• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

محمود تيمور وتيسير العربية

محمود تيمور وتيسير العربية
أ. د. جابر قميحة


تاريخ الإضافة: 22/10/2014 ميلادي - 27/12/1435 هجري

الزيارات: 7549

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

محمود تيمور وتيسير العربية

 

في كتابه القيِّم "مُشكلات اللغة العربية" يدعو محمود تيمور إلى خدمة اللغة العربية، والنهوض بها، ونَشرِها، ولن يكون ذلك - من وجهة نظره - إلا بأمور أربعة هي:

1- تزويد اللغة.

2- تبسيط اللغة.

3- تيسير النحو.

4- تعميم الضبط.

••••


ولتزويد اللغة: يَطرح تيمور وسائل متعدِّدة في هيئة أسئلة:

• هل نلجأ إلى التعريب؛ فأوتومبيل نجعله "تمبيل"، والترامواي نجعله "ترام"، والسينما توغراف تكون "السيما"[1]؟

 

• أم نؤثر اللفظ العربي إما بالاشتقاق من المواد اللغوية العربية، وإما بإحياء الألفاظ التي نلمَح المُلابَسة بينها وبين المعاني الجديدة؛ كالسيارة للأتومبيل، والقطار: للبابور؟[2]

 

• ويَعرض تيمور الخلاف بين العلماء في قبول المولَّد الشائع على ًالسِنة الناس؛ مثل: البلاص، والدوَّار، والحلَّة، والطرحة.

 

ولا يرجِّح تيمور اتجاهًا من هذه الاتجاهات، بل يرى أن الوجه المفضل "أن نتوسط في الأمر، وأن يكون موقفنا في مسألة المعرب والمولد موقف مرونة وموازَنة، وتقديرٍ لمُلابسات كل لفظ، ومدى الحاجة إليه، فلنشتقَّ، ولنستضِف من العامية، ولنستحْيِ القديم من الألفاظ، ولنُعرِّب الأجنبي متوخِّين في كل ذلك الحكمةَ، وحريٌّ بنا أن ندع ذلك للهيئة اللغوية المُشرِفة، على أن تُراعى سهولة الألفاظ، موسيقية الحروف، وخفَّة الصِّيَغ على السمع[3]، كما يجب عرض الألفاظ الجديدة عرضًا كافيًا لإشاعتها[4].

••••


ويدعو تيمور إلى تبسيط اللغة بما يأتي:

1- الاقتصار في الألفاظ الكتابية على المألوف المأنوس، بعيدًا عن المَهجور والوحشي.

 

2- تحديد معاني الألفاظ تحديدًا منطقيًّا، فلا نُسرف في اصطناع المترادف الذي يجعل الألفاظ غير مفصلة على قدود المعاني[5].

••••


ويَرفض تيمور الدعوة إلى التبسيط اللغوي بإنشاء لغة مُختزلة ذات ألفاظ محدودة، لا تتجاوَز بضع مئات، مع تأديتها لجميع المعاني؛ وذلك محاكاة للغة الإنجليزية المسماة "البيسك"[6]؛ لأن مثل هذه اللغة لا يمكن أن يكتب لها النجاح؛ وذلك للأسباب الآتية:

1) إن المتعلم لها لا يستطيع أن يستعمل سوى ألفاظها، ولا أن يَفهم غيرها، فإذا قرأ لا بدَّ أن يقرأ المكتوب بهذه اللغة وحدها، وبذلك لا تكون له صِلة باللغة الأصلية، ولا بما تُنتجه عامة أدبائها وعلمائها.

 

2) والألفاظ لقلَّتها تؤدي معاني كثيرة، فيتذبذب اللفظ بين أشتات المعاني، وهذا ما يُناهِضه مصلحو اللغات في الأمم.

 

3) وهذه اللغة لا تَصلح للأدب والشِّعر؛ لأنهما يتطلبان موسيقا لفظية، ويَقتضيان إيثار تعبير على تعبير.

 

4) وهي لا تصلح كذلك لبعض العلوم والفنون التي تَستلزِم دقَّةً في البيان، لا تتيسَّر مع قلة الألفاظ وضَغطِها[7].

••••


ويدعو تيمور إلى تيسير النحو "بتصفية القواعد الكثيرة وغربلتها، فما كان منها جوهريًّا أبقيناه، وحُذف ما لا يُلائم التطور العصري للغة"[8].

••••


ونحن مع الأستاذ تيمور فيما ذهب إليه في مسألتي تزويد اللغة وتبسيطها، ولكنا نرى مسألة تيسير النحو أعقد مما تصوَّره بكثير؛ لأن تعقُّد المشكلة يبدأ أساسًا - لا من قواعده - ولكن من تدريس قواعده، واعتبار النحو غاية، لا وسيلة، وقد عرَض أستاذنا عبدالعليم إبراهيم خطَّةً لهذا التيسير تتعلَّق بالمنهج، والكِتاب، وطريقة التدريس والاختبارات والتمرينات، وأهم الخطوط الرئيسة لهذه الخطة:

أ- في المنهج:

1. الاقتِصار على الأبواب التي لها صِلة بصحة الضبط، بعيدًا عن الصور الفرضية في التصغير والنسب، وإعراب لا سيما، وكذلك يتجه إلى النواحي العمَلية في تدريس الصرف.

 

2. التدرُّج في عرض أبواب القواعد على أن يكون ذلك في وحدات متكاملة، تشمل كل وحدة عدة أبواب متجانسة أو متحدة الغاية.

 

ب- في الكِتاب:

1. مُسايَرَته للمنهج في اتِّجاهه وروحه.

2. اتِّخاذ اللغة الحية، والنصوص الفنية الرائعة أساسًا لدراسة القواعد، والتطبيق عليها، بعيدًا عن الأمثلة المبتورة الجافة.

 

جـ- في الطريقة:

1- مُناقشة الأمثلة من الناحية المعنوية قبل مناقشة دلالتها النحوية.

2- التركيز على الانتِفاع بالقواعد في الضبط، لا حفظ الأحكام النحوية.

 

تجنُّب الطريقة الجدولية المعقَّدة التي تحول درس القواعد النحوية إلى درس شبيه بالقواعد الرياضية.

 

د- في الاختِبارات والتمرينات:

1. مراعاة، ومتابعة مدى انتفاع التلاميذ بالقواعد في تأليف الجمل وضبطها ضبطًا صحيحًا.

2. ترك المطالبة بتكوين جُمل تثقلها القيود والشروط.

3. ترك المطالبة بذكر الأنواع والتقاسيم، والتعاريف، ونص القواعد[9].

••••


ويرى تيمور ضرورة ضبط الكلمات بالشَّكل، ويَرى ضرورة التفكير في طريقة أسهل لضبط الكلمات، وحتى نتمكَّن من ذلك "لا بدَّ أن نبدأ باستعمال الشكل في حالته الراهنة، فنُعمِّمه في جميع الكتب التي تتدارسها دور التعليم في المكاتِب الصغيرة، إلى المعاهد العالية، لا فرق في ذلك بين كتاب جغرافي أو رياضي أو نحوي، وحين يبدأ التلميذ حياته العلمية على هذا النحو، يَمضي في ذلك أثناء تنقله في درجات التعليم، لا يَشبُّ إلا قارئًا مطبوعًا على الصحَّة والصواب، فتصبح هذه الخطوة أولى خطوات تعميم الشكل، وضبط اللغة، وتقريب نَشرِها بين أهليها، ولا سيما إذا تبع ذلك التوفيق في ابتكار علامات يَسهُل على أيدي العمال استخدامها في جميع الحروف، كما يسهل على أقلام الكتاب استخدامها فيما تجري به الأقلام"[10].

••••


ودعوة تيمور هذه من قبيل تحصيل الحاصل؛ فهو يدعو إلى الالتزام الكامل بضبط الكلمات من أولى المراحل التعليمية إلى نهايتها، وأعتقد أن الدعوة بهذا الإطلاق تُغفل قيمة الفوارق بين مراحل التعليم المختلفة، واختلاف قدرة التعرُّف والاستيعاب عند الطلاب من مرحلة إلى أخرى.

 

وربما كان الحل المعقول هو التدرُّج، فيكون ضبط بنية الكلمة كاملاً في المرحلة الأولى، ويبدأ التخفيف التدريجي من الضبط، فيُكتفى بضبط أواخر الكلمات في المرحلة الثانوية "بالنسبة للكتب المقررة"، وبعد ذلك لا داعي للضبط إلا في حالة الضرورة، إذا ترتَّب على عدم الضبط إبهام، أو لبس، أو تداخل في المعنى، كما أن تعميم الضبط بصورته الكاملة بصرف النظر عن مستوى القراء سيُعطِّل، بل سيُوقف قدرة الفهم بلا ضبط، تلك القدرة التي يَكتسبها القارئ بطول الدُّربة والمعاناة مع الكلمات غير المضبوطة.

••••


وكان لتيمور دعوة لتسهيل الكتابة العربية جديرة بالتقدير والإعجاب؛ لأنها دعوة عمليَّة منتجة، وهي دعوته سنة 1961 إلى اختصار حروف العربية إلى الشكل الواحد، وبذلك نكون خفَّضنا عيون صندوق الطباعة من قرابة ثلاثمائة خانة إلى قرابة ثلاثين فقط[11]؛ فحرف العين - مثلاً - له الأشكال الآتية طباعيًّا:

عـ (العين الأولى)، ـعـ (العين المتوسطة)، ـع (العين المنتهية بعد حرف متصل)، ع (العين المنتهية بعد حرف مُنفصِل) فالعين تَرِد بالأشكال الأربعة، في الكلمات الأربع الآتية:

عمل - بعد - طمع - طماع

 

فتأسيسًا على اقتراح محمود تيمور تُكتب الكلمات الأربع كما يأتي:

عمل - بـ عد - طمـ عـ - طماعـ.

 

وبذلك تكون حروف الكتابة بالصورة الآتية:

أ بـ تـ ثـ جـ حـ خـ د ذ ر ز سـ شـ صـ ضـ ط ظ عـ غـ فـ قـ كـ لـ مـ نـ هـ ة ولا يـ.

 

ويلخِّص تيمور المزايا التي تتحقَّق بطريقته هذه فيما يأتي:

1- أنها تَنفي شُبهة القطع بين القديم والجديد.

 

2- أن الحروف ستكون واضحةً لا خفاء فيها؛ فهي غير مركَّبة بل مبسوطة.

 

3- أن علامات الشكل ستقع على الحروف بأعيانها، تأخذها الأنظار باللمح، فلا تترجَّع العلامات بين الحروف المركبة في الكلمة الواحدة.

 

4- أن اتخاذ صورة واحدة للحروف في جميع مواقعها من الكلمات أولاً، ووسطًا وآخرًا، سيجعل تعليمها أيسرَ مؤونة.

 

5- تخفيف العبء على المطبعة وعُمَّالها بسبب تقليل عدد عيون الصندوق، وسهولة اجتلاب حركات الضبط.

 

6- لا خوف من ازدياد استهلاك الورق بسبب هذه الحروف المبسوطة؛ لأن الكلمات في صورتها الجديدة ستكون ذات أفق أقل انخفاضًا من الأفق الذي تقتضيه الكلمات المركبة الحروف، فتزداد السطور في الصحيفة ازديادًا يُعوِّضها مما يستلزمه انبساط الحروف من اتساع الخبر[12].

 

وقد أجاز المجمَع مشروع محمود تيمور إلا أنه لم يَخرُج حتى الآن إلى حيز التنفيذ[13].

••••


والحقيقة أن هذه الدعوة - كما أشرْنا من قبل - دعوة عملية واقعية نافعة، والأخذ بها كان سيسدي خدمة جليلة للغة العربية، مع الحفاظ على التراث، فالذي يتعلم بالطريقة الجديدة، لن يُعجِزه قراءة التراث القديم.

 

ومع تعدُّد المزايا التي تتسم بها هذه الطريقة فإن الذي يدعو حقًّا إلى العجب ألا تخرج إلى حيز الواقع حتى الآن!

••••


كان محمود تيمور بهذه الدعوة أو الدعوات صادق النية، صادق الحِرص على خدمة اللغة العربية، ولكم ظهرت على الساحة العربية - في مصر ولبنان بخاصة - دعوات تعتمد على ادعاءات وهي تحمل معاول الهدم لتدمير اللغة العربية وتخريبها، كما سنرى في الصفحات التالية.



[1] محمود تيمور: مشكلا ت اللغة العربية (ص: 11).

[2] السابق الصفحة نفسها.

[3] السابق: الصفحة نفسها.

[4] السابق (ص: 13).

[5] السابق (ص: 13).

[6] السابق: الصفحة نفسها.

[7] انظر السابق: الصفحة نفسها.

[8] السابق 16).

[9] انظر: عبدالعليم إبراهيم: الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية (ص: 209 - 212).

[10] تيمور: السابق (ص: 20)، في سنة 1944 اقترح علي الجارم استعمال شكلات جديدة للدلالة عل الحركات، تكون متصلة بالكلمة ذاتها، والذي يَنظر إلى هذه الشكلات يؤمن بأن الجارم خرج من البسيط إلى المعقَّد، وكان العقاد على حق حين سماها بالزعانف، كما أنه سيجعل الكلمة العربية ذات بنية جديدة تكاد تكون مقطوعة الصلة بالبِنية القديمة؛ انظر: نفوسة زكريا: تاريخ الدعوة إلى العامية (ص: 221 - 222).

[11] تيمور السابق (ص: 73).

[12] انظر تيمور: السابق (ص: 66 - 68).

[13] نفوسة: مرجع سابق (ص: 222).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة