه حسن سريرة فيه، اعتقد أن محمدًا خير الرسل، والعرب خير الأمم، والعربية خير اللغات والألسنة، والإقبال على تفهمها من الديانة؛ إذ هي أداة العلم، ومفتاح التفقه في الدين، وسبب إصلاح المعاش والمعاد، ولو لم يكن في الإحاطة بخصائصها، والوقوف على مجاريها ومصارفها، والتبحر في جلائلها ودقائقها، إلا قوة اليقين في معرفة إعجاز القرآن، وزيادة البصيرة في إثبات النبوة التي هي عمدة الإيمان، لكفى بهما فضلاً يحسن فيهما أثره، ويطيب في الدارين ثمره"[4]، وينقل عن عمر - رضي الله عنه - قوله: "تعلموا العربية؛ فإنها تثبت العقل، وتزيد في المروءة"[5]، وقال ابن تيمية رحمه الله: "اعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق والدين تأثيرًا قويًّا بينًا... وأيضًا فإن نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب"[6].



[1]ابن جني، أبو الفتح، المحتسب (1/32).

[2]ينظر: الجندي، أنور، الفصحى لغة القرآن (ص306).

[3]ينظر: السيوطي، جلال الدين، المزهر (1/272).

[4]ينظر: مقدمة كتابه (فقه اللغة).

[5]ينظر: البيهقي، شعب الإيمان (2/257)، رقم (1676).

[6]ينظر: اقتضاء الصراط المستقيم (ص 207).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة