• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

كتابة العربية بحروف لاتينية

كتابة العربية بحروف لاتينية
أ. د. جابر قميحة


تاريخ الإضافة: 29/10/2014 ميلادي - 5/1/1436 هجري

الزيارات: 264830

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اللغة العربية ومحاولات الهدم

كتابة العربية بحروف لاتينية

 

تستَّرت هذه الدعوات كلها خلف قناع الزعْم بتيسير اللغة العربية وتسهيل تعليمها، وأخطر من ذلك دعوة مَن رمى العربية بالجُمود، ودعا إلى خَلعِها، وزرْع العامية مكانها، ونُحاول في السطور التالية أن نعرض لأهم هذه الدعوات وموقفنا منها:

1) الحروف اللاتينية:

في جلسة المجمع اللغوي المصري التي انعقدت يوم 3 / 5 / 1943 تقدم عبدالعزيز باشا فهمي باقتراح دعا فيه إلى استِبدال الحروف اللاتينية بالحروف العربية، ولم يكن هذا الاقتراح مستقبلاً، بل كان مشفوعًا بالدعوة إلى هَجرِ الفُصحى، وإحلال العامية مكانها، وكانت كلماته التي صاغ بها مُقترحاته تنمُّ عن نقمة عاتية على الفصحى.. لغة القرآن، ولغة التراث العربي من أربعة عشر قرنًا، وبلغ به الغلوُّ في الحنق إلى درجة وصف الدعوة إلى تعلم الفُصحى بأنها تحمل في ذاتها "محنة حائقة بأهل العربية، وطغيانًا وبغيًا؛ لأن في ذلك تكليفًا للناس بما فوق طاقتهم"[1].

 

ولم تلقَ هذه الدعوة قبولاً من أحد، وهي تعتبر تجديدًا للدعوة التي نفَّذها مصطفى كمال في تركيا، واستبداله الحروف اللاتينية بحروف اللغة التركية "وهي حروف عربية"، ولكن القياس يأتي مع الفارق الكبير:

1- فالتراث العربي والإسلامي المكتوب بالعربية أغزر وأكثر كمًّا من التراث التركي.

 

2- وكل تُراثنا الأدبي والفقهي والتاريخي والفلسفي مسجَّل بالعربية بحروفها المَعروفة، وهذا يعني قطع الصلة تمامًا بين الأجيال القادمة وتُراث الأمة وتاريخها.

 

3- وهذه الحروف هي التي كُتب بها القرآن من أول نزوله في حراء، واستِبدال الحروف اللاتينية بالحروف العربية يعني أيضًا قطع الصلة بين الأجيال القادمة وقراءة القرآن في الصورة التي نزل بها جبريل على محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.

 

4- ولو أخذنا بهذه الدعوة فإن تطبيقها ونَشرها سيَستغرِق عشرات من السنين، حتى يمكن إعداد عشرات الألوف من المدرِّسين والكتاب الذين يَكتبون ويَعملون على أساسها، وهذه صعوبة عملية يجب أن تكون في الاعتبار.

 

5- وفي مواجهة تراثنا الضخم الهائل المكتوب بالحروف العربية لا بد أن يكون لنا منه موقف من اثنين:

أ- إما تركه كما هو بحروفه العربية الأصلية، ومِن ثَمَّ لن تطلع عليه الأجيال القادمة التي تُقرأ وتكتب بحروف لاتينية، وبذلك تكون هذه الأجيال مقطوعة الصلة بالماضي، مما يُفقد الأمة هويتها الأصلية.

 

ب- وإما أن يترجم هذا التراث إلى الكتابة بالحروف اللاتينية، وفي هذه الحال - كما يقول أحد الكتاب -: "إذا أريدت ترجمةَ واحد في الألف مما كتب بالعربية لاحتيج إلى عشرات الآلاف مِن أبرع المترجمين، وإلى أموال ترجح ميزانية الولايات المتحدة الأمريكية[2].

 

6- والقول بأن الحروف اللاتينية تيسِّر الكتابة والنطق في العربية فيه إسراف وتهويل، ومخالفة للواقع، بل العكس هو الصحيح:

أ- فالكتابة بالحروف اللاتينية ستشغل حيزًا أوسع بكثير من الحيز الذي يشغله المكتوب بالعربية، ومِن ثَمَّ يستهلك قدرًا مضاعفًا من الورق، فكلمة محمد التي تتكوَّن من أربعة أحرف ستكون باللاتينية من ثمانية أحرف، وتكتب بهذه الحروف الجديدة هكذا: Mohammed، وجملة مثل: "اتجه محمد إلى بيته" ستُكتب بهذه الصورة اللاتينية:

Ittagaha Mohammed Ila Baitihi.


ب- كما أنها ستوقع في اللبس بالنسبة لحروف كالهمزة والعين اللذين يُعبَّر عنهما بحرف واحد هو الـ "A" فكلمة Ahmed يُمكن أن تفسَّر على أنها العلم المعروف أحمد، ويُمكن أن تقرأ كذلك أعمد، وهو الفعل المضارع من عمد بلسان المتكلم، وكلمة: Abid يمكن أن تقرأ (عابد) وتقرأ كذلك (آبد)، من (الأبد).

 

ومما يوقع في اللبس كذلك أن يعبَّر بالحرف الواحد اللاتيني عن حرفين عربيين مختلفين: فحرف الـ D سيكون مقابلاً للدال ومقابلاً للضاد كذلك، وكلمة dani يمكن أن تقرأ (داني) بمعنى قريب (من الفعل دنا)، ويُمكن أن تقرأ (ضاني) بمعنى لحم الخراف.

 

ومن التعقيد والتزيُّد كذلك، ونظرًا لفقر هذه الحروف اللاتينية يُستخدم حرفان لاتينيان مقابل الحروف العربية التي لا تجد لها مقابلاً واحدًا في اللاتينية؛ فحرف الغين يكتب GH، وحرف الظاء يكتب DH.

 

7- وقد ثبَت أن الأبجدية العربية إذا دُرست بطريقة صحيحة على أيدي أساتذة متمكِّنين قَبِلها الأطفال واستساغوها، واستطاعوا أن يَستكمِلوا مسيرتهم الطيبة في طريق تعلم العربية[3]، فالعيب ليس في الحروف العربية ولا في العربية ذاتها، ولكن التخلُّف، وهبوط المستويات يرجع إلى أسباب خارجية تتعلق بمستوى المدرِّسين، وطرائق التعليم، والمناهج الدراسية، والأوضاع الاجتماعية في بعض الدول العربية، مما لا يتَّسع المقام لشرحه.

 

ولقد تعلم جيلنا القراءة والكتابة بالطريقة الصحيحة على أيدي رجال أفاضل متمكِّنين من اللغة العربية ابتداءً من الكتاب، ومرورًا بالمراحل التعليمية المختلفة، وكانت النتائج طيبة[4].

 

وقد لاحظت الدكتورة نفوسة سعيد[5] أن عبدالعزيز فهمي في تهجُّمه الضاري على الفصحى العربية كان متأثِّرًا بالصليبي (ولكوكس) حتى في كثير من قوالبه التعبيرية، كوصفه الدعوة إلى استعمال العربية الفصحى بأنها "استِكراه" و"طغيان" و"بغي"[6].



[1] انظر نفوسة: مرجع سبَق (ص: 145).

[2] أحمد عبدالغفور عطار: قضايا ومشكلات لغوية، (ص: 73).

[3] من ربع قرن تقريبًا، وتقليدًا للغرب دون مراعاة الفروق بين اللغات طبَّقت في مصر طريقة الجشتالت في تعليم القراءة والكتابة، وهي الطريقة الكلية أو التحليلية التي تعتمد على تعليم الكلمة والجملة أولاً، ثم تعليم الحرف بعد ذلك، وكانت النتائج سيئة للغاية، مما دفع الدولة إلى الرجوع عنها؛ انظر في مفهوم هذه الطريقة ومزاياها وعيوبها كتاب: الموجه الفني لعبدالعليم إبراهيم (ص: 81 -85)، وانظر بتفصيل أكثر لنظرية التعليم الجشطلتية الفصل الرائع الذي كتبه "مايكل فريتمر" من (ص: 229) إلى (ص: 317) من كتاب "نظريات التعلم" ترجمة الدكتور علي حسين حجاج.

[4] فكنَّا في الكتَّاب نقرأ آيات القرآن الكريم من المصحف، وأذكر - وأنا في الصف الثالث الابتدائي في الأربعينات - أي من قرابة نصف قرن، كنت أقرأ لأبي - وقد كان أميًّا - كل ليلة قرابة ساعة في ألف ليلة وليلة، وسيرة الزير السالم، وحمزة البهلوان، وكانت هذه الكتب رديئة الطباعة، وكلماتها غير مضبوطة بالشكل، وكانت جائزتي كل ليلة "تعريفة" أي خمسة مليمات أي ما يساوي حاليًّا نصف هللة.

[5] نفوسة: مرجع سبق: (ص: 145).

[6] نشير في هذا المقام أيضًا إلى أن عبدالعزيز فهمي لم يكن أول من دعا إلى استخدام الحروف اللاتينية بدل العربية؛ فقد كان رائد هذه الدعوة "ولهلم سبيتا" الصليبي الألماني، وتبناها - غير عبدالعزيز فهمي - أمثال سلامة موسى، وفي لبنان طائفة من المارونيين منهم: أنيس فريحة وسعيد عقل.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- ضرورة ابتكار نظام وصيف للكتابة العربية
وحيد المعمري - الإمارات العربية المتحدة 18-10-2024 08:35 AM

تُعتبر اللغة العربية من أقدم اللغات وأكثرها تأثيرًا، وقد تم ذلك عبر انتشار الإسلام. ومع ذلك، برزت الحاجة لتطوير نظام مساعد لكتابة العربية باستخدام الأحرف اللاتينية. هذا النظام، الذي تم تطويره في مختبرات التجارب، يتمتع بالقدرة على تمثيل الكلمات العربية بكل حركاتها بشكل متفوق على الحروف العربية. وبما أن اللغة العربية لغة ذات قيمة تاريخية وفكرية، فإن وجود نظام كتابي مساعد سيساهم في تسهيل العديد من الجوانب العلمية والتقنية.

2- شكر
بيشو - السعودية 07-03-2016 06:35 PM

رائع وشكرا

1- اللخمايدية
رياض منصور - الجزائر 30-10-2014 10:24 PM

ربما استخدم الموريسكيون في الأندلس بعض ما ذهب إليه الكاتب من خلط ومزج ما بين العربية واللاتينية لضمان وجودهم وبقائهم في أرض الأندلس وتجنبهم لمحاكم التفتيش .ولأجل ذلك أقول أن اللغة العربية لغة مرنة إن صح الوصف .تتعامل مع المستجدات بكل ليونة .وأزيد فأقول أن الدراسات الحديثة أثبتت أن البقاء لن يكون للقوي ولا للذكي بل سيكون للمرن وفقط.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة